أفكار وآراء

تصرفات غير مسؤولة

17 أغسطس 2019
17 أغسطس 2019

حفصة السبتية -

الحمد لله على ما أنعم به علينا من تقدم ونهضة، يعيشها اليوم كل من يوجد على أرض هذا الوطن المعطاء، وكانت سببا في رخائه وسعادته، منها نعمة طرق السير المنفذة وفق المواصفات والمقاييس العالمية الحديثة، على الرغم من صعوبة التضاريس في السلطنة، وهي مدعاة للفخر والإشادة من قبل كل من يزور السلطنة، فهذه نعمة مدعاة للشكر، والشكر أقله الالتزام بقواعد المرور وأخلاقيات السياقة، إلا أن بعض السائقين يأبى إلا أن يجعلها نقمة عليه وعلى الآخرين، فمن منا من لم تتردد على مسامعه عبارة ارتبطت بالتصرفات في شوارعنا وهي: «قيادة السيارات فن وذوق وأخلاق»، لو تأملنا هذه المقولة جيداً، لأدركنا صحتها، فالفن يعني قيادة صحيحة متقنة آمنة للسائق ومَن معه ومَن حوله في الطريق، والذوق يعني إعطاء حق الأولوية ومراعاة الآخرين، بينما الأخلاق تكون في حُسن معاملة السائق للآخرين أثناء القيادة.

إن ما نشاهده على الطرقات في هذه الأيام من ممارسات من بعض السائقين، من تجاوزات واستهتار في السياقة، وعدم الالتزام والتعدي، للأسف الشديد لأمر يحز في النفس، على الرغم من الدور المقدر لشرطة عمان السلطانية في ضبط الأمور والحد من هذه التجاوزات، إلا أن هناك الكثير من الممارسات التي نتمنى اختفاءها من على الطرقات، نستعرض لكم منها:

نقف في انتظار دخول الطريق العام كون هناك سيارة قادمة نعتقد استمراريتها في السير، فإذا بها تنعطف بجانبنا بدون إشارة،.. أيها السائق قدِّر، هناك إنسان ينتظرك بسيارته لدخول الطريق، هل ألغي دور إشارات الانعطاف في السيارات؟ إن كان كذلك فلم ما زالت مصانع السيارات تبقيها مضمنة من ضمن أجزاء السيارة، بل يتم تطويرها وفقا لتطور السيارة.

وآخر في شارع فرعي يقف أمام محل ليطلب شيئا منه، ولأنه لم يجد موقفا، يقف داخل الطريق ويحجز طابورا من السيارات خلفه غير قادرين على المرور أو التجاوز نظرا لقدوم السيارات من الجهة المقابلة.

وفي مشهد آخر تجده يقود سيارته في حارة التجاوز بسرعة أقل من القانونية معرقلا السير ومكونا خلفه طابورا من السيارات، ويحاول الذي من خلفه تنبيهه بشتى الطرق، إلا أنه لا حياة لمن تنادي وكأن الطريق ملكه، ولا مجال لتجاوزه أحيانا من اليمين لوجود السيارات في الحارة اليمنى، مما قد يتسبب أحيانا في وقوع ما لا يحمد عقباه.

والأدهى انتقال البعض إلى الحارة اليمنى خلف مركبات الشحن لتجده فجأة يدخل أمامك في الحارة التي أنت فيها رضيت أم أبيت مما يضطرك لفرملة السيارة، وهكذا تتابع من خلفك فرملة السيارات مما يتسبب في زحام دون داع، ناهيك عن التجاوز الخاطئ من كتف الطريق أو التجاوز من اليمين، وكأنه الوحيد لديه ظروف أو في عجلة من أمره؛ مما يشكل خطرا كبيرا عليه وعلى باقي مستخدمي الطريق.

وغيرها من مشاهد الاستهتار والتجاوزات التي تثير الاستنكار والغضب والخوف أحيانا، وهي بحاجة إلى مزيد من الجهود من قبل المختصين للوقوف بحزم تجاه هذه التصرفات، ولزيادة وبث الوعي حول أخلاقيات قيادة السيارات، لأن القيادة فن وذوق وأخلاق.