العرب والعالم

انتخاب اليميني أليخاندرو ياماتي رئيساً لغواتيمالا

12 أغسطس 2019
12 أغسطس 2019

غواتيمالا - (أ ف ب): انتُخب اليميني أليخاندرو ياماتي امس الاول رئيساً لغواتيمالا، بحسب نتائج رسمية شبه نهائية لهذه الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، أعلنتها المحكمة الانتخابية.

وبعد فرز 95% من صناديق الاقتراع، حاز ياماتي على 58.7% من الأصوات، وفق تعداد أوردته المحكمة الانتخابية العليا. وسارع الحزب الاجتماعي الديمقراطي المنافس لع إلى الإقرار بهزيمة مرشحته ساندرا توريس.

وأوضحت المحكمة أنّها أعلنت فوز ياماتي قبل انتهاء الفرز كاملاً لأنّ الفارق بينه وبين منافسته أكبر من أن يتأثّر بالأصوات التي لم تفرز بعد.

وتعهد أليخاندرو ياماتي بمكافحة المجرمين ومهربي المخدرات وإعادة حكم الإعدام. وكما منافسته، يعارض ياماتي زواج المثليين وتشريع الإجهاض.

وهذه المرة الرابعة التي يترشّح فيها الطبيب المحافظ ياماتي، الذي يسير بمساعدة عكازات بسبب مرض قديم اصيب به قبل 40 عاماً، للانتخابات الرئاسية منذ 2007.

ويعرف ياماتي، الذي ترشح عن حزب فاموس اليميني، بنوبات غضبه المفرطة والتي لا يمكن السيطرة عليها.

وعمل مديراً سابقاً لإدارة السجون، وسجن هو نفسه لمدة عشرة أشهر عام 2010. واتهم بالتورط في عملية إعدام تعسفية لثمانية موقوفين في عام 2006. وأفرج عنه لنقص في الأدلة التي تدينه، لكنه يقول إن تجربة السجن أثرت فيه عميقاً.

وتميّزت الدورة الثانية بنسبة مشاركة ضعيفة ناهزت 55%، وفقاً للنتائج الأولية. ودعي أكثر من 8 ملايين ناخب للإدلاء بأصواتهم في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية لخلافة جيمي موراليس الذي شابت ولايته على مدى أربع سنوات العديد من الفضائح.

ومن المقرر أن يتسلم الرئيس الجديد مهامه في 14 يناير 2020. وأعرب الناخبون الذين التقتهم وكالة فرانس برس عن أملهم في أن يتمكن الرئيس الجديد من مكافحة الفساد والعنف الإجرامي والفقر الشديد.

وأعلنت مارتا ليديا سوبويوج الفلاحة البالغة 43 عاماً لوكالة فرانس برس «نريد رئيساً يلتزم بوعوده حقاً». وكلا المرشحان موجودان منذ فترة طويلة على الساحة السياسية الغواتيمالية، إذ كانت تلك المحاولة الثالثة للمرشحة ساندرا توريس للفوز برئاسة البلاد. أما أليخاندرو جياماتي، فقد ترشح للرئاسة أربع مرات في السابق.

واستبعدت القاضية السابقة والناشطة في مكافحة الفساد تيلما ألدانا من المنافسة منذ الجولة الأولى. واتهمت بتوظيف متدرب في وظيفة وهمية، واضطرت لمغادرة البلاد لملاحقتها بموجب مذكرة توقيف دولية.

وأراد الناخبون تجديد الطبقة السياسية بانتخابهم جيمي موراليس، وهو ممثل كوميدي لا خبرة سياسية له، في عام 2015. لكن الأخير أنهى ولايته بفضيحة تحقيق حول تمويل غير قانوني لحملته.

وقالت كيمبرلي سال وهي مدرسة تبلغ 19 عاماً خلال إدلائها بصوتها «لا أثق بالسياسيين، فمنذ أربع أعوام، أراد الناس أمراً مختلفاً من جيمي موراليس، لكن ولايته انتهت بما هو أسوأ».

وهيمن ملفا الفساد واتفاق الهجرة الذي فرضه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على الحملة الانتخابية خلال الجولة الثانية.

وتعهد المرشحان بانهما سيكافحان الفساد، لكن هذا الوعد قوبل بالتشكيك من المعارضة والمحللين، فقد أعلن كل من توريس وياماتي أنهما يريدان الاستغناء عن مساعدة لجنة مكافحة الفساد الخاصة بغواتيمالا والتابعة للأمم المتحدة، التي باتت غير مرغوب فيها بعد توجيهها تهما للرئيس المنتهية ولايته.

بالإضافة إلى ذلك، يعدّ اتفاق الهجرة الذي فرضه دونالد ترامب على البلاد مصدر قلق آخر. وعلى الرغم من الضجة التي أثارها في هذا البلد اتفاق الهجرة مع شروطه الغامضة التي تم التوصل إليها بعيداً من الأضواء، أبدى المرشحان حذراً كبيراً في تعليقاتهما ونواياهما المستقبلية لجهة التعامل معه.

وهذا الاتفاق حول حق اللجوء يجعل من غواتيمالا «بلداً ثالثاً آمناً» يتحتّم على طالبي اللجوء أن يقوموا فيه بالخطوات الأولى لطلب اللجوء بحسب البيت الأبيض.

ويرى العديد من الناشطين في المنظمات غير الحكومية أن غواتيمالا غير قادرة على استقبال مهاجرين يريدون العبور إلى الولايات المتحدة في وقت هي غير قادرة على تلبية احتياجات سكانها.

ويعيش 60% من سكان غواتيمالا البالغ عددهم 17.7 مليون نسمة تحت خط الفقر. وتشكّل غواتيمالا، بالإضافة إلى هندوراس والسلفادور، أو الدول التي تعرف بـ«مثلث الشمال»، المصدر الأساسي للساعين إلى الهجرة للولايات المتحدة هرباً من الفقر وعنف العصابات في بلدانهم.