1282284
1282284
الاقتصادية

منتدى التوجهات الرقمية يناقش التطورات التقنية المتسارعة وتفعيل الاستفادة من إنترنت الأشياء

31 يوليو 2019
31 يوليو 2019

خبــراء : تحديـد استراتيجيـة رقميـة واضحــة يتيح دعــما كبيـرا لاقتصاد الـدول -

نظمت هيئة تقنية المعلومات أمس منتدى التوجهات الرقمية للثورة الصناعية الرابعة الذي جاء بعنوان «إنترنت الأشياء « وأقيم المنتدى في مقر الهيئة العامة للطيران المدني بصلالة وذلك تحت رعاية سعادة المهندس أحمد بن حسن الذيب وكيل وزارة التجارة والصناعة نائب رئيس مجلس إدارة هيئة تقنية المعلومات وبحضور المهندس عمر بن سالم الشنفري نائب الرئيس التنفيذي للعمليات بهيئة تقنية المعلومات وعدد من مسؤولي تقنية المعلومات في المؤسسات الحكومية وعدد آخر من المتخصصين والمهتمين بقطاع تقنية المعلومات في السلطنة.

حلول التحول الرقمي

وفي كلمته خلال المنتدى قال حسن فدا حسين اللواتي مدير عام قطاع تنمية المجتمع الرقمي في هيئة تقنية المعلومات: إننا في الهيئة نضع الرقمنة كمحور أساسي لاستراتيجيتنا المستقبلية، ونعمل على تعزيز استراتيجيتنا الوطنية للتركيز على تطوير المهارات الرقمية اللازمة للمستقبل سواءً كان ذلك بتطوير قدرات وإمكانيات المتخصصين في مجال تقنية المعلومات والاتصالات أو بتأهيل المجتمع لاستقبال ذلك التطور، كما نعمل على تهيئة قطاع تقنية المعلومات والاتصالات لتقديم خدمات الرقمنة وحلول التحول الرقمي ونقل الحكومة إلى ما بعد التحول الإلكتروني باتجاه الرقمنة والعمليات والخدمات السحابية المدفوعة بواسطة إنترنت الأشياء، وتحليلات البيانات الكبيرة، سيتطلب ذلك أن نستمر في تطوير البنى الأساسية لدينا؛ لتكون أكثر ذكاءً وقدرة اعتماداً على الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء وكذلك التدفق الهائل والمستمر في البيانات الناتجة من هذه البنى الأساسية الذكية، وهنا ينبغي أن يشار إلى أنه سيكون للأمن السيبراني المتقدم أهمية قصوى لحماية أصولنا الرقمية المتصلة وموارد المعلومات لدينا.

إنترنت الأشياء في الشرق الأوسط

وأشار حسن اللواتي إلى أنه من المتوقع أن تنمو تقنية إنترنت الأشياء بسرعة خلال السنوات القادمة ، حيث تختلف تقديرات أجهزة إنترنت الأشياء المثبتة في جميع أنحاء العالم على نطاق واسع بين الخبراء، إذ يتوقع بعضهم تثبيت أكثر من 20 مليار جهاز بحلول عام 2020 على مستوى العالم، فوفقًا لشركة Gartner ، ومن المتوقع أن تنمو منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من حيث شحنات أجهزة إنترنت الأشياء أكثر من أي منطقة أخرى بمعدل نمو سنوي تراكمي متوقع يتجاوز 45٪ سنويًا بين عامي 2015 و 2020، وستكون غالبية شحنات إنترنت الأشياء هذه في مجال المعلومات والترفيه تليها أتمتة المنزل ثم الأمن والسلامة، وستشكل هذه المجالات الثلاثة مجتمعة حوالي 60٪ من إجمالي الشحنات بين عامي 2015 و2020.

بيانات ضخمة

وقدمت جين سافاليشنا متحدثة دولية ورقة عمل بعنوان إنترنت الأشياء والحكومات وتطوير القطاعات قارنت فيها بين الثورات الصناعية التي سبقت الثورة الصناعية الرابعة، حيث ركزت الأولى على البخار والثانية على الكهرباء والثالثة على الحاسوب والرابعة على المعلومات أو البيانات حيث قالت : نحن كبشر ننتج كمية بيانات ضخمة جدا بحسب الإحصائيات، وإنترنت الأشياء لا يعني شيئا إذا لم نكن نعرف كيف يمكن أن ندير هذه البيانات ونوظفها ، فلدينا قدرة محدودة في إدارة المعلومات في عقولنا ، ثم تحدثت عن الذكاء الاصطناعي وعلاقته بالبيانات وإنترنت الأشياء، وضربت أمثلة لتفوق بعض الدول على غيرها بفضل قدرتها على الاستفادة من البيانات بتحليلها ومعرفة كيفية توظيفها في مختلف قطاعات العمل، وهذا لا يتحقق إلا من خلال استخدام البيانات بطريقة تحليلية قائمة على تحليل المعلومات المعقدة الكثيرة ومعرفة آلية الاستفادة منها ، واختتمت ورقتها بعبارة : نحن نعيش في مدن أكثر ذكاءً وينبغي أن تتعامل مع البيانات بشكل احترافي ، لا كأرقام بل كدلالات تقود للتطوير.

حلول تحديات إنترنت الأشياء

وقدم سليم عبيد مسؤول النظام البيئي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في شركة جوجل ورقة عمل بعنوان اتجاهات التقنية المستقبلية والذكاء الاصطناعي تحدث فيها عن ذكاء الآلة والخوارزميات التي يمكن أن تعمل بها الأجهزة التي ستوظف إنترنت الأشياء ومصدر استسقاء تلك البيانات التي يمكن أن تعينها لتكون ذكية.

كما تحدث سليم عن بعض الحلول لتحديات إنترنت الأشياء مثل منصة things و I heard إضافة إلى مبادرة جوجل مفتوحة المصدر وغيرها، وقال : هناك تطبيقات تعتمد على الذكاء الاصطناعي يمكن أن تلتقط صورة لك وتخبرك من خلال تلك الصورة نوعية الأمراض التي أنت مصاب بها حاليا أو يمكن أن تصيبك في المستقبل، إذ إن ذكاء الآلة يعتمد على الدقة وعدد مرات التجريب حتى يتم الوصول لهذه الدقة في إعطاء الحالة الحالية اعتمادا على تلك الخوارزميات.

تجربة عمانية

وقدم محمد بن علي اليحيائي مدير عام خدمات المستهلكين في الهيئة العامة للمياه ورقة عمل عن تجربة الهيئة في استخدام إنترنت الأشياء في قراءة العدادات، حيث تحدث عن العداد الذكي الذي يقرأ بيانات الاستخدام ثم يرسلها للهيئة العامة للمياه؛ كي يتسنى للهيئة إصدار الفاتورة بناءً على قراءة ذلك العداد، كما ذكر قدرة ذلك العداد في معرفة حالات التسرب في المياه في المنزل ومن ثم إرسال تلك البيانات للمشترك لأخذ الاحتياطات وكذلك للهيئة لعلاجه إن كان إصلاح التسرب من صلاحياتها كأن يكون سببه خللا في الأنابيب التي تقع خارج المنزل. وأضاف اليحيائي : من الممكن أيضا قطع الخدمة وإرجاعها من النظام دون الحاجة لتكبد العناء البشري، ثم تحدث عن آلية تفعيل هذا العداد في السلطنة كمشروع يستمر لمدة ثمانية أعوام ، وختم اليحيائي ورقته بأن التقنية تحتاج للمجازفة في تبنيها وأن البعد عنها يعوقنا عن التقدم وهذا أمر غير مقبول ، لذا نحن في السلطنة نسعى أن نواكب التقنيات الناشئة للثورة الصناعية الرابعة بتوظيف مشاريع تواكب هذه الثورة.

تقبل إنترنت الأشياء

بعد ذلك أدار خالد بن الصافي الحريبي الرئيس التنفيذي لشركة أمباكت جلسة نقاشية مع المتحدثين في المنتدى ركز فيها على النقاش مع المتحدثين الرئيسيين حول أهمية الاستفادة من إنترنت الأشياء في تخفيض التكاليف في الخدمات وتقبل الحكومات حول العالم لهذه الحلول التقنية والبدء في تفعيلها ، وأسهب المتحدثون في هذا المحور وضربوا أمثلة لبعض النماذج حول العالم لتبني هذه التقنية وأثارت الجلسة موضوع تحول الأفكار في إنترنت الأشياء إلى مشاريع حقيقية، ومدى قابلية ذلك وهنا تحدث المشاركون في الحلقة عن التحديات في هذا المجال، ومدى قدرة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة على تبني مثل هذه المشاريع، كما تطرق الحضور في مناقشاتهم من المخاوف التي تعتري بعضهم من تفعيل إنترنت الأشياء في منازلهم ومن إمكانيها خرقها للخصوصية وغيرها من الموضوعات، وخلصت الحلقة لأهمية البدء في التعامل مع فكرة أن كثيرا من المهام التي يقوم بها البشر اليوم ستنفذها الآلات في المستقبل نيابة عنا وينبغي أن نعرف كيفية توظيف ذلك لما فيه خير المجتمعات.

مجتمع معرفي

الجدير بالذكر أن منتدى التوجهات الرقمية للثورة الصناعية الرابعة يأتي في إطار جهود هيئة تقنية المعلومات التي تبذلها لتنفيذ الاستراتيجية الوطنية لمبادرة عمان الرقمية والحكومة الإلكترونية لتحويل المجتمع إلى مجتمع معرفي ونشر ثقافة الوعي الرقمي لدى أفراد المجتمع.