1292967
1292967
العرب والعالم

كوريا الشمالية تطلق صاروخين وترفض محادثات جديدة مع الجنوب

16 أغسطس 2019
16 أغسطس 2019

سول - (أ ف ب) : أطلقت كوريا الشمالية أمس ما يبدو أنهما صاروخان قصيرا المدى سقطا في البحر، وشنت هجوما لاذعا على دعوات للحوار من الرئيس الكوري الجنوبي مون جان إن رافضة إجراء مزيد من المحادثات مع سول.

وهي سادس تجربة تجريها بيونغ يانغ منذ 25 يوليو. وأعلن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون في مطلع أغسطس أن هذه العمليات تشكل «تحذيرا جديا» موجها إلى كوريا الجنوبية والولايات المتحدة بسبب التدريبات العسكرية المشتركة التي يجريها البلدان.

وتندد بيونج يانج بهذه المناورات العسكرية السنوية التي تعتبرها تدريبات تمهيدا لغزوها، غير أنها كانت تمتنع عن تنفيذ تجارب خلالها. وحذرت بأن بدء المناورات من شأنه أن يحول دون استئناف محادثاتها مع الولايات المتحدة حول ترسانتها من الأسلحة النووية.

وأوضحت هيئة الأركان الكورية الجنوبية أن المقذوفين أطلقا من جوار مدينة تونغتشون في إقليم كانغوون بجنوب شرق كوريا الشمالية وحلقا على مسافة حوالي 230 كلم قبل أن يسقطا في بحر الشرق المعروف أيضا ببحر اليابان.

وقال مسؤول في هيئة الأركان المشتركة لوكالة فرانس برس «يعتقد أنهما صاروخان باليستيان قصيرا المدى» مشددا على أنه لا يزال يتعين إجراء مزيد من التحاليل للتأكد من ذلك.

وجاءت التجربة في وقت رفضت «لجنة إعادة التوحيد السلمي للبلاد» التابعة لسلطات كوريا الشمالية تصريحات للرئيس مون الخميس عبر فيها عن رغبته في إعادة التوحيد وقالت إنه لم يعد لديها ما تناقشه مع سول.

وأعلن مون في خطاب ألقاه بمناسبة ذكرى تحرير كوريا من الاحتلال الياباني (1910-1945) أن هدفه هو «التوصل إلى السلام وإعادة التوحيد بحلول 2045» بالرغم من انتهاء ولايته الرئاسية عام 2022 في البلد الذي لا يسمح بأكثر من ولاية واحدة.

وقالت كوريا الشمالية في بيانها إن «خطابه يستحق تعليق، خطاب ذكرى أحمق».

وأضاف البيان «لم يعد لدينا ما نناقشه مع سلطات كوريا الجنوبية، وليس لدينا أي نية في الاجتماع معها مجددا».

وقالت وزارة التوحيد في سول إن تصريحات كوريا الشمالية لا «تتسق» مع روح الاتفاقيات بين الكوريتين، ومنها إعلان بانموجوم الموقع بين مون وكيم في أبريل العام الماضي.

وقال مسؤول في وزارة التوحيد «نريد أن نشير بوضوح إلى أن (التصريحات) لن تساعد في تحسين العلاقات بين الكوريتين على الإطلاق».

والتدريبات الأمريكية الكورية الجنوبية المشتركة تجرى سنويا منذ أربع سنوات، لكن تم تقليصها لتهدئة التوتر مع بيونج يانج.

غير أن كوريا الشمالية هددت الأسبوع الماضي بإجراء مزيد من التجارب على الأسلحة في أعقاب بدء التمارين المشتركة الأخيرة بين سول وواشنطن في 5 أغسطس. وقلل مون من أهمية التجارب الأخيرة لكوريا الشمالية، بل ألمح إلى مشاريع اقتصادية محتملة بين الكوريتين في مسعى للتصدي للحرب التجارية بين كوريا الجنوبية واليابان، ما دفع بمنتقدين للقول إن لديه «أوهاما بالسلام».

ووصفت سول غالبية عمليات الإطلاق السابقة بأنها لصواريخ بالستية قصيرة المدى فيما قالت بيونج يانج إن بعض عمليات الإطلاق يتعلق بـ«منظومة صواريخ موجهة من العيار الثقيل».

ويحظر على كوريا الشمالية إطلاق صواريخ باليستية بموجب قرارات لمجلس الأمن الدولي.

وقالت هيئة الأركان في سول إن «الجيش يراقب الوضع تحسبا لحصول عمليات إطلاق أخرى فيما نحافظ على جاهزيتنا».

وتأتي التجارب في وقت تبدو خطط استئناف المحادثات على مستوى فرق العمل بين كوريا الشمالية وواشنطن مجمدة.

وبعد سنة من التهديدات المتبادلة والتوتر المتصاعد عقد ترامب وكيم قمة تاريخية في سنغافورة العام الماضي وقعا فيها على تعهد غير واضح بالعمل نحو «نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية».

وأخفقت قمة ثانية في هانوي بينهما وسط خلافات حول تخفيف العقوبات وحجم التنازلات من كوريا الشمالية.

ثم اتفق ترامب وكيم على استئناف المحادثات خلال لقاء لم يكن مقررا في يونيو في المنطقة المنزوعة السلاح بين الكوريتين.

وقالت بيونج يانج مؤخرا إن محادثات الملف النووي ستكون «حصرا» بين الشمال والولايات المتحدة رافضة إجراء حوار منفصل مع كوريا الجنوبية بعد أن اتهمت سول بلعب دور «وسيط متطفل» في أعقاب انهيار قمة هانوي.