صحافة

تشفير رسائل فيسبوك يعرقل تتبع الشرطة للمجرمين

05 أغسطس 2019
05 أغسطس 2019

يفكر عملاق التواصل الاجتماعي «فيسبوك» في تشفير رسائل المستخدمين بحيث لا يمكن معرفة محتواها لأي طرف ثالث، وهذا الأمر يثير ضجة أمنية الآن، حيث نشرت صحيفة «ديلي تلجراف» تقريرا كتبه تشارلز هيماس بعنوان «فيسبوك يعرقل عمل الشرطة». أشار فيه الى تحذير وزيرة الداخلية البريطانية بريتي باتيل من ان خطط فيسبوك لتعزيز التشفير على برنامج «ماسنجر» قد يجعل التواصل مع المجرمين مثل الإرهابيين أو الذين يسيئون معاملة الأطفال أسهل دون ان يتم القبض عليهم.

وفي سياق التقرير قالت الصحيفة انه في وقت سابق من هذا العام أعلنت إدارة «فيسبوك» عن أن الرسائل ستكون مشفرة من طرف إلى طرف، ما يعني أن عملاق التواصل الاجتماعي نفسه، أي شركة فيسبوك، لن يكون قادرًا على رؤية تلك الرسائل ومعرفة ما تحتوي عليه.

وتقول وزيرة الداخلية في حكومة بوريس جونسون، بريتي باتيل، إن خطط فيسبوك حول تشفير الرسائل ستمكن مخالفي القانون من إخفاء رسائلهم. لذلك تطلب من شركات التكنولوجيا منح وكالات الاستخبارات «وصولاً قانونياً» إلى الرسائل المشفرة في حالات استثنائية.

وحول نفس الموضوع كتب مارتن بيكفورد تقريرا لصحيفة «الصن» بعنوان «بريتي باتيل تحذر من ان فيسبوك يعرقل التحقيقات المتعلقة بإساءة معاملة الأطفال والإرهاب بإخفاء الرسائل عبر الإنترنيت». وفي معرض تحذيرها قالت وزيرة الداخلية بريتي باتيل ان خطط الفيسبوك لإخفاء الرسائل عبر الإنترنيت تعرض تحقيقات الشرطة في إساءة معاملة الأطفال والإرهاب الى الإعاقة. كما أخبرت الوزيرة مسؤولي مؤسسة فيسبوك، ان زيادة خصوصية المستخدمين من خلال جعل محادثاتهم سرية سوف يعيق المحققين أثناء محاولتهم تعقب المسيئين للأطفال والإرهابيين، وأنها طالبت شركات «فيسبوك» و«تويتر» و«جوجل» بالسماح لوكالات الاستخبارات بالوصول الى الرسائل السرية المشفرة.

ونقلت الصحيفة عن وزيرة الداخلية قولها «ان استخدام التشفير من البداية الى النهاية بهذه الطريقة يمكن أن يكون له عواقب وخيمة على العمل الحيوي الذي تضطلع به الشركات بالفعل لتحديد وإزالة إساءة معاملة الأطفال والمحتوى الإرهابي». وأضافت «سيعيق ذلك أيضا وكالات إنفاذ القانون الخاصة بنا، ووكالات حلفائنا، من حيث قدرتهم على تحديد وإيقاف المجرمين الذين يسيئون معاملة الأطفال أو الاتجار بالمخدرات والأسلحة والأشخاص أو الإرهابيين الذين يخططون لشن هجمات».

وقال انتيجون ديفيس، رئيس السلامة العالمية في شركة فيسبوك: «يجب ان يتوقع الناس أننا سنبذل قصارى جهدنا للحفاظ على أمان الأشخاص في خدماتنا في حدود ما هو ممكن في خدمة مشفرة».

كما وعد الرئيس التنفيذي لشركة «فيسبوك»، مارك زوكربيرج بالتشاور مع خبراء السلامة وتطبيق القانون، الحكومات حتى عام 2019 وما بعده حول افضل الطرق لتنفيذ تدابير السلامة قبل التنفيذ الكامل للتشفير من البداية الى النهاية. وأضاف «سنعمل أيضا مع الآخرين منصات للتأكد من أننا كصناعة نصلحها بشكل صحيح لأن العديد من الأسئلة المفتوحة لا تزال قائمة، وكلما تمكنا من إنشاء نهج مشترك، كان ذلك افضل». وتحت عنوان «أريد ان يكون المجرمون مذعورين» نشرت صحيفة «ديلي ميل» مقابلة أجرتها جاك دويلي مع وزيرة الداخلية البريطانية بريتي باتيل، وهي الأولى منذ توليها حقيبة وزارة الداخلية في حكومة بوريس جونسون الجديدة، تحدثت فيها عن الخوف الذي تريده أن يشعر به المجرمون في الشوارع، حيث قالت: «أريدهم أن يشعروا حرفياً بالذعر عند التفكير في ارتكاب جريمة». وتعهدت باستعادة ثقة الجمهور في القانون والنظام عن طريق «تمكين ضباط الشرطة من ملاحقة البلطجية، والعودة الى الشرطة التي لا تتسامح مطلقا». وقالت ان «الجناة يجب ان يكون خائفين من ارتكاب أي أنشطة إجرامية في شوارعنا». كما حذرت الوزيرة باتيل رئيس الشرطة من «غض الطرف» عن جرائم القنب، وتعهدت باستعادة النزاهة لنظام الهجرة.

وذكرت الصحيفة ان النائبة المحافظة برتي باتيل عادت إلى مجلس الوزراء بشكل مذهل الأسبوع الماضي بعد عامين من إقالتها لعدم إخبارها تريزا ماي بالاجتماعات السرية التي جمعتها مع كبار أعضاء الحكومة الإسرائيلية خلال زيارتها لإسرائيل العام الماضي.