1294855
1294855
عمان اليوم

مؤتمر «إسكان مستدام» بصلالة يناقش سبل مواجهة تحديات الزيادة السكانية والنمو الحضري والقضايا التنموية

19 أغسطس 2019
19 أغسطس 2019

بمشاركة 200 مختص وخبير في التنمية من 9 دول -

مكتب صلالة - حسن بن سالم الكثيري -

بدأت بمحافظة ظفار أمس أعمال المؤتمر العربي للمدن المستدامة الذي يعقد تحت عنوان « دور شركاء التنمية العمرانية في تحقيق التنمية الحضرية المستدامة - إسكان مستدام » للعام الثاني على التوالي وذلك تحت رعاية معالي الشيخ سيف بن محمد بن سيف الشبيبي وزير الإسكان بمنتجع ميلنيوم صلالة.

وقال محمد جميل الطويل رئيس اللجنة المنظمة ومدير عام الرعاية الأولى في كلمة له في حفل الافتتاح: إن التنمية تعتبر عنصرا أساسا للاستقرار والتطور الإنساني والاجتماعي، وهي عملية مستمرة وتتخذ أشكالا مختلفة تهدف إلى الرقي بالوضع الإنساني بما يتوافق مع احتياجاته وإمكاناته الاقتصادية والاجتماعية والفكرية، وهي أيضا في مجال الإسكان مجهود تقوم به الوزارة بخطط وأهداف واضحة مشكورة السعي، وبمشاركة البلديات والمجالس والهيئات المتخصصة من القطاعين العام والقطاع الخاص؛حتى تتكامل كل الظروف الحضرية والعمرانية والصحية والبيئية نحو رفاهية المواطن، وذلك لتحقيق الرؤية الوطنية وتحقيق التنافسية على المستويين الإقليمي والعالمي، مشيرا إلى أنه من هذه الشراكة القائمة انطلق مسمى المؤتمر العربي للمدن المستدامة في دورته الثانية.

وأضاف: إن الهدف 11 من أهداف التنمية المستدامة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي الذي يسعى لجعل المدن والمستوطنات البشرية شاملة للجميع وآمنة وقادرة على الصمود ومستدامة هو ليس ملزما قانونا، لكن من المتوقع أن تأخذ الحكومات زمام ملكيتها وتضع أطرا وطنية لتحقيقه، وأن هذا الهدف يعتبر المدن هي مراكز الأفكار والتجارة والثقافة والعلم والإنتاجية وما هو أكثر من ‏ذلك، فالمدن مكّنت الناس من التقدم اجتماعيا واقتصاديا. وقال« إن مؤتمرنا هذا اهتم أيضا بالقطاع العقاري لما له من أهمية من حيث مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي وحجم القوى العاملة الوطنية في هذا القطاع وآلية تشجيع العمل على الصناديق الاستثمارية العقارية لأنها أكثر الحلول المبتكرة للتمويل في وعاء آمن ذي مردود جيد وشفاف»، موضحا أن الرعاية الأولى وبجميع فروعها بالوطن العربي اكتسبت سمعتها كشريك جدير بالثقة في صناعة المؤتمرات وبنائها، وبهذا اليوم نحتفل برصيد 17 مؤتمرا وملتقى وعشرات من البرامج وحلقات العمل، وأننا نفتخر بشركائنا الاستراتيجيين من القطاع العام والخاص والمنظمات الإقليمية والعالمية بمساهمتهم بدعمنا الدائم لتطوير أعمالنا.

كما شهد برنامج افتتاح الملتقى كلمة المؤتمر الرئيسية ألقاها معالي المهندس أحمد بن حمد الصبيح الأمين العام لمنظمة المدن العربية أوضح فيها «أن انعقاد المؤتمر في وقت يجمع فيه خبراء التنمية على أن هناك حاجة ملحة إلى التغيير واعتماد خطط وبرامج واستراتيجيات لمواجهة أسرع معدل للتحضر يعيشه العالم اليوم، ونحن كمدن علينا إقامة فضاءات تنموية تنسجم مع أجندة التنمية المستدامة وغاياتها حتى العام 2030 وخاصة البند الحادي عشر» إقامة مدن آمنة وشاملة ودامجة ومستدامة».

وأكد أن المدن في مختلف مراحل التنمية تحتاج إلى إحداث تحولات اجتماعية واقتصادية تساعدها في إنجاز خططها وبرامجها التنموية خاصة ما يتعلق بالإسكان، وتكمن أهمية هذه الفعاليات في أنها تتناول دور المدن والبلديات وهيئات المجتمع المدني والقطاعين العام والخاص في توجيه الفاعلين والشركاء لرسم خارطة طريق لمواجهة تحديات الزيادة السكانية والنمو الحضري وغيرها من القضايا التنموية بهدف ضمان الاستدامة بمفهومها الشامل.

وقام معالي راعي الحفل بعد ذلك بتكريم الجهات الداعمة والشركاء الاستراتيجيين، حيث حضر حفل افتتاح المؤتمر الذي يختتم أعماله اليوم عدد من أصحاب المعالي والسعادة والخبراء من داخل وخارج السلطنة، وبلغ عدد المشاركين في أعماله حوالي 200 مشارك ومشاركة، ويقام المؤتمر بشراكة استراتيجية مع كل من بلدية ظفار، وشركة صلالة للميثانول،وشركة حيا للمياه، والجمعية العقارية العمانية، ومجلس صناعات الطاقة النظيفة، وشبكة أخبار ظفار، وهلا إف إم، و منصة مرسال الإعلامية وعدسة طاقة. وقد بدأت جلسات المؤتمر باستعراض المحور الأول الذي جاء بعنوان « التخطيط العمراني والتنمية الحضرية المستدامة» واشتمل على مناقشة 4 أوراق عمل شملت ورقة عمل بعنوان « التنمية الحضرية المستدامة والمدن الذكية: الإنجازات و الفرص و التحديات» قدمها الدكتور نورس نايف شطاوي، وورقة العمل الثانية أتت بعنوان « نماذج المباني محادة الطاقة والبنية التحتية للإسكان الأخضر» قدمها الدكتور أحمد محمد أشتيات وورقة ثالثة بعنوان « الطاقة الحرارية الأرضية و تطبيقاتها في المدن الذكية» وأدار الجلسة النقاشية في المحور الأول الدكتور حمد بن مسعود الغريبي. أما الجلسة الثانية فقد عقدت بعنوان « دور المطورين العقاريين والتمويل في تطوير المدن المستدامة » و شهدت تقديم ثلاث أوراق عمل: الأولى بعنوان « المطورون العقاريون شركاء أم منافسون؟» قدمها سليم بن حسن البلوشي، وقدم عبدالصمد بن محمد المسكري ورقة بعنوان « صناديق الاستثمار العقارية ودورها في تنشيط السوق العقاري» ، وأما ورقة العمل الثالثة فقد كانت بعنوان « الثورة الصناعية الرابعة وأثرها في التطوير والتنمية العقارية» قدمها المهندس مهند حسان التميمي، وأدار الجلسة سعادة المهندس محمد بن سالم البوسعيدي. وأتى المحور الثالث ليناقش عنوان «نماذج محلية وإقليمية لشركاء التنمية العمراني» حيث استعرض المهندس محمد بن نعم العدسي منطقة الدقم كنموذج للإسكان والمدن المستدامة وأدار الجلسة سعادة الدكتور رائد هاشم بكيرات.

يذكر أن المؤتمر يشارك في أعماله خبراء ومختصون من الأردن ومصر، ودولة الإمارات العربية المتحدة، والكويت، وقطر، ولبنان، وليبيا والعراق إلى جانب مشاركات من السلطنة من الوزارات والهيئات الحكومية ذات العلاقة بقطاع الإسكان والبلديات والبيئة، وهيئات الاستثمار والتطوير العقاري، والخبراء في مجال التنمية الحضرية والبيئة، والبنوك والصناديق الاستثمارية، ومؤسسات التمويل الإسكاني، والمكاتب الهندسية، وشركات المقاولات وشركات التطوير العقاري، و المسوقون العقاريون، وأكاديميون وطلبة في كليات الهندسة والاقتصاد. و يهدف مؤتمر « إسكان مستدام» إلى تيسير تبادل المعلومات والأفكار حول أبرز القضايا والتطورات والتطبيقات لِطيفٍ واسع من الموضوعات المتعلقة بالتنمية العمرانية، حيث يُعدّ تعاونا مبتكرا بين القطاع العام والخاص. وسيتاح للمشاركين استعراض أفكارهم ومناقشتها لبلورة الدور الفاعل لتطوير البنية التحتية والإسكان المستدام. ويسعى لتعزيز مفهوم الاستدامة في كافة القطاعات، وإرساء بنية تحتية متكاملة لتحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية والاجتماعية مع المحافظة على سلامة البيئة. وستقام على هامش أعمال المؤتمر حلقات عمل تناقش المعلومات المكانية واتخاذ القرارات وذكاء الموقع وإدارة المشاریع الإنشائية.