1290002
1290002
الاقتصادية

يجمع بين نسيمي البحر والجبل - وادي دربات.. آية جمال طبيعي ومقصد سياحي

10 أغسطس 2019
10 أغسطس 2019

كتب وتصوير ـ أحمد بن عامر المعشني -

أثبتت الأعداد المتوافدة لوادي دربات بولاية طاقة من السياح المواطنين والخليجيين والأجانب شهرته ورواجه السياحي على مستوى السلطنة بشكل خاص ودول المنطقة والعالم بشكل عام، حيث شهد هذا الموقع السياحي ازدحاما مروريا، وتوافد أعداد كبيرة من السياح في وادي دربات.

وقام مراسل «عمان الاقتصادي» بالمشي لمسافة 8 كم ليعكس للجمهور الحركة السياحية النشطة التي يشهدها الوادي، والذي يعد واحدا من أجمل المواقع السياحية في محافظة ظفار، فقد أصبح يمثل وجهة سياحية رئيسية بامتياز للكثير من زوار المحافظة وقاطنيها على حد سواء ويبرز جمال وادي دربات الساحر خلال هذا الموسم حيث تكتسي فيه جبالها وسهولها بالبساط الأخضر، ذلك الجمال الطبيعي الذي وهبه الله لهذا الجزء من أرض السلطنة. ففي كل عام من نهاية شهر يونيو إلى نهاية شهر سبتمبر تتجه أنظار السياح لهذه المحافظة الواقعة في أقصى الجنوب، فحين تخيم حرارة الصيف على معظم أرجاء شبه الجزيرة العربية تزداد هذه المنطقة جمالا بطبيعتها الخضراء وطقسها الجميل الذي يصاحبه تساقط الرذاذ وتلبد السماء بالغيوم.

ولن تجد زائرا أو سائحًا يزور ظفار إلا وفي أجندته زيارة هذا الوادي، وربما يوميا، مما جعل هذا الوادي مقصدا سياحيا وبامتياز، ويعتبر وادي دربات الوادي الوحيد في ظفار الذي يجمع نسيم البحر مع نسيم الجبل، وذلك لتواجده وسط المسافة بين الشاطئ الجنوبي وبين سلسلة الجبال المتاخمة له. وبذلك يعتبر فرصة فريدة للتمتع بأجواء متنوعة. ووادي دربات آية من الجمال الطبيعي التي وهبها الله لهذه المنطقة.

أن هذه الهبة الربانية ليس لها إلا طريق واحد سلكها الزائر وسكان الوادي هي من عقبة غديه (طوي آعتير) بولاية مرباط وهذا يشق كثيراً على مرتادي الوادي من السكان المحليين للوادي بالإضافة إلى الزائرين والسياح الذي يزورون المحافظة من داخل السلطنة وخارجها، حيث تزداد خطورة الطريق مع كثرة السيارات وتزاحمها في الموسم السياحي والكل يعلم المعاناة التي يعانيها سياح الوادي سنويا خلال الموسم السياحي من تكدس السيارات حيث يوصل في معظم الأحيان طابور السيارات متصلًا من دوار مدينة الحق بمركز الولاية إلى مدخل الوادي وتوقفت حركة المرور وبشكل تام لعدة ساعات.

الأمر الذي يُحتم على الجهات المعنية فتح طريق آخر من جهة الغرب وبالتحديد من منطقة شيحيت إلى وادي دربات لما لهذا الطريق من منافع اجتماعية واقتصادية وخدمية لا تُحصى لسكان وادي دربات وللزائرين ولسكان المناطق الواقعة غربه على وجه العموم. وتتضاعف الخطورة ومعاناة السكان في حالات السيول وجريان الأودية جراء أمطار موسم صلالة السياحي أو تقلبات الطقس وتعرض المحافظة للأنواء المناخية، الأمر الذي يعزل السكان عن التواصل مع جوارهم ويجعل التواصل معهم بالغذاء أو الدواء أو الإنقاذ من ضروب المستحيلات، وقد برهنت عدد من حالات الأنواء المناخية الاستثنائية التي مرت بها محافظة ظفار في السنوات القليلة الماضية وآخرها إعصار مكونو في العام الماضي مدى الحاجة إلى وجود معبر غربي للوادي عبر منطقة شيحيت تحسبًا لهذه الحالات الطارئة ولكون الوادي وجهة سياحية نشطة على مدار العام. الأمر الذي يوجب التسريع من قبل الجهات المُختصة في فتح طريق ثان للوادي من منطقة شيحيت حتى تكتمل حلقات التنمية للوادي وقاطنيه ومرتاديه بالصورة المُثلى والمرجوة وليُصبح وادي دربات وجهة سياحية جاذبة وفق معايير الجذب السياحي المتعارف عليها.

كما يوجد بوادي دربات صخرة تسمى (بصخرة الختانه) حيث تم استجلابها من عين الغيضة شمال وادي دربات وقد تم حملها على أكتاف الرجال منعوشة حيث لاحظ الأهالي وجود مميزات في هذه الصخرة من شأنها جعل الختانة أسهل باستخدام هذه الصخرة. فقد ساعد شكلها التكويني أن يجعل منها مقعدا مناسبا يجلس عليها المختون أثناء عملية القص ويوجد بها ثقب يتم تعبئته باللبان الظفاري وحرقه للحصول على البخور وإنعاش الحاضرين برائحته، وبالفعل تم استخدام هذه الصخرة للختان لأكثر من مائتي عام حسب الروايات المحلية وهي طريقة بدائية إلا أنها تعتبر مقننة من حيث الشكل والثبات وانسيابية جوانبها لتتلاءم مع متطلبات عملية الختان.

وقد كان الأهالي يحددون الوقت الذي ستتم فيه العملية وعادة ما يكون في الصرب (الربيع) فيقوم كل من لديه شاب يراد له أن يختن ويطلب من والده تجهيز المستطاع من الطعام حيث تقام وليمة كبرى يدعى لها جميع سكان المنطقة ويحضرها كذلك معظم المناطق في ظفار، ويساهم آباء المختونين بإعداد هذه الوليمة وتمتد مدة الختانة إلى أسبوع كامل ويحرص المشاركون على ارتداء أحسن اللباس وتتخلل فترة الختانة إقامة العديد من الفنون الشعبية المختلفة للنساء والرجال كذلك، يعني بالتعبير الحديث هو عبارة عن مهرجان سنوي لجميع الناس تبرز فيه أنواع الفنون الشعبية وتذاع فيه صيت الفائزين على مستوى المحافظة. حيث كان يتوجب على الصبي الذي جاء دوره للختان أن يقوم باستعراض رقصة السيف في الميدان ليظهر من خلالها فرحته وشجاعته وعدم خوفه من الختان التي كانت تستخدم فيها أداة تقليدية وهي عبارة عن موس حاد وتجرى العملية بدون أي تخدير وبعد نهاية الختان يقوم الشاب من على الصخرة ويجلس شاب آخر مكانه وهكذا.

وبسؤال الطاعنين في السن فإن هذه الصخرة تم الاستغناء عنها منذ أكثر من مائة عام لقد مات المستخدمون لهذه الصخرة والمستفيدون منها وبقت كما هي شاهدة لم يغيرها الزمن ولم تنس الأجيال الجديدة نفعها في تلك الحقبة البائدة وظلوا يتداولون تلك الروايات عنها أب عن جد.