1282572
1282572
المنوعات

النواعير لا تزال تدور على ضفاف الفرات

31 يوليو 2019
31 يوليو 2019

بغداد - (رويترز): تدور النواعير (السواقي) التي ترفع المياه من نهر الفرات لترسم صورة رائعة ومشهدا خلابا في مدينة هيت العراقية، يستمتع به الناظرون على ضفاف النهر أو هواة السباحة في مياهه. وتوقفت النواعير عن الدوران في سبعينات القرن الماضي بعد أن كانت مصدرا رئيسيا للري على مدى قرون في الموقع القديم الذي يعود تاريخه إلى 2300 عام قبل الميلاد.

لكن قبل ثلاثة أشهر فقط، تم تجديد الموقع وإقامة نواعير جديدة، وإعادة توصيفه كموقع للزيارة.

وقال ثامر عبدالمجيد حمودي مسؤول النواعير: «لقد أمضينا ثلاثة أشهر في إعادة تأهيل المشروع الذي يعمل الآن بشكل جيد، وتم إنجاز المشروع وتعمل النواعير كما ترى. إن شاء الله، سنقوم قريبا بتكسية بترميم شاطئ النهر من النواعير إلى جسر هيت». وتحدث عمر عادل وهو مواطن من الرمادي عن النواعير، قائلا: «إنه مكان لطيف للغاية، والجو رائع. المشهد المطل على الفرات جميل جدا، وآمل أن يزور جميع الناس هذا الموقع».

من جانبه يقول عثمان طه وهو نجار يعمل في صنع النواعير: «هاي النواعير متكونة من شجر التوت وتتكون من 28 عود... أول ما نبدأ بصناعة الناعور نبدأ بالطوق المربوطة عليها الأقواق المصنوعة من الفخار. تحمل هذه الأواني المياه من أسفل إلى أعلى لوضعها في طاسة».

وتدور النواعير مدفوعة بقوة تيار الماء أو باستخدام حيوانات تجرها، وتُعلق في النواعير أوان صغيرة مصنوعة من الفخار تحمل الماء من النهر إلى مجرى أصغر، وكانت لها أهمية كبيرة في الماضي؛ إذ كانت تُستخدم في نقل المياه إلى المجتمعات والتجمعات السكنية البعيدة عن النهر.

وقال عبدالقادر الجميلي مدير التراث الشعبي في وزارة الثقافة والسياحة: «إن العراق يأمل في إدراج النواعير وقلعة هيت على قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) للتراث العالمي». وأضاف: «هناك العديد من المواقع الأثرية والتراثية التي لم يتم تحديدها بعد في قائمة التراث العالمي؛ لذلك تعمل وزارة الثقافة العراقية جاهدة لإدراج النواعير (في) هيت وقلعة هيت على قائمة اليونسكو للتراث العالمي». وفي وقت سابق من شهر يوليو، أُدرج موقع بابل الأثري العراقي على قائمة التراث العالمي في تصويت جرى بعد محاولات وجهود عراقية في هذا الاتجاه على مدار عقود.

ويوجد بالعراق آلاف المواقع الأثرية، التي دمرها تنظيم الدولة الإسلامية ونهب الكثير منها خلال فترة تمدده في أجزاء من العراق لنحو ثلاث سنوات قبل هزيمته في عام 2017.