1283453
1283453
العرب والعالم

الاتحاد الأوروبي «يأسف» لقرار واشنطن فرض عقوبات على ظريف

01 أغسطس 2019
01 أغسطس 2019

بريطانيا لإيران: لن يكون هناك تبادل للناقلتين -

عواصم - عمان - محمد جواد الأروبلي - وكالات:-

عبر الاتحاد الأوروبي أمس عن «أسفه» للقرار الأمريكي بفرض عقوبات على وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف وأكد أنه سيواصل العمل معه.

وقال المتحدث باسم وزيرة خارجية الاتحاد فيديريكا موجيريني «نأسف لهذا القرار... من جانبنا، سنواصل العمل مع ظريف بصفته أرفع دبلوماسي يمثل إيران ونظرا لأهمية الحفاظ على العلاقات الدبلوماسية» مع طهران.

كما أعلنت المتحدثة باسم الخارجية الصينية «هوا تشون اينج» رفض بلادها لعقوبات الولايات المتحدة على وزير الخارجية الإيراني، موضحة أن بكين تعارض العقوبات الأمريكية أحادية الجانب على إيران ووزير خارجيتها.

من جهته، اعتبر الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس أن قرار الولايات المتحدة فرض عقوبات على وزير الخارجية محمد جواد ظريف يظهر «خوف» واشنطن منه، مع تزايد التوترات بين البلدين الخصمين.

وأعلنت وزارة الخزانة الأمريكية أنّ العقوبات تشمل تجميد أيّ أصول لظريف بالولايات المتحدة أو تلك التي تُسيطر عليها كيانات أمريكية. وستسعى واشنطن أيضا الى الحدّ من الرحلات الدولية لظريف.

وقال روحاني في خطاب متلفز «إنهم خائفون من مقابلات وزير خارجيتنا» في إشارة إلى سلسلة مقابلات صحفية أجرتها وسائل إعلام أجنبية مع ظريف خلال وجوده في نيويورك في الآونة الأخيرة.

ولم تكن هذه العقوبات مفاجئة بعدما أعلنت الولايات المتحدة في نهاية يونيو الماضي عن عقوبات «شديدة» على المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي. وحذر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب آنذاك من أن وزير الخارجية الإيراني ستفرض عليه «قريبا» عقوبات مماثلة.

وقال وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشين في بيان إن «الولايات المتحدة تبعث رسالة الى الحكومة الإيرانية مفادها أنّ سلوكه الأخير غير مقبول بتاتا».

وتصاعد التوتر بين البلدين منذ انسحاب الرئيس دونالد ترامب من الاتفاق النووي المبرم في 2015 بهدف الحد من برنامج إيران النووي، حسب زعمه، وأعاد فرض عقوبات عليها.

وتدهور الوضع بعد أن صعّدت إدارة ترامب حملة «الضغوط القصوى» ضد إيران هذا العام، حيث تم إسقاط طائرات مسيرة وتعرضت ناقلات نفط لهجمات غامضة في مياه الخليج.

ولكن في رسائل متضاربة لطهران، قررت واشنطن أمس الأول تمديد إعفاء ثلاثة مشاريع نووية مدنية إيرانية مؤقتا من العقوبات تجنبا لإغضاب الدول الأخرى الموقعة على الاتفاق النووي وهي الصين وروسيا وألمانيا وفرنسا وبريطانيا.

وصرح مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون، الذي يتبنى خطا متشددا تجاه إيران، أن هذا «تمديد قصير مدته 90 يوما»، وأضاف «نحن نراقب هذه النشاطات النووية بشكل وثيق جدا، وستظل تحت الرقابة اليومية».

وظريف في صلب محاولات إيران لنزع فتيل التوتر مع الولايات المتحدة وبلدان أخرى في ما يتعلق ببرنامجها النووي المثير للجدل الذي تقول عنه واشنطن: إنه مجرد غطاء لبرنامج سرّي لإنتاج أسلحة نووية.

وأعرب الاتحاد الأوروبي عن أسفه لقرار واشنطن فرض العقوبات على جواد ظريف. لكنّ مسؤولا رفيعا بإدارة الرئيس دونالد ترامب قال إنّ الصورة الدبلوماسية التي كوّنها ظريف بحكم طلاقته في اللغة الإنجليزية وخلفيته كأكاديمي تعلّم في الولايات المتحدة الى جانب حس الفكاهة لديه، لا تعكس الحقيقة.

وأضاف المسؤول رافضا الكشف عن اسمه: «القضية الرئيسية هي أنّه تمكن من خلق هذه الواجهة ... بإظهار نفسه محاورا صادقا ومنطقيا باسم النظام. ما نشير إليه اليوم، هو أنه (ظريف) ليس كذلك».

وقال «اليوم قرر الرئيس ترامب أن هذا يكفي» متهما ظريف بأنه «وزير دعاية سياسية، وليس وزير خارجية».

ورد ظريف على الفور قائلا إن واشنطن تحاول إسكات صوت إيران على الساحة الدولية. وكتب في تغريدة «السبب الذي قدمته الولايات المتحدة لمعاقبتي، هو أنني الناطق الرئيسي باسم إيران في العالم»، مضيفا «هل الحقيقة مؤلمة لهذا الحد؟».

وأضاف «نعرف أن الدعوة إلى الحوار والسلام تشكل تهديدا وجوديا على فريق ب»، في إشارة إلى بولتون ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وغيرهم من المتشددين بشأن إيران.

وسارع مسؤولون إيرانيون إلى تأييد جواد ظريف امس.

وكتب عباس علي كدخائي المتحدث باسم مجلس صيانة الدستور على تويتر «أمريكا خائفة ليس فقط من صواريخ إيران ولكن كذلك من حديثها».

وأضاف «معاقبة ظريف تعني أن مزاعم أمريكا حول حرية التعبير كاذبة. معاقبة ظريف تعني سقوط تمثال الحرية».

من جهته، أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية أنه ما لم تؤمن أطراف الاتفاق النووي مصالح إيران فإن طهران ستتخذ الخطوة الثالثة بشكل عملي.

وقال عباس موسوي «إن المرحلة الحالية حاسمة للغاية، اجتماع اللجنة المشتركة للاتفاق النووي الذي عقد مؤخرا، وعقد أيضا اجتماع قبل شهر واحد، كما سيعقد اجتماع اللجنة المشتركة على مستوى وزراء الخارجية في الأيام المقبلة مع الأعضاء الباقين في الاتفاق النووي. لقد حان الوقت لتحديد مدى جدّية هذه التدابير وما إذا كان ينبغي اتخاذ الخطوة الثالثة» .

وأضاف المتحدث باسم الخارجية الإيرانية «بطبيعة الحال، فإن القضايا المطروحة لا تتابع جميع مطالب إيران، ولا يزال الطريق طويلاً لإقناعنا بعدم اتخاذ الخطوة الثالثة في تقليص التزاماتنا النووية، وحتى الآن لا يزال اتخاذ هذه الخطوة على جدول أعمالنا ما لم يحدث تطور جيد في المرحلة القادمة».

وفي موضوع آخر، استبعدت بريطانيا امس مبادلة ناقلة إيرانية تم احتجازها قرب جبل طارق بناقلة ترفع العلم البريطاني احتجزتها طهران في الخليج.

وقال وزير الخارجية دومينيك راب خلال زيارة إلى بانكوك «لن نقايض: إذا احتجز أشخاص أو دول ناقلة ترفع علم بريطانيا بشكل غير قانوني فإنه يتعين الالتزام بحكم القانون وحكم القانون الدولي».

وأضاف «لن نقايض سفينة احتجزت بشكل قانوني بسفينة احتجزت بشكل غير قانوني: هذه ليست الطريقة التي ستخرج بها إيران من عزلتها»، وتابع قائلا «لذا أخشى أنه لا يوجد أي شكل من المقايضة أو المساومة أو الربط مطروح على الطاولة».

وتصاعدت التوترات بين إيران وبريطانيا منذ سيطرت قوات إيرانية خاصة على ناقلة ترفع العلم البريطاني الشهر الماضي. وجاء ذلك بعد احتجاز قوات بريطانية ناقلة نفط إيرانية قرب جبل طارق بتهمة انتهاك عقوبات على سوريا.

وفي سياق متصل، وقّع قائد حرس الحدود الإيراني، العميد «قاسم رضائي» وقائد قوات خفر السواحل الإماراتي العميد «علي محمد مصلح الاحبابي» مذكرة تفاهم لتعزيز العلاقات وترسيخ أمن الحدود بين البلدين. وقال قائد حرس الحدود الإيراني إن اجتماعات منتظمة ستعقد بين طهران و«أبو ظبي» في كل عام، وإذا حدث أي طارئ حدودي فسيتم التنسيق بين الجانبين لاتخاذ قرار بشأن ذلك».

من جانبه، قال قائد قوات خفر السواحل الإماراتي «إن توقيع مذكرة تفاهم حدودية بين «أبو ظبي» وطهران خطوة إيجابية لارتقاء الأمن الحدودي وتسهيل حركة المرور بين البلدين».