1290595
1290595
العرب والعالم

40 قتيلا و260 جريحا جراء القتال في عدن والتحالف يضرب موقعا «للانفصاليين»

11 أغسطس 2019
11 أغسطس 2019

«أنصار الله» يعلنون مبادرة للمصالحة الوطنية والحل السياسي باليمن -

صنعاء - «عمان» - جمال مجاهد - (أ ف ب):-

قتل نحو 40 شخصا وأصيب 260 منذ الخميس في القتال الدائر بين الانفصاليين الجنوبيين والقوات الموالية للحكومة اليمنية في مدينة عدن بجنوب اليمن، بحسب ما أعلنت الأمم المتحدة أمس، التي حذرت من آثار القتال على الأزمة الإنسانية والتي تعد الأسوأ في العالم.

ونقل البيان عن منسقة الشؤون الإنسانية في اليمن ليز غراندي قولها «من المؤلم أنه خلال عيد الأضحى، هناك عائلات تبكي أحباءها بدلا من الاحتفال سويا بسلام».

وقال بيان الأمم المتحدة «قتل وجرح عدد من المدنيين منذ 8 أغسطس الماضي حين اندلع القتال في مدينة عدن، وتفيد تقارير أولية أن ما يصل إلى 40 شخصا قتلوا و260 جرحوا».

وأكدت منظمة أطباء بلا حدود في بيان أنها قدمت العلاج لـ119 مصابا في أقل من 24 ساعة في مستشفى تديره المنظمة في عدن.

ودعت غراندي السلطات إلى «ضمان وصول المؤسسات الإنسانية بدون عوائق» إلى عدن، مشيرة إلى أن هناك 34 منظمة إنسانية عاملة في عدن وتقدم مساعدات غذائية إلى نحو 1,9 مليون شخص. وأشارت غراندي إلى أن ميناء عدن هو أحد المنافذ الرئيسية للمساعدات الإنسانية إلى اليمن.

ومنذ الأربعاء، اندلعت اشتباكات عنيفة في عدن بين الانفصاليين والقوات الموالية لهادي على الرغم من أنهما يقاتلان في صفوف التحالف بقيادة السعودية منذ عام 2015، وأمس، شن التحالف العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن غارات استهدفت موقعًا للانفصاليين الجنوبيين غداة سيطرتهم على القصر الرئاسي في عدن.

وتسارعت الأحداث أمس الأول بعد سيطرة الانفصاليين على ثلاثة معسكرات حكومية وعلى القصر الرئاسي. والسبت، حمّلت وزارة الخارجية اليمنية المجلس الانتقالي الجنوبي والجهات الخارجية الداعمة له «تبعات الانقلاب» في عدن، مطالبة بوقف دعمها المادي والعسكري فورًا للانفصاليين.

وبعد خمس سنوات على اندلاع الحرب، يحتاج 24,1 مليون شخص، أي أكثر من ثلثي السكان، إلى مساعدة، بحسب الأمم المتحدة التي تصف الأزمة الإنسانية في اليمن بأنها الأسوأ في العالم حاليا، وساد الهدوء في شوارع مدينة عدن صباح الأحد، أول أيام عيد الأضحى.

وقال مراسل فرانس برس: إن عددا من السكان خرجوا مع عائلاتهم للاحتفال بالعيد، وهذه ليست المرة الأولى التي يشتبك فيها الانفصاليون التابعون للمجلس الانتقالي الجنوبي مع الوحدات الموالية للرئيس هادي، ففي يناير 2018، شهدت عدن قتالا عنيفا بين الانفصاليين والقوات الحكومية أدى إلى مقتل 38 شخصا وإصابة أكثر من 220 آخرين بجروح.

ويقاتل الانفصاليون الجنوبيون وحكومة هادي معًا في إطار التحالف الذي تقوده السعودية ضد أنصار الله، إلى ذلك، دعت السعودية أمس الأول أطراف النزاع في عدن إلى «اجتماع عاجل» بهدف «مناقشة الخلافات وتغليب الحكمة والحوار».

وعدن هي العاصمة المؤقتة للحكومة المعترف بها منذ سيطرة أنصار الله على صنعاء في سبتمبر 2014.وأمس، رحب المجلس الانتقالي الجنوبي في بيان بدعوة السعودية للحوار مؤكدا أنه جاهز له.

من جانبه، أكد نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي هاني بريك في خطبة عيد الأضحى في عدن «الثبات وعدم التفاوض تحت وطأة التهديد»، وأكد بن بريك أيضا «الالتزام بشرعية هادي والوقوف إلى جانب التحالف». بدورها، رحبت الحكومة اليمنية في بيان على وكالة سبأ الرسمية للأنباء بوقف إطلاق النار والدعوة إلى الاجتماع في السعودية.وأكد المتحدث باسم الحكومة اليمنية راجح بادي في البيان أن «أي تمرد واستقواء بالسلاح على الدولة، أمر غير مقبول ويعد انقلابا على الدولة».

من جهة ثانية، ارتفعت حصيلة القصف الجوي الذي استهدف أمس منزل أسرة نازحة في محافظة حجّة (شمال غرب اليمن) إلى 19 قتيلا وجريحا.

وأكد موقع «المسيرة نت» (التابع لجماعة أنصار الله) سقوط ثمانية قتلى أغلبهم أطفال ونساء و11 جريحا، جرّاء استهداف طيران التحالف لمنزل في منطقة صوملة بمديرية مستبأ.من جهته، أعلن رئيس «المجلس السياسي الأعلى» في صنعاء مهدى المشّاط، أن جماعة «أنصار الله» بصدد تشكيل لجنة للمصالحة الوطنية والحل السياسي، معبّرا عن أمله «أن يتم أخذها من قبل جميع الأطراف على محمل الجد للخروج ببلدنا من دوّامة الصراع والارتهان للخارج». وقال المشّاط في خطاب بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك: إن هذه المبادرة تأتي «إيمانا منّا بواجب العمل على تعزيز السلم الأهلي وتنفيذًا للرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة».

وأشار إلى أن المصالحة الشاملة «خيار كل شعب يتطلّع لمستقبل من القوة والعزّة، ولن يتأتّى ذلك إلا بالانفكاك من قيود الماضي وتأثيرات الخارج».

واعتبر المشّاط أن الظروف التي يمر بها اليمن، «دليل دامغ على حاجتنا كيمنيين لإجراء مصالحة وطنية صادقة تساهم في ترسيخ الأمن الاجتماعي وتهيّئة لحوار سياسي يمني جاد بعيدا عن أي وصاية أجنبية».