1281910
1281910
العرب والعالم

إلغاء مفاوضات «مقررة» بين قادة الاحتجاج والمجلس العسكري بالسودان

30 يوليو 2019
30 يوليو 2019

البرهان يندد بمقتل متظاهرين.. والأمم المتحدة تدعو للتحقيق -

الخرطوم - (أ ف ب): أعلن قياديان في حركة الاحتجاج في السودان إلغاء المفاوضات التي كانت مقررة مع العسكريين امس في حين تظاهر مئات التلاميذ في الخرطوم احتجاجا على مقتل خمسة من زملائهم خلال مسيرة امس الاول في مدينة الأُبيّض.

وأطلق تلاميذ بالزي المدرسي هتافات منددة بمقتل الطلاب رافعين أعلام السودان في حي بري شرق العاصمة الخرطوم. كذلك شهدت أحياء أخرى في العاصمة السودانية تظاهرات طالبية متفرّقة.

ووجّه المتظاهرون أصابع الاتهام لقوات الدعم السريع شبه العسكرية التي يقودها الفريق محمد حمدان دقلو بإطلاق النار على خمسة مراهقين وقتلهم خلال تظاهرة للاحتجاج على النقص في الخبز والوقود في مدينة الأُبيّض الاثنين.

وقد جاء مقتل الطلاب عشية محادثات بين الحركة الاحتجاجية والمجلس العسكري لبحث مسائل متعلقة بتشكيل حكومة مدنية في المرحلة الانتقالية.

وأكّد مفاوضان في حركة الاحتجاج السودانية عدم إجراء جلسة المفاوضات المقررة مع المجلس العسكري امس الثلاثاء بسبب تواجد الفريق التفاوضي للحركة في مدينة الأُبيض حيث قتل خمسة متظاهرين بالرصاص الاثنين.

وقال القيادي والمفاوض في حركة الاحتجاج طه عثمان لوكالة فرانس برس «لن تعقد جلسة مفاوضات مع المجلس العسكري لأن الفريق التفاوضي موجود في الأُبيض حاليا».

وأكّد ذلك أيضاً المفاوض في الحركة ساطع الحاج الذي قال إنّ الوفد «عاد للخرطوم مساء الثلاثاء (امس)» ليتم تحديد موعد جديد للتفاوض بين الطرفين.

وقال لوكالة فرانس برس قيادي آخر طلب عدم كشف هويته إن المحادثات ستُستأنف عندما يهدأ الشارع مؤكدا ان الحوار هو السبيل الوحيد لتحقيق اختراق.

وندد رئيس المجلس العسكري الحاكم عبد الفتاح البرهان بمقتل خمسة متظاهرين، وقال إن «ما حدث في الأُبيض أمر مؤسف وحزين، وقتل المواطنين السلميين غير مقبول ومرفوض وجريمة تستوجب المحاسبة الفورية والرادعة»، على ما ذكر التلفزيون الرسمي امس.

ودعت منظمة الامم المتحدة للطفولة (يونيسيف) من جهتها السلطات الى التحقيق في الحادثة، مشيرة الى ان أعمار المتظاهرين تتراوح بين 15 و 17 عاما، وقالت اليونيسيف في بيان «لا يجب أن يدفن أي طفل بزيه المدرسي»، مضيفةً أن الأطفال الذين قتلوا راوحت أعمارهم بين 15 و17 عاماً.

وأعلنت السلطات عن حظر تجول ليلي في أربع بلدات بولاية شمال كردفان بعد ما حصل في الأبيض، في وقت دعا فيه تجمع المهنيين السودانيين إلى التظاهر في أرجاء السودان تنديداً بـ«المذبحة»، كما علّقت الدراسة في المرحلتين الاساسية والثانوية في الولاية.

وأكد تجمع المهنيين السودانيين الذي اطلق الاحتجاجات على فيسبوك أن أكثر من 60 شخصاً أصيبوا بجروح في إطلاق النار في الأبيّض.

وأكدت لجنة الأطباء المركزية أن أكثر 250 شخصاً قتلوا في أعمال عنف مرتبطة بالتظاهرات منذ انطلاقتها في ديسمبر ضد الرئيس عمر البشير.

وقال شهود من الأبيض إن تظاهرة الطلاب جاءت على خلفية نقص في الخبز والوقود في المدينة. وانطلقت حركة الاحتجاج في السودان أساساً بسبب الرفع المفاجئ لأسعار الخبز والتي أدت إلى إنهاء حكم عمر البشير بعد ثلاثة عقود.

ووقع قادة الجيش وقادة تحالف الحرية والتغيير الذي يقود الاحتجاجات 17 يوليو بالأحرف الأولى «إعلانا سياسيا» لتشكيل مجلس عسكري مدني مشترك يؤسس لإدارة انتقالية تقود السودان لمرحلة تستمر 39 شهرا، ما يمثل أحد المطالب الرئيسية للمحتجين.

وتشهد العاصمة الخرطوم تظاهرات منذ إعلان نتائج لجنة التحقيق في فض اعتصام المحتجين أمام مقر القيادة العامة للجيش في 3 يونيو، والذي أشار الى تورط قوات أمن بينها قوات الدعم السريع في العملية الدامية، بدون أن يتلقوا أوامر رسمية بذلك.

وفرّق مسلحون في ملابس عسكرية اعتصاما لآلاف المحتجين أمام مقر قيادة الجيش في الخرطوم في 3 يونيو ما أدى الى مقتل العشرات وإصابة المئات.

وقالت لجنة أطباء السودان المركزية إنّ 127 شخصاً قتلوا في الثالث من يونيو خلال هذه العملية الدامية.

لكنّ قادة الحركة الاحتجاجية رفضوا نتائج التحقيق المشترك للنيابة العامة والمجلس العسكري الحاكم والذي خلُص إلى مقتل 87 شخصا بين يومي 3 و10 يونيو بينهم 17 شخصا في ساحة الاعتصام يوم فضه.