1284399
1284399
الاقتصادية

7.7 مليار دولار إجمالي الاستثمارات في المنطقة الحرة بصلالة

03 أغسطس 2019
03 أغسطس 2019

التوقيع على 69 اتفاقية حق انتفاع في المنطقة -

مصفاة صلالة وإنتاج الغاز الطبيعي المسال والأمونيا من أبرز المشروعات بالمنطقة بأكثر من 4 مليارات دولار -

صلالة - العمانية: قال علي بن محمد تبوك الرئيس التنفيذي للمنطقة الحرة بصلالة: إنه تم حتى الآن التوقيع على 69 اتفاقية حق انتفاع في المنطقة ويبلغ إجمالي الاستثمارات منها 7 مليارات و700 مليون دولار أمريكي وتم بموجبها إنشاء مصانع وأخرى قيد الإنشاء وتم نقل العديد من التكنولوجيا التي لم تكن موجودة في السلطنة واستقطاب الكثير من الصناعات القائمة على الموارد الطبيعية المحلية المتوفرة.

وأوضح في حديث لبرنامج «المنتدى الاقتصادي» الذي تبثه إذاعة سلطنة عمان أن «مشروع مصفاة صلالة هو من أبرز تلك المشروعات حيث تم التوقيع في يوليو الماضي مع المستثمر على اتفاقية حق الانتفاع بإجمالي استثمارات تبلغ 2.5 مليار دولار وسينتج أكثر من 150 ألف برميل يوميا ويوفر أكثر من 600 فرصة عمل مباشرة، وهناك أيضا مشروع إنتاج الغاز الطبيعي المسال باستثمار بين القطاعين الحكومي والخاص يبلغ 826 مليون دولار والمصنع الآن تحت الإنشاء ويتوقع أن يكون جاهزا في عام 2020 ومشروع الأمونيا ويصل الاستثمار فيه إلى 750 مليون دولار أمريكي والآن تحت الإنشاء ومجمع الصناعات الغذائية واستقطبنا مشروعًا لصناعة الألواح الشمسية ومصنعين للألواح الجبسية وأغلب تلك الصناعات سيتم الانتهاء منها العام القادم».

وأضاف: إنه «تتوفر في المنطقة الكثير من المزايا والحوافز لاستقطاب المستثمرين ومن بينها الملكية الأجنبية بنسبة 100بالمائة وإعفاء من الرسوم الجمركية وإعفاء ضريبي لمدة 30 عاما وعدم وجود حد أدنى لرأس المال والاهتمام بنسب التعمين وتوفير خدمة المحطة الواحدة». وحول مشروع أكاديمية المعرفة قال: إنه «مشروع يتعلق بتأهيل القوى البشرية الوطنية حيث تحتاج الصناعات القائمة في المناطق الحرة في السلطنة والمشروعات القادمة إلى نوع من المهارات والمعارف التي تتواكب مع احتياجاتها، ولذلك أخذنا المبادرة بتأسيس أكاديمية المعرفة باستثمار من القطاع الخاص لسد تلك الاحتياجات وصقل الشباب العماني بتلك المعارف والمهارات المطلوبة للدخول إلى سوق العمل».

وأكد أنه «ليس هناك أي تذمر من قبل أي مستثمر بالكوادر الوطنية ولكن المطلوب أن تكون تلك المهارات جاهزة لمباشرة العمل ولديها التأهيل المناسب ودور الأكاديمية أن

تأخذ باحتياجات المستثمر من القوى العاملة في المرحلة الأولى قبل قيام المصنع وتؤهلهم في فترة تصل إلى 8 أشهر».

وفيما يتعلق بتوسعة المنطقة لمواجهة الطلب المتزايد من قبل المستثمرين والتوقعات المستقبلية أشار تبوك إلى أنه «تم منذ أربع سنوات مخاطبة وزارة الإسكان ومكتب وزير الدولة ومحافظ ظفار أنه سيكون لدينا طلب متزايد على الأراضي وهذا الموضوع يمضي بشكل جيد وهناك تعاون من قبل الجهات المعنية للانتهاء منه».

وحول نصيب أصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في استثمارات المنطقة الحرة بصلالة قال: إن «المنطقة تبنت مسارًا يحقق الأهداف من تلك المبادرات التي أطلقتها الحكومة في هذا الجانب وعلى سبيل المثال المنطقة التي تستقطب استثمارات أجنبية مباشرة بتكنولوجيا جديدة تولد فرص أعمال غير موجودة في السوق المحلي فأوجدنا مبادرة أطلقنا عليها اسم «مركز عمان للمناولة والشراكة الصناعية» بالتعاون مع عدد من البنوك والمؤسسات المحلية وبعد دراسة تم إجراؤها خلال العامين الماضيين فإن لائحة هذا المركز جاهزة وتم تسجيل المركز وسيتم إطلاقه قريبا، ويتلخص عمله في أنه عندما يأتي المستثمر سيتم تزويده باستمارة يحدد من خلالها المشروعات الصغيرة والمتوسطة التي يحتاجها في قيام المصنع ليتم تزويده باحتياجاته محليا من خلال المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وعدم استيرادها من الخارج وتقوم البنوك المحلية بتمويل تلك المؤسسات»، ونتوقع أن تكون هناك ما بين 5 و15 فرصة عمل سنويا بعد عمل مركز عمان للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة من كافة محافظات السلطنة من مشروعات المنطقة الحرة».

وأكد أن «المنطقة الحرة بصلالة تعمل ضمن منظومة تعزيز الاقتصاد الوطني وتعمل على توفير فرص الأعمال التجارية لرجال الأعمال والقطاع الخاص وعلى نقل المعرفة والتكنولوجيا وزيادة إجمالي الناتج المحلي للسلطنة وتسريع التنمية الاقتصادية باستقطاب استثمارات تحمل قيمة مضافة، والمناطق الحرة حريصة على منح التراخيص للشركات الراغبة في تأسيس منظومة عمل حقيقية وليست وهمية ولهذا لدينا منظومة عمل فحص شامل لخلفيات المستثمر ومراجعة مؤشراته المالية والتعاون مع الكثير من الجهات ذات الاختصاص المعنية بالتأكد من المستثمرين حتى لا نقع تحت أي تحديات وتعمل المنطقة الحرة بصلالة على توفير بيئة عمل تحظى بمعايير عالمية وتجلى ذلك في حصول المنطقة على شهادات الايزو في الجودة والصحة والسلامة».

وأشار إلى أن «المساحة الإجمالية التي خصصت للمنطقة تقدر بـ21 مليون متر مربع موزعة على موقعين أحدهما قريب من مدينة صلالة يطلق عليه (أدهان) وخصصت للصناعات الخفيفة والمتوسطة والأعمال المساندة لتوفير مكاتب وخدمات مساندة ومخازن من بينها مخازن مبردة وشبكات من البنية الأساسية المهيأة وتم أخيرا إنشاء مؤسسة لوجستية عالمية اطلق عليها اسم مزايا اللوجستية للانتفاع من المزايا الموجودة في محافظة ظفار وتخدم تجارة الاستيراد والتصدير»، مشيرا إلى أن الموقع الآخر للمنطقة قريب من ميناء صلالة ويطلق عليه (ريسوت)‏ وخصص للصناعات الثقيلة ويوجد به حاليا مصنع صلالة للميثانول ومصنع ال.بي.جي ووقعنا أخيرا مع مصفاة صلالة التي سيتم إنشاؤها في موقع ريسوت وهناك لإنشاء مشروع الأمونيا إضافة إلى أن هناك حاليا مفاوضات مع مستثمرين في المراحل المبدئية لإقامة مشروع اليوريا».

وأوضح قائلا «بدأنا في عام 2011 بوضع خطة الأعمال التجارية التي حددت القطاعات المستهدفة في المنطقة بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة»، مشيرا إلى إنه قد «تم تأجير 68 بالمائة من الأراضي المستصلحة في المنطقة الحرة وهذا يعتبر إنجازا كبيرا وبالتالي سيكون لدينا طلب على الأراضي في المستقبل القريب، وبلغت نسبة التعمين في المنطقة الحرة والشركات العاملة فيها 32 بالمائة وهناك 7134 عاملا وعاملة في الأعمال المباشرة وغير المباشرة في المنطقة في المنطقة، ولدينا هدف طموح وهو إيجاد أكثر من 21 ألف فرصة عمل بحلول عام 2023 للمساعدة على إيجاد حل لمشكلة الباحثين عن عمل في محافظة ظفار».

وأشار إلى أن «المنطقة الحرة في صلالة في إطار تطوير منظومة العمل ركزت على السوق الهندي لجلب الاستثمارات حيث إنه يعد من الأسواق الواعدة وتم من أجل ذلك افتتاح مكتب تمثيلي هناك منذ خمس سنوات وتبلغ نسبة الاستثمارات الهندية في المنطقة الحرة 29 بالمائة من إجمالي الاستثمارات، كما تم افتتاح مكتب تمثيلي آخر في تركيا في أكتوبر من العام الماضي وبدأنا أخيرا عمليات الترويج للاستثمار في السلطنة إضافة إلى التوجه إلى كينيا وهناك توجه للتعاون بين الجانبين لتأسيس مشروع يتعلق بتجارة الشاي في المنطقة الحرة».

وقال: إن «المنطقة الحرة حرصت على إجراءات صحة البيئة وإجراءات السلامة ولهذا قمنا بتركيب مجسات مراقبة ما يتعلق بتلوث الهواء ونلتزم بتطبيق معايير عالمية فيما يتعلق بالبيئة والصحة العامة ويتم التفتيش بشكل دوري ولا يسمح أبدًا لأي مستثمر القيام بعمل يخالف القواعد والنظم المعمول بها في السلطنة وأي أضرار بصحة المواطن في المنطقة يتم التصدي له من خلال توقيف العمل واتخاذ الإجراءات المعمول بها والمناسبة للمحافظة على اسم نستطيع من خلاله تسويق المنطقة الحرة عالميا ونحظى باحترام الأسواق العالمية».

وتحدث للبرنامج الدكتور وسيم حمد الرئيس التنفيذي لشركة فليكس للصناعات الدوائية بالمنطقة الحرة بصلالة حيث تم في يناير من عام 2018 التوقيع على حق انتفاع لإقامة مجمع عالمي للصناعات الدوائية بموقع أدهان بالمنطقة مدعوما بمنظومة أبحاث وتطوير ومختبرات ومراكز تدريب باستثمار يبلغ 365 مليون دولار أمريكي.

وأوضح الدكتور وسيم حمد «إن الدافع الحقيقي لهذا الاستثمار هو توافق رؤيتنا كمستثمرين صناعيين مع رؤية القائمين على المنطقة الحرة بصلالة لوضع المنطقة كمنطقة جذب استراتيجية ولوجستية للصناعات غير التقليدية والمعتمدة على البحث العلمي وعلى رأسها الصناعات الدوائية مشيرا إلى أنه تم تخصيص 110 آلاف متر مربع لمجمع فيلكس».

وقال: إن «الهدف الرئيس للمشروع يتركز حول استهداف منظومة الأمن الدوائي للسلطنة أولا ودول مجلس التعاون الخليجي وثانيا التصدير إلى دول شرق إفريقيا نظرًا لموقع صلالة ووجود شبكة تشمل المطار والميناء وتوسط المنطقة الحرة ما بين هذين المرفقين الكبيرين».

وأضاف: إن «ما يحسب للمنطقة الحرة بصلالة ويميزها الشراكة مع المستثمر وسياسة الباب المفتوح حيث إنه منذ اليوم الأول كان العمل بروح الفريق الواحد حيث عمل المسؤولين والعاملين في إدارة المنطقة على المستوى التنفيذي والآن يعملون معنا على مستوى التطوير لاستقطاب استثمارات مشابهة للمجمع الدوائي واستقطاب شركات عالمية وتوطين بعض الصناعات في المواد الخام في هذا المجمع، وشهدنا تسارعا في إنجاز التراخيص ودعمًا حقيقيًا لتفهم احتياجات المستثمر خاصة أن المشروع هو الأول من نوعه في المنطقة الحرة وكانت المنطقة الواجهة مع الوزارات المعنية وساعدتنا في اختصار كم كبير من الوقت واستيعاب احتياجاتنا».

وأشار إلى أن «المشروع تم تقسيمه إلى مراحل واستفدنا من فرصة وجود بعض المخازن اللوجستية الجاهزة المبنية على أعلى المستويات الفنية واستحوذنا على مجموعة منها وبدأنا في الجزء الأول من المشروع وهو التغليف الدوائي أثناء عملية إنشاء المصنع التي تبدأ خلال شهر أغسطس الجاري وستبدأ باكورة الإنتاج من الوحدة الصناعية التغليفية في الربع الأخير من هذا العام وهذا إنجاز يحسب للرؤية المشتركة التي توصلنا إليها مع القائمين على إدارة المنطقة الحرة ومع الوزارات المعنية تمكنا من الانطلاق بالإنتاج في فترة قياسية غير مسبوقة في هذا النوع من الصناعات».

وقال: إن «الشركة تعمل بالتعاون مع دائرة الرقابة الدوائية بالمديرية العامة لشؤون الصيدلة والرقابة الدوائية في وزارة الصحة ومع وزارة القوى العاملة ومعظم الجهات المعنية ومن بينها برنامج «تنفيذ» على استقطاب الشباب العماني المختصين وتدريبهم بهدف التوظيف، ونعمل على صناعة تعتمد على البحث العلمي والمهارات العلمية على استكمال منظومة التعليم الجامعي فيما لو كانت هناك بعض احتياجات لبعض التطوير والتدريب العملي ودخلنا في برنامج التدريب من أجل التوظيف».

وأشار إلى أن شركة فيلكس ستشارك في مؤتمر ظفار الثالث للصيدلة سينطلق في مجمع السلطان قابوس الشبابي للثقافة والترفيه بصلالة اليوم ويستمر إلى الغد من خلال منفذ لاستلام طلبات التوظيف للشباب العمانيين من الفنيين والصيادلة وتعريفهم بالمشروع».