العرب والعالم

تقرير :إجازة ترامب .. بين التغريدات والتجمعات الانتخابية

16 أغسطس 2019
16 أغسطس 2019

بيركلي هايتس (الولايات المتحدة) - (أ ف ب) : يمضي دونالد ترامب إجازته الأسبوعية بين التجمعات التي يحييها لجمع التبرعات والمهرجانات الانتخابية والتغريدات التي لا بد منها حيث لا يجد الرئيس الأمريكي أي وقت للاستراحة.

وكان الرئيس السبعيني قال قبل أن يغادر البيت الأبيض لقضاء عشرة أيام في مجمع الجولف الفخم الذي يملكه في بيد مينسر بولاية نيوجيرزي «ليست إجازة إطلاقا».

وأضاف بينما كان جالسا في مكتبه البيضاوي في البيت الأبيض «أحب أن أعمل. أفضل البقاء هنا»، معبرا بذلك عن إصراره على إعطاء صورة رجل الأعمال النشيط التي يسعى لإبرازها.

وعلى كل حال، أوفى الجمهوري النيويوركي بوعده. فما إن غادر واشنطن حتى حصد مساء أمس 12 مليون دولار لحملته الانتخابية لولاية ثانية في مهرجان لجمع التبرعات. وقام الثلاثاء الماضي برحلة إلى بنسلفانيا ليلقي خطابا جامحا أمام عمال مصنع للمواد البتروكيميائية لمجموعة شل. وترأس أمس الأول تجمعا في إطار حملته في ولاية نيوهامشير.

على تويتر، لم يمل ترامب فأطلق تغريدات عديدة من نظريات مؤامرات إلى تسجيلات فيديو أو آراء حول القضايا الكبرى في البلاد والعالم.

حتى عندما يمارس رياضة الجولف، لا ينسى الرئيس الخامس والأربعون للولايات المتحدة مهمته كقائد للقوات المسلحة. فأي عسكري لا ينسى إطلاقا الحقيبة التي تضم الشيفرة النووية.

ويبقى المستشارون والخبراء بتصرفه في أي لحظة عندما لا يرافقونه مع حراسه ورجال أمن آخرين يعملون طول اليوم حوله.

كان الرؤساء السابقون يتبعون الخطوات نفسها بالتأكيد.

فقد كان باراك أوباما يحب العودة إلى هاواي مسقط رأسه، ليستريح، مثل بيل كلينتون الذي كان يتوجه دائما إلى مارثاز فينيارد بالقرب من بوسطن. لكن عليهم أن يبقوا جميعا في حالة تأهب.

فقد قطعت الإجازة الصيفية لرونالد ريغن في 1983 عندما أسقط الاتحاد السوفييتي طائرة تابعة لشركة الطيران الكورية.

ولا يكتفي ترامب بالتعليق على الوقائع. فأسلوبه في ممارسة المهام الرئاسية يتمثل في إثبات حضوره في وسائل الإعلام، والصيف لا يؤثر على ذلك.

وقال جيمس ثوربر من الجامعة الأمريكية في واشنطن إن «هذا الرجل مختلف». وأضاف «إنه لا يتوقف عن العمل السياسي ويستخدم إجازاته لعقد تجمعات».

وتابع هذا الخبير السياسي «إنه يخوض حملة دائمة ويستخدم خطابه لتعبئة قاعدته والعمل على وسائل الإعلام»، موضحا أن «هذه هي استراتيجيته لكنها كذلك مسألة مطبوعة في شخصيته. يريد إرضاء نفسه إلى أبعد حد».

«قل لي أين تمضي إجازتك أقول لك من أنت». هذه القاعدة تنطبق أيضا على الرؤساء الأمريكيين.

فيوليسز اس غرانت كان أول رئيس يقدر أجواء مارثاز فينيارد وسط النخب الغنية وصاحبة النفوذ.

وفضل جورج بوش الابن ورونالد ريغن العودة إلى جذورهما في تكساس وكاليفورنيا. أما جون فيتزجيرالد كينيدي وجورج بوش الأب فكانا يهربان من ضغط واشنطن إلى ولايتي ماساتشوسيتس ومين في شمال شرق البلاد.

لكن ترامب لا يروق له لقاء الحشود على الساحل. وقد اختار لعطلته الصيفية واحدة من الولايات التي تتعرض للسخرية في البلاد، نيوجيرزي التي لا يرى منها الكثير لأنه يبقى في نادي الجولف الذي يملكه ويبلغ رسم المشاركة فيه 350 ألف دولار.

أما إجازته الشتوية فقد اختار لها مجمع الجولف الذي يملكه في مارا لاغو في فلوريدا.

ولا يملك الجمهور فكرة واضحة تماما عما يجري وراء السياج الأمني. لكن هناك أمرا واحدا أكيدا هو أنه عندما يكون جدول الأعمال الذي أعده البيت الأبيض شاغرا، يجد ترامب شيئا ما ليملأه.