صحافة

فلسطين: قراءة إسرائيلية في الهجمات «الفردية» على حدود غزة

16 أغسطس 2019
16 أغسطس 2019

في زاوية آراء كتب الدكتور عدنان أبو عامر مقالًا بعنوان: قراءة إسرائيلية في الهجمات «الفردية» على حدود غزة، جاء فيه:

ما زالت الأوضاع الأمنية غير المستقرة في غزة تطرح قراءات إسرائيلية متباينة، لاسيما في ضوء وقوع عدة هجمات مسلحة أخيرة على حدود القطاع، والاختلاف الإسرائيلي بتقييمها، بين كونها فردية بحتة أم موجهة، وإن كانت كذلك، فما المستويات القيادية في المقاومة الفلسطينية التي أصدرت قرارا بتنفيذها؟ وكيف سيكون رد الفعل الإسرائيلي على عمليات مشابهة في قادم الأيام، خاصة إن أوقعت قتلى وجرحى؟

ينطلق الإسرائيليون في قراءتهم للعمليات الأخيرة من فرضية مفادها أن حماس قد لا يكون لها مصلحة في تنفيذ عمليات كبيرة على حدود القطاع، وفي الوقت الحالي خاصة، لكن الافتراض الإسرائيلي ذاته يقول: «إن جميع مَن شاركوا في العمليات الأخيرة، وإن كانت فردية ولم تتبنها حماس، فإنهم كوادر عسكريون تابعون لها».

أكثر من ذلك، ما زالت إسرائيل متمسكة بقناعة مفادها أن حماس لديها مصلحة جدية من استهداف إسرائيل بهجمات مسلحة، كي تبقى مسيطرة على توجهات الرأي العام الفلسطيني والعالمي بأنها تتصدر المعركة، خاصة بعد أن اتضح من تفاصيل محاولة تنفيذ العملية الأخيرة عشية عيد الأضحى التي استهدفت القوات الإسرائيلية والتجمعات الاستيطانية على حدود قطاع غزة.

يعتقد الإسرائيليون أن مصلحة حماس هذه بالاستمرار باستنزاف الجيش الإسرائيلي على حدود القطاع، قد لا تتعارض مع توجهاتها السياسية بالتوصل لترتيبات تسمح برفع الحصار عن أهالي غزة.

تزعم إسرائيل وجود معطيات تشير إلى أن الخلية التي قتل عناصرها خططت للوصول لأحد التجمعات الاستيطانية، وربما أعمق من ذلك داخل إسرائيل؛ فالعتاد الثقيل الذي حازته كان لافتا، فقد حملوا أسلحة شخصية لخوض اشتباكات مع الجنود في مناطق سكنية، وأحضروا معهم أطعمة وماء للبقاء عدة أيام داخل إسرائيل، وكذلك وسائل علاج للتعامل مع إصابة أحدهم خلال الاشتباك، وكي ينجح في العودة مجددًا داخل القطاع.

تتحدث الأوساط العسكرية الإسرائيلية أن الخلية المهاجمة سعت للتسلل داخل إسرائيل من منطقة حدودية افترضت أنها لا توجد فيها قوات أمنية، بحيث تكون الطريق أمامها معبدة باتجاه المستوطنات، هذا يعني أننا كنا أمام عدة ساعات فقط، ويتم تنفيذ العملية داخل واحدة منها، حيث حمل أفرادها قذائف تستخدم خصيصا لاستهداف وسائل نقل ومنازل وإصابة سكانها.

الاستنتاج الإسرائيلي الواضح أن حماس تدرك أن إسرائيل تعيش مرحلة انتخابات حاسمة، وقد لا ترسل بجيشها إلى غزة؛ مما يعني أن تغض الحركة الطرف عن تنفيذ بعض هذه العمليات دون أن تواجه برد من إسرائيل التي قد تعيد النظر بالتعامل مع هذه العمليات التي تستهدفها، وإن وصفت بالفردية؛ لأنها باتت تشكل أمامها تحديًا أمنيًا جديًا، وقد تتسع رقعتها في قادم الأيام!