السعفيات قصة تحكيها القرية التراثية

تعد القرية التراثية من أهم الأماكن التي يوّد الكثير من الزائرين لمهرجان صلالة السياحي التواجد فيها في بمركز البلدية الترفيهي، وذلك نظراً لأهميتها في إبراز التراث العماني العريق بصورة إيجابية ، وابراز الصناعات العمانية الحافلة بالإبداعات الفنية بطريقة جذابة وراقية، وكذلك تتميز بتعدد الفعاليات التراثية فيها حيث تقوم القرية التراثية بتجسيد ثلاث بيئات لمحافظة ظفار هي البيئة الحضرية و البيئة البدوية و البيئة الريفية بهدف توعية الزوار بأهمية الحفاظ على التراث العماني وبيئاتها. بالإضافة إلى الحرفين الذين يقومون بإستعراض مهاراتهم الحرفية من خلال ممارسة حرفهم وأعمالهم المتنوعة التي لطالما كبرت معهم وهي كثيرة ومتنوعة كالمشغولات اليدوية وصياغة الخناجر والفضيات ، وصناعة البخور ، وتعبئة العطور والملابس التقليدية وغيرها من الحرف الكثير. وفي هذه الوقفة سنتحدث عن صناعة السعفيات، والتي تعتبر أحد روافد التراث العماني الأصيل، وتعّد من أشهر الصناعات اليدوية في السلطنة حيث تعتمد صناعة السعفيات على أشجار النخيل بشكل كبير، وتشتهر العديد من الولايات العمانية كولاية صلالة و وولايات محافظة مسندم و الوسطى وغيرها من الولايات بصناعة السعفيات بعدة أشكال وأنواع والأحجام حيث يوجد العديد من صنّاع السعفيات الذين أبدعوا في صناعتهم للسلال والخزاف والحصير والمخرافة والقفير والملهبة وغيرها من الصناعات السعفية الأخرى. وقد التقينا بإحدى الأخوات الفاضلات المتواجدات في القرية التراثية بمركز البلدية الترفيهي وهي راحة بنت سعد صانعة العزاف محترفة وقد ورثت هذه الصناعة العريقة من والدتها والعزاف له مسمى أخر هو كفات وهي عبارة عن قطعة دائرية ذات أحجام مختلفة ويستخدم مثل السماط حيث وضع فوقها الطعام ، وأيضا يستخدم في تغطية الطعام. تقوم راحة بنت سعد بإحضار أوراق النخيل (الخوص) من مدينة حاسك ، ومن ثم تقوم بعمل 4 مراحل لصبغ الخوص بكميات كبيرة ، وفي المرحلة الأولى تقوم بإحضار صبغة الخوص ، وتكون على شكل بوذرة وتوجد بعدّة ألوان مختلفة أهمها اللون الأحمر ، والأخضر ، والبنفسجي ، وبني وغيرها من الألوان ، وفي المرحلة الثانية يتم وضع الصبغة في إناء به ماء ويترك على النار لمدة معينة حتى يتحول الماء إلى لون الصبغة المراد إستخدامها ، وفي المرحلة الثالثة يتم وضع الخوص في الماء الملون حتى تتم عملية الصبغ ،أما في المرحلة الأخيرة فيترك حتى يبرد الخليط ثم يجفف ومن ثم تبدأ صناعة السعفيات. وأكدّت راحة أنه عند صناعة الكفات ينقع الخوص الملون في الماء لتليينه حتى يسهل العمل به، وبعدها تأخذ الخوص الملون و تدخله في الثاني ،وهكذا حتى يتشكل لنا الفن الأصيل حيث تضع لمساتها الذهبية للصناعة أجمل العزاف (الكفات) ،وأما سعره فيختلف على حسب الأحجام .