1293258
1293258
الاقتصادية

32 طلباً للاستثمار بمدينة ريسوت الصناعية وتوطين 9 مشاريع خلال النصف الأول

17 أغسطس 2019
17 أغسطس 2019

انتهاء تنفيذ تطوير البنية الأساسية لـ «ريسوت 2» نهاية 2020 -

الشركات والمصانع القائمة تتوسع في خطوط الإنتاج وتزيد رأس المال -

تشهد مدينة ريسوت الصناعية، التابعة للمؤسسة العامة للمناطق الصناعية – مدائن، نشاطا استثماريا ملحوظاً، حيث تم استقبال 32 طلباً للاستثمار في مختلف الأنشطة الصناعية والتجارية والخدمية خلال النصف الأول من عام 2019 م؛ وقد تم توطين 9 منها، بينما جارٍ العمل على دراسة وتقييم الطلبات الأخرى تمهيدا لتوطينها، وهناك عدد من المشاريع القائمة حصلت على مساحات إضافية ويتم العمل في الوقت الحالي على توسعة هذه المشاريع وإضافة خطوط إنتاج جديدة.

توسعة مستمرة

وقال حمد بن حمود القصّابي، مدير عام مدينة ريسوت الصناعية: إن إجمالي حجم الاستثمارات بمدينة ريسوت الصناعية بلغت نهاية 2018م اكثر من 422 مليون ريال، والجهود تتواصل لجذب المزيد من الاستثمارات، لا سيما مع توسع الكثير من الشركات والمصانع القائمة أكثر من مرة في مساحتها وخطوط إنتاجها وزيادة رأسمالها، الأمر الذي يبشر بأن منتجات تلك الشركات تلقى القبول في أسواق السلطنة والأسواق الخارجية، مؤكدا على أن المنتجات العمانية تمثل صورة مشرّفة للسلطنة في مختلف الأسواق التي تصل إليها داخل السلطنة وخارجها، حيث حصلت هذه المنتجات على ثقة المستهلكين في تلك الأسواق وكل ذلك بفضل الجهود التي يبذلها القائمون على الشركات والمصانع من جهة، وجهود القطاعات الحكومية المختلفة كالقائمين على المدن الصناعية ومسؤولي المواصفات والمقاييس من جهة أخرى، وحرصهم الدائم على تقديم كل ما هو جيد ومناسب للمستهلكين، وفي ما يتعلق بجودة المنتجات في المصانع المستثمرة في مدينة ريسوت الصناعية، فإن أغلب الشركات لديها مختبرات متخصصة تقوم بفحص المنتجات على مراحل متعددة قبل وبعد عمليات الإنتاج، كما أنها تستخدم أفضل التقنيات في الإنتاج، مؤكدا القصّابي على أن هذا الإقبال يدفع المستثمرين وأصحاب الأعمال للتوسع في مشاريعهم، وما التوسعات التي تشهدها مدينة ريسوت الصناعية إلا تلبية للطلبات المتزايدة من قبل المستثمرين من داخل السلطنة وخارجها لإضافة خطوط إنتاج جديدة أو البدء في توطين مشاريع صناعية وخدمية، حيث تعمل «مدائن» في الفترة الحالية على تنفيذ مشروع تطوير البنية الأساسية لمدينة ريسوت الصناعية (ريسوت 2)، والذي تبلغ تكلفته الإجمالية حوالي 4 ملايين ريال عماني ويقام على مساحة تبلغ مليون متر مربع، حيث سيوفر المشروع خدمات البنية الأساسية للأراضي غير المطورة وتطوير القائم منها، بما في ذلك إنشاء شبكة متكاملة من الطرق والأرصفة وشبكات الصرف الصحي بامتداد يصل إلى 7.9 كيلومتر وشبكة المياه بما فيها المياه اللازمة للحماية المدنية وأنظمة الري بامتداد يصل إلى 8.3 كيلو متر، كما يشمل المشروع توفير شبكات الاتصال والغاز، وإنشاء محطة تحلية للصرف الصحي تستوعب 1000 متر مكعب يومياً، وسيتم خلال هذا المشروع مراعاة استخدام أحدث التقنيات في الإضاءة، وأحدث المواصفات والتقنيات المستخدمة لشبكات وأنظمة الخدمات داخل مدينة ريسوت الصناعية، ومن المتوقع الانتهاء منه نهاية العام 2020م. وأوضح القصّابي أنه عندما افتتحت مدينة ريسوت الصناعية وأصبحت جاهزة لاستقبال طلبات أصحاب الأعمال والمستثمرين والصناعيين في نوفمبر من عام 1992م بمناسبة عام الصناعة –الثاني- كانت مساحتها تصل إلى مليون متر مربع تقريبا وبعد عدد من التوسعات أصبحت مساحة المدينة الصناعية 3810479 متر مربع مع نهاية العام 2018، وتقع مدينة ريسوت الصناعية في مدينة ريسوت بولاية صلالة بمحافظة ظفار جنوب السلطنة، وتحيط بها جبال ظفار من جهة الشمال والغرب وبحر العرب والمحيط الهندي من جهة الجنوب ويعد هذا الموقع الاستراتيجي المهم ميزة إضافية لجذب المزيد من الاستثمارات في جميع القطاعات وخاصة القطاع الصناعي، حيث تكتسب مدينة ريسوت الصناعية هذا الموقع الاستراتيجي الهام والمميز للسلطنة بصورة عامة، ومحافظة ظفار بصورة خاصة كونها أقرب نقطة في شبه الجزيرة العربية من دول الخليج إلى الطريق البحري الدولي والجمهورية اليمنية وأسواق دول شرق أفريقيا، فأصبح بإمكان البضائع أن تصل إلى الدول القريبة من هذا الطريق الملاحي الدولي من خلال ميناء صلالة بسرعة كبيرة وهذا بلا شك قيمة مضافة وميزة منفردة للبضائع المنتجة في مدينة ريسوت الصناعية، علاوة على أن الوصول إلى دول منطقة الخليج العربي وخاصة الدول الواقعة شمال الخليج أصبح ممكنا من ميناء صلالة وكذلك مطار صلالة الذي أصبح منفذا تجاريا نشطا للشحن الجوي، ناهيك عن مناخ محافظة ظفار الاستثنائي في فصل الصيف والبيئة المناسبة لاستقرار بعض مشاريع الاستثمار الأجنبي في صلالة لا سيما مع وجود المناطق الحرة بالقرب منها والتي تتميز بحوافز مناسبة للمستثمرين الأجانب.

قيمة مضافة

وأكد القصّابي أن مدينة ريسوت الصناعية كأي مدينة صناعية أخرى تابعة للمؤسسة العامة للمناطق الصناعية - مدائن تعمل على تحقيق الأهداف والاستراتيجيات التنموية العامة السلطنة والمتعلقة بتنويع مصادر الدخل الوطني وكذلك دعم التنمية الشاملة والمستدامة على مستوى محافظة ظفار بصورة خاصة، وضمن الجهود المستمرة التي تبذلها الحكومة لتنمية الولايات والمحافظات الواقعة خارج العاصمة مسقط، وقد استطاعت المدينة الصناعية باعتبارها جهة تم تأسيسها لإيجاد تنمية شاملة ومستدامة تساهم في دعم الاقتصاد الوطني من تحقيق عدد من الأهداف التي تعمل الحكومة باستمرار للوصول إليها مثل تنويع مصادر الدخل القومي، وتوفير الفرص الوظيفية للكوادر العمانية، وخلق بيئة تجارية تبادلية مع الأسواق الخارجية إلى جانب استغلال المشاريع الاستراتيجية الأخرى في محافظة ظفار مثل ميناء صلالة، ومطار صلالة، فمن المؤكد والبديهي أن الحركة التجارية في ميناء صلالة تنمو بزيادة الإنتاج في المصانع والشركات المستثمرة في مدينة ريسوت الصناعية، كما كان للصناعات التي تنتج في مدينة ريسوت الصناعية مساهمة مستمرة في توفير السلع الاستهلاكية للسوق المحلي عوضا عن البضائع المستوردة . علاوة على ذلك، فإن منتجات شركات ومصانع مدينة ريسوت الصناعية حالها حال الصناعات العمانية الأخرى في مختلف أرجاء السلطنة تصدر إلى أسواق الكثير من دول العالم، وبالتالي زيادة القيمة المضافة المتحققة لاقتصاد السلطنة ، وعلى سبيل المثال، الصناعات الدوائية وبعض الصناعات الغذائية والهندسية في مدينة ريسوت الصناعية أصبح العمانيون يقومون بأدوار فاعلة خلال عملياتها الإنتاجية. الأمر الذي يشير إلى أننا نسير على الطريق الصحيح الذي يتوقع أنه من خلال جهود الحكومة ومبادرات أصحاب الأعمال والمشاريع سوف تتضاعف القيمة المضافة للصناعة العمانية.

حوافز جديدة

وأوضح حمد القصّابي أن مدينة ريسوت الصناعية كغيرها من المدن الصناعية الأخرى التابعة لـ مدائن» تشملها الحوافز والتسهيلات الجديدة مثل عقد إيجار لمدة ثلاثين عاما قابلا للتجديد لمدة مماثلة مع أحقية التنازل عن حق الإيجار للمدة المتبقية بالعقد، وأحقية البيع للإنشاءات والمباني المقامة على الأرض المستأجرة، وكذلك أحقية الرهن للمباني والتجهيزات المقامة على الأرض المستأجرة، بالإضافة إلى أحقية إدخال شركاء بعقد الإيجار وكذلك الحصول على تقييم عادل للمباني والإنشاءات والتجهيزات المقامة عند انتهاء عقد الإيجار، ومن هذه المميزات أيضا إعفاء من ضريبة الدخل لخمس سنوات للمشاريع الصناعية، وإعفاء مدخلات الإنتاج من الضرائب والرسوم الجمركية، وتوفير أراض مطورة مجهزة بكافة الخدمات الأساسية: مياه، كهرباء، اتصالات، طرق مع وجود أطر قانونية شفافة توضح الحقوق والالتزامات، والالتزام بفترات زمنية محددة للاستجابة لتقديم الخدمات، وحرية العمل 7/‏‏24 مع ضمان المشاركة بالمعارض الداخلية والخارجية لحملة المنتجات الوطنية «عماني»، وضمان المشاركة بكافة الورش والندوات والمعارض التي تنظمها المؤسسة، ومساعدة المستثمرين لدى الجهات الحكومية من قبل النافذة الاستثمارية (مسار).

فرص عمل

وأكد القصّابي على استمرار الجهود التي تبذلها «مدائن» والتنسيق المتواصل مع الجهات ذات الاختصاص لإيجاد فرص عمل للكوادر العمانية، والاستفادة من الحوافز التدريبية التي ستقوم أكاديمية مدائن الصناعية بتقديمها للمشاريع الصناعية، وقد بلغ عدد العاملين في مختلف المستويات بالمصانع في مدينة ريسوت الصناعية مع نهاية العام 2018 حوالي 3358 موظفا منهم ما يقارب 800 من العمانيين، ومن الملاحظ خلال الفترة الأخيرة أن الكثير من القائمين على هذه الشركات والمصانع في الإدارات العليا من الكوادر العمانية التي أثبتت قدرتها على تقلد هذه المناصب، وفي الجانب الآخر الرغبة موجودة وبقوة من قبل المستثمرين وأصحاب الأعمال في تشغيل الأيدي العاملة العمانية في مختلف الوظائف داخل مؤسساتهم، ويبقى الدور الأكبر على الموظف نفسه لإظهار قدراته وإمكانياته؛ ليحل بكل جدارة محل الأجنبي. ومن جانب آخر، أشار القصّابي إلى أن مدينة ريسوت الصناعية تمكنت بفضل التعاون بين «مدائن» والجهات ذات الاختصاص من بناء الشبكة الداخلية للغاز وتوفير كميات مناسبة من الغاز للمؤسسات الصناعية العاملة داخل المدينة الصناعية، وإلى جانب توفير الغاز لمصانعها، تقوم مدينة ريسوت الصناعية بتوفير الغاز لشركات ومصانع تقع خارج محيطها أيضاً، وهناك جهود مبذولة ومستمرة من قبل «مدائن» من خلال تواصلها مع وزارة النفط والغاز لتوفير كمّيات أكبر من الغاز؛ وذلك لزيادة الطلب عليه من قبل المصانع داخل وخارج مدينة ريسوت الصناعية.