صحافة

القدس: ستظل القدس صامدة رغم الضغوط والمعاناة

16 أغسطس 2019
16 أغسطس 2019

في زاوية حديث القدس كتبت الصحيفة مقالًا بعنوان: ستظل القدس صامدة رغم الضغوط والمعاناة، جاء فيه:وسط تصعيد إسرائيلي شامل ضد الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة ومقدساته أقدم الاحتلال الإسرائيلي مجددًا على إغلاق المسجد الأقصى أمام المصلين وحول بواباته إلى ما يشبه ثكنات عسكرية، بعد أن أخرج المصلين من داخله استمرارا لعدوانه صبيحة عيد الأضحى المبارك على عشرات آلاف المصلين، واستمرارا لمحاولات هذا الاحتلال تغيير الوضع القائم منذ عقود عبر الاقتحامات المتكررة لمتطرفيه بحماية الشرطة وحرس الحدود وأجهزته الأمنية، وهو ما يعني إصرارا إسرائيليا على المساس بالأقصى والاستخفاف ليس فقط بمشاعر أبناء الشعب الفلسطيني بل بمشاعر الأمتين العربية والإسلامية مع كل ما يعنيه ذلك من تداعيات خطيرة في مقدمتها دفع الأوضاع نحو الانفجار.ويبدو أن هذا الاحتلال يعتقد واهمًا أن الشعب الفلسطيني سيقف مكتوف الأيدي أمام انتهاك حرمة مقدساته ومنعه من أداء شعائره الدينية في أولى القبلتين ومسرى سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- وأرض المحشر والمنشر، تماما كما يبدو واهمًا إذا اعتقد أن شعبنا الفلسطيني سيقف مكتوف الأيدي أمام عدوانه الشامل على شعبنا وحقوقه، من قتلٍ واعتقالات وهدم للبيوت ومصادرات للأراضي واستعمار وحرمان من الحقوق السياسية والإنسانية، وإجراءات ظالمة تفرض المعاناة اليومية على أبناء شعبنا.إن ما يجب أن يقال هنا: إن هذا العبث الإسرائيلي، وهذه الأطماع الاستعمارية التي بدأ متطرفو إسرائيل ووزراؤها يتحدثون عنها صراحة، مثل: تقسيم الأقصى والسماح لليهود بالصلاة فيه أو ضم أجزاء واسعة من الأراضي المحتلة، لن يقود سوى إلى مزيد من التوتر والقضاء على أية بارقة أمل بحل سياسي يستند إلى الشرعية الدولية، بعد أن نسفت إسرائيل كل الاتفاقيات الموقعة، مما يعيد الصراع إلى دائرته الأولى مع كل ما يعنيه ذلك من غياب للأمن والاستقرار والسلام في هذه الأرض المقدسة.

كما أن ما يجب أن يدركه قادة هذا الاحتلال أن شعبنا الفلسطيني الذي ظل صابرا صامدا مناضلا على مدى عقود طويلة وقدم التضحيات الجسام من قوافل الشهداء والجرحى والأسرى، وعانى وما زال بسبب هذا الاحتلال سواء في الأراضي المحتلة أو في الشتات، هذا الشعب العظيم لن يركع ولن يرفع الراية البيضاء، ولن تغريه كل أموال الدنيا بديلا عن قدسه ومقدساته الإسلامية والمسيحية، وبديلا عن حقوقه الثابتة والمشروعة في العودة وإقامة دولته المستقلة ذات السيادة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس.

ولن يجدي هذا الاحتلال دعم الإدارة الأمريكية التي تنكرت لكل القيم والمبادئ الإنسانية وللقانون والقرارات الدولية، بل إنها تنكرت حتى لقيم ومبادئ أمريكا ذاتها، عندما اختارت العداء لشعبنا والدعم المطلق لهذا الاحتلال غير الشرعي، وعندما اعتقدت أن بإمكانها التصرف بحقوق شعبنا وأراضيه ومقدساته لتعلن اعترافها الباطل بالقدس عاصمة لهذا الاحتلال. وإذا كان نتانياهو وأقطاب اليمين المتطرف في حكومته يعتقدون أن الطريق إلى الفوز في الانتخابات القادمة تمر عبر تصعيد العدوان على شعبنا ومقدساته؛ فإن عليهم أن يدركوا أن مثل هذا الفوز سيشكل فشلا ذريعا في ظل غياب الأمن والاستقرار والسلام وأن العبث بالنار لن يؤدي سوى إلى إشعال المنطقة برمتها وأن وهم محاولة الاستفادة من الأوضاع العربية والإسلامية لغرض المخططات الاستعمارية وتصفية القضية والمساس بالأقصى ليس سوى وهم؛ فالشعوب العربية والإسلامية لا يمكن أن تقبل بمثل هذه المخططات وعينها على القدس والأقصى ونصرة الشعب الفلسطيني.