1293586
1293586
العرب والعالم

الحـكـم فـي فنـزويـلا يهـدد بانتخـابـات تشـريعيـة مسـبـقــة

17 أغسطس 2019
17 أغسطس 2019

للضغط على المعارضة -

كراكاس-(أ ف ب): تعد إمكانية الدعوة إلى انتخابات تشريعية مسبقة في فنزويلا، السلاح الأخير في يد الحكم الذي ما زال يخضع لعقوبات أمريكية، لإضعاف المعارضة والتأثير على المفاوضات الجارية. وأنشأ رئيس الجمعية الوطنية التأسيسية، ديوسدادو كابيلو، المقرب من الرئيس الاشتراكي نيكولاس مادورو، لجنة هذا الأسبوع لدرس الدعوة إلى انتخابات تشريعية مطلع 2020، أي قبل عام واحد من النهاية القانونية للهيئة التشريعية، من أجل تجديد البرلمان، المؤسسة الوحيدة التي تسيطر عليها المعارضة. وقد انتُخب أعضاء البرلمان الحالي في 2015، على أن تنتهي ولايتهم بصورة طبيعية في الخامس من يناير 2012. وتطالب المعارضة بزعامة خوان غوايدو الذي أعلن نفسه رئيسا بالوكالة لفنزويلا في يناير، واعترف به حوالي 50 بلدا، بما فيها الولايات المتحدة، بإجراء انتخابات رئاسية جديدة. ويرفض مادورو هذا المطلب.

«الأيدي المكبلة»

وتأتي هذه المناورة للوصول إلى الحكم، بعدما أقرت الولايات المتحدة عقوبات اقتصادية جديدة ضد كراكاس في الخامس من أغسطس الحالي فدفعت مادورو إلى تعليق الحوار مع المعارضة التي بدأت في بربادوس برعاية النروج.

وفي تصريح قال العالم السياسي لويس سالامنكا: إن «مادورو انسحب من طاولة المفاوضات لأنه اعتقد أنه سيحصل على تخفيف للعقوبات بفضل المعارضة». وأضاف «لكن أمله خاب، بل على العكس، فقد زيدت العقوبات». فقد أمرت الولايات المتحدة بتجميد كامل على أراضيها لممتلكات حكومة نيكولاس مادورو الذي تأمل واشنطن في أن يتخلى عن السلطة لمصلحة غوايدو. وهددت أيضا بفرض عقوبات على الشركات التي تتعامل مع الحكومة الاشتراكية، وتصفها بأنها «ديكتاتورية».

ويجد البرلمان يديه مقيدتين: فالقضاء الفنزويلي لا يعترف به والجمعية التأسيسية التي يعتبرها عدد من البلدان غير شرعية، استولت على جزء كبير من سلطاته. ورفعت أيضا الحصانة عن حوالي عشرين نائبا تتهمهم بالخيانة على غرار آخرين.

«إضعاف مادورو»

وقال لويس سالامانكا: إن البرلمان برئاسة خوان غوايدو «الذي تم التخلي عنه على أساس أنه ميت، أعاد إحياء نفسه على شكل حكم موازٍ يتنازع الشرعية مع رئيس الجمهورية».

وإذا ما أجريت انتخابات تشريعية في 2020، يتعين على المعارضة أن تختار: التصويت في ظروف غير مواتية ووضع خوان غوايدو في صف المواجهة الأمامي على الرغم من أنه لا يعترف بالسلطة الانتخابية الفنزويلية التي يتهمها بالاحتيال والتواطؤ مع الحركة التشافيزية، أو التخلي عندئذ عن المؤسسة الوحيدة التي تسيطر عليها.

ويقول لويس سيجاس، مدير معهد دافوس لاستطلاعات الرأي: «سيكون من الصعب أن نوضح للناس أن المعارضة ستشارك الآن في هذه الانتخابات في حين لم تنته مصادرة السلطة».

ويعرب لويس سالامانكا عن اقتناعه بأن المجتمع الدولي سيؤيد مشاركة المعارضة، بينما «نيكولاس مادورو أضعف من أي وقت مضى». وتواجه فنزويلا حاليا أصعب أزمة سياسية واقتصادية في تاريخها الحديث، وتتسم بالركود والتضخم المفرط والصراع على السلطة بين خوان غوايدو ونيكولاس مادورو.