العرب والعالم

رئيس الوزراء الفلسطيني: نتانياهو والإدارة الأمريكية يدمران حل الدولتين

30 يوليو 2019
30 يوليو 2019

سويسرا تعلق مساعدتها للأونروا مؤقتا -

رام الله - (د ب أ): هاجم رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية أمس، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو والإدارة الأمريكية واتهمهما بتدمير حل الدولتين المدعوم دوليا.

وقال اشتية، في افتتاح اجتماع لمنظمة الاشتراكية الدولية في رام الله، إن نتانياهو «ليس شريكا في السلام وهو يسرق أرضنا ومالنا ويقتل أبناءنا».

وأضاف إن إسرائيل في ظل حكم نتانياهو «باتت أمام خيارات محدودة فلأول مرة منذ 1967 يتفوق الفلسطينيون ( 6,8 مليون نسمة) على اليهود ( 6,6 مليون نسمة) بين نهر الأردن والبحر المتوسط، بفارق مائتي ألف لصالح الفلسطينيين». وتابع «نتانياهو وضع إسرائيل أمام حل الدولتين أو الموت ديموغرافيا، إما حل الدولتين أو لا دولة يهودية ديمقراطية، إما حل الدولتين أو لا سلام». ووصف اشتية إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنها «غبية إذ اعتقدت أنها تستطيع دفع الشعب الفلسطيني إلى الاستسلام، لكن شعبنا أثبت أنه لن ينهزم ولن يستسلم».

وأضاف أن الشعب الفلسطيني «لن يقبل بأقل من الحد الأدنى، وهو الحرية والاستقلال ودولة ذات سيادة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس».

واعتبر اشتية أن خطة الإدارة الأمريكية لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي «هدفها القضاء على حل الدولتين، لهذا رفضناها»، متهما إدارة ترامب «بممارسة عملية ابتزاز للشعب الفلسطيني».

وأعلن أنه تم اليوم تشكيل لجنة فلسطينية لتنفيذ قرار القيادة الفلسطينية تعليق العمل بالاتفاقيات مع إسرائيل «لأن إسرائيل لا تحترم أيا منها وتخرقها بشكل ممنهج».

وقال: نحن طلاب سلام، وملتزمون بكل الاتفاقيات، لكن لا يعقل أن يبقى طرف ملتزم وطرف آخر لا يلتزم بأي شكل من الأشكال». وتابع: نحن عبرنا استراتيجية الكفاح المسلح، واستراتيجية المفاوضات، ثم استراتيجية تدويل الصراع بالذهاب إلى كل المنابر والمؤسسات الدولية، والآن نحن نعبر الاستراتيجية الرابعة، وهي تعزيز صمود أهلنا في أرضهم». ويشارك في اجتماع الاشتراكية الدولية ممثلون عن 22 حزبا سياسيا من 14 دولة، فيما غاب ممثل حزب العمال الاشتراكي الإسباني فؤاد أحمد سعدي الذي منعته إسرائيل من الدخول لأصوله الفلسطينية.

وفي موضوع آخر، قررت سويسرا تعليق مساعدتها لوكالة الأمم المتحدة لتشغيل وغوث اللاجئين الفلسطينيين (اونروا) مؤقتا إلى أن يكشف تحقيق داخلي قضية الاتهامات بسوء الإدارة واستغلال السلطة في هذه المنظمة، حسب ما أعلنت وزارة الخارجية السويسرية أمس.

وتوجه محققون من الأمم المتحدة إلى مكاتب الأونروا في القدس وعمان، بينما تم إرسال تقرير إلى الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش من مكتب أخلاقيات الوكالة. وفي رسالة تلقت وكالة فرانس برس نسخة منها، قالت وزارة الخارجية السويسرية إن الجهات المانحة للأونروا التي تساعد 5,4 مليون فلسطيني في الأردن ولبنان وسوريا والأراضي الفلسطينية، أبلغت أمس الأول بهذا التحقيق من قبل المفوض العام للوكالة السويسري بيار كرانبول.

وأضافت الوزارة أنها «على اتصال بالمانحين الآخرين للوكالة وستقرر الإجراءات التي ستتخذها تبعا لنتائج التحقيق».

وأوضحت أن المساهمة السويسرية للعام 2019 البالغة 22,3 مليون فرنك سويسري (20,2 مليون يورو) قد دفعت، لكن «خلال التحقيق، ستعلق الوزارة كل مساهمة إضافية».

وحصلت فرانس برس على نسخة من التقرير الذي يعتبر أن تجاوزات أخلاقية خطيرة ارتكبها مسؤولون كبار بينهم كرانبول «ذات صدقية وموثقة». وبين الاتهامات «سلوك جنسي غير لائق ومحاباة، وتمييز وغيرها من ممارسات تجاوز السلطة لمنافع شخصية من أجل قمع خلاف شرعي في الرأي». ويبدو أن بيار كارنبول ارتبط بعلاقة عاطفية مع مستشارته الرئيسية التي عينت في 2015 في إجراءات توظيف «بالغة السرعة» حسب التقرير.

ويبدو أن هذه المستشارة رافقت المفوض العام في رحلاته الدولية في مقعد درجة الأعمال. ويستهدف التقرير أيضا مساعدة لكرانبول وظفت زوجها في منصب بأجر سخي.

وردا على سؤال لفرانس برس، قالت الأونروا في بيان انها «واحدة من أكثر الوكالات الأممية الخاضعة للمراقبة بسبب طبيعة النزاع والبيئة المعقدة والمسيسة التي تعمل فيها»، وأضافت «في الأشهر الـ18 الأخيرة تعرضت الأونروا لضغط مالي وسياسي كثيف لكن مجمل طاقمها واصل عمله... بينما كانت تمر بأزمة مالية غير مسبوقة في وجودها منذ سبعين عاما». وتراجعت مساعدات الأمم المتحدة إلى الفلسطينيين بشكل كبير إثر توقف الولايات المتحدة عن دفع مساهمتها في هذه المساعدات. كما خفضت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عام 2018 بأكثر من 500 مليون دولار مساعداتها إلى الفلسطينيين، فضلا عن توقفها عن دعم الوكالة.