1285635
1285635
العرب والعالم

الخارجية الفلسطينية: استراتيجية إسرائيل الاستعمارية تتركز الآن في المناطق «ج» بغطاء أمريكي

04 أغسطس 2019
04 أغسطس 2019

قوات الاحتلال تقتحم معتقل «عوفر» وتشرع بالتفتيش والتخريب وتعتقل 12 شابا بالضفة والقدس -

رام الله (عمان) نظير فالح -

أدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينيين، بأشد العبارات التغول الاستيطاني على حساب أرض دولة فلسطين، واعتبرت أن الدعم الأمريكي غير المحدود للاستيطان والتبني الأمريكي لمخططات اليمين الإسرائيلي الاستعمارية التوسعية يُشكل مظلة لتبييض الاستيطان وحمايته والدفاع عنه في المحافل الدولية.

وأضافت الوزارة في بيان صحفي وصل(عُمان) نسخة منه أمس أن إدارة ترامب وفريقها المُتصهين تحاول فرض الاستيطان وتدعو إلى التسليم به تحت شعار «الواقعية والواقع على الأرض»، كحقائق غير قابلة للتفاوض، ما دفع إدارة ترامب لتصميم مواقفها تجاه حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وفقا لمصالح الاحتلال الاستيطانية، وفق البيان.

وأكدت الوزارة أن عدم تنفيذ القرارات الدولية الخاصة بالاستيطان خاصة القرار 2334، وعدم محاسبة سلطات الاحتلال على جرائمها يُشجع اليمين الحاكم في إسرائيل أيضا على التمادي في تنفيذ مخططاته التوسعية في المناطق المصنفة «ج».

وقالت الوزارة أمام كل هذه الحقائق وهذا الخطر، ما زال المجتمع الدولي يرتجف ويرتعد من فكرة انتقاد سياسة إسرائيل الاستعمارية، ويستكثر علينا في أغلب الأحيان بيانا ضعيفا وشكليا لا يعدو كونه «رفع عتب» لا أكثر.

وتابعت وعليه، المطلوب الآن من المحكمة الجنائية الدولية تسريع وإنهاء دراستها الأولية حول الحالة في فلسطين المحتلة التي بدأتها قبل أكثر من 4 سنوات، لتشرع في تحقيق رسمي فيما ترتكبه إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال من جرائم بحق الشعب الفلسطيني وأرضه، والتي ترتقي الى مستوى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. عندها فقط يمكن لهذا العالم أن يستيقظ.

وأشارت الوزارة بهذا الخصوص، الى أن اليمين الحاكم في إسرائيل يسابق الزمن لتغيير الواقع القانوني والتاريخي القائم في الأرض الفلسطينية المحتلة عامة والمناطق المصنفة «ج» بشكل خاص، في محاولة لتعميق السيطرة الإسرائيلية عليها عبر تنفيذ مخطط استيطاني ضخم وبوتيرة متسارعة جرى المصادقة عليه منذ سنوات، ويتضمن شق وبناء المزيد من الطرق الاستيطانية الالتفافية الضخمة في شمال وجنوب الضفة الغربية المحتلة، بالإضافة إلى تطوير طريق 60 وتوسيعه بشكل أساس عند المدخل الجنوبي للقدس، وبناء آلاف الوحدات الاستيطانية الجديدة لتسمين المستوطنات القائمة وإضافة أحياء استيطانية ضخمة، والعمل على ربط التجمعات الاستيطانية بعضها ببعض، وتحويلها إلى تجمع استيطاني واحد مرتبط بالعمق الإسرائيلي.

وبينت الخارجية الفلسطينية، أن كل ذلك يترافق مع تصعيد إسرائيلي ملحوظ في سياسة هدم المنازل وتخريب المنشآت الفلسطينية وتدمير اقتصاديات المواطنين الفلسطينيين في المناطق «ج»، بما يؤدي إلى توجيه رسالة للعالم بأن إسرائيل هي من يُحدد مستقبل تلك المناطق، وهي التي ترسم مستقبل الوجود الفلسطيني فيها من جانب واحد.

ولفتت الى انه يتضح من القائمة التي نشرتها معاريف بشأن مخطط لبناء 2430 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنات الضفة الغربية أنها تُمثل خارطة طريق لشرعنة المستوطنات المعزولة والبؤر العشوائية وتوسيعها في طول وعرض الضفة الغربية المحتلة ومحيط القدس الشرقية المحتلة والأغوار بشكلٍ خاص، بما يسهل ربط تلك البؤر بالتجمعات الاستيطانية القائمة وفك عزلتها إن جاز التعبير، وهو ما سيؤدي إلى تهويد الأغوار وطرد المواطنين الفلسطينيين منها وتهجيرهم بالقوة، ومحو «الخط الأخضر» بشكل نهائي وتهويد قلب الضفة الغربية المحتلة. هذا ما صرح به رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وغيره من المسؤولين الإسرائيليين في زياراتهم الميدانية الاستفزازية لعدد من المستوطنات، وما يتفاخرون به علنا بشأن جهودهم لزيادة أعداد المستوطنين اليهود في الأرض الفلسطينية المحتلة لتصل إلى مليون مستوطن وأكثر.

على صعيد الاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين اقتحمت قوات القمع التابعة لإدارة معتقلات الاحتلال صباح أمس قسم (20) في معتقل «عوفر»، وأجرت تفتيشات وعمليات تخريب داخل غرف الأسرى، وأبلغت الإدارة الأسرى عن نيتها بنقل مجموعة من ممثلي الأطر التنظيمية في المعتقل.

ولفت نادي الأسير في بيان صحفي وصل (عُمان) نسخة منه،أن عملية القمع هذه هي الثانية التي تنفذها قوات القمع منذ الأسبوع الماضي، حيث اقتحمت سابقاً قسم (14) ونقلت مجموعة من الأسرى.

وأشار نادي الأسير إلى أن إدارة معتقلات الاحتلال صعدت منذ بداية العام الجاري 2019 عمليات القمع، وكانت أبرز المواجهات التي حدثت في معتقل «عوفر»، وخلالها أُصيب العشرات من الأسرى، حيث استخدمت قوات القمع مستوى عالٍ من العنف لم يسبق أن استخدمته خلال العشرة أعوام السابقة. وما يزال عدد من الأسرى يعانون جراء ما تعرضوا له، وتلي ذلك مواجهة كبيرة في شهر آذار الماضي في معتقل «النقب الصحراوي»، خلالها أيضا أُصيب العشرات من الأسرى.

هذا وحذر نادي الأسير من تصاعد الهجمة بحق الأسرى، ومحاولة إدارة معتقلات الاحتلال استهداف الأطر التنظيمية داخل بعض المعتقلات، منها معتقل «عوفر». في سياق متصل اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر أمس 12 شابا من الضفة الغربية والقدس المحتلتين، جرى تحويلهم للتحقيق لدى الأجهزة الأمنية بحجة المشاركة في أعمال مقاومة شعبية .

وذكر جيش الاحتلال في بيانه لوسائل الإعلام أن جنوده اعتقلوا 4 شبان خلال مداهمات بالضفة، وذلك للتحقيق معهم لضلوعهم في أعمال مقاومة شعبية ضد المستوطنين وجنود الاحتلال . في قرية العيسوية داعم عناصر من شرطة الاحتلال منازل المواطنين فتشوها وعبثوا بمحتوياتها، قبل أن يعتقلوا كلا من: محمد مرعي درباس، وعلي محمد علي عبيد، وعدي داري، وعلاء أحمد داري . كما اعتقلت قوات الاحتلال الشابين أحمد الغزاوي ونصار جابر أثناء مرورهما على حاجز مخيم شعفاط، بينما في بلدة سلوان تم اعتقال أحمد وجمال الغول .

وفي شمال الضفة الغربية، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة قباطية قضاء جنين، واعتقلت كلا من: فراس أبو فراشة أبو الرب، وأحمد عبد اللطيف زكارنة . في قطاع غزة، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن الجنود اعتقلوا في ساعات متأخرة من الليل 3 شبان بزعم محاولتهم تخطي السياج الأمني الفاصل جنوب قطاع غزة .