صحافة

خبر: هل تحل الدبلوماسية الأزمة الراهنة؟

28 يوليو 2019
28 يوليو 2019

تحت هذا العنوان أوردت صحيفة (خبر) تحليلا جاء فيه: يعاني النظام الدولي من إشكالية واضحة تتمثل بعدم قدرة المنظمات المعنية في ترجمة بنود المعاهدات والقوانين الأممية إلى حقائق على أرض الواقع، الأمر الذي أدى إلى بقاء الكثير من الأزمات الإقليمية والعالمية دون حلول ناجحة حتى الآن رغم الجهود الكبيرة التي بُذلت في هذا المجال.

وقالت الصحيفة: إن المساعي الدبلوماسية التي تُبذل لحلحلة الأزمات تصطدم في الغالب بعراقيل لا صلة لها بالقوانين الدولية وإنما تفرضها عوامل أخرى بينها القوة العسكرية أو الاقتصادية لهذا الطرف أو ذلك لاسيّما في ظلّ التحالفات التي تنشأ بين القوى ذات المصالح المشتركة في أي مجال من المجالات.

وتابعت الصحيفة مقالها بالقول بأن النظام الدولي الذي ظهر بعد انتهاء الحرب الباردة في بدايات تسعينيات القرن الماضي واجه صعوبات متعددة حالت من جهة دون تسوية الأزمات الإقليمية والدولية، وتسببت من جهة أخرى ببروز أزمات جديدة لا زال العالم يدفع فاتورتها الباهظة على كافّة الأصعدة.

ورأت الصحيفة أنه وفي ظلّ النظام الدولي القائم غدت الدبلوماسية عاجزة لوحدها عن إيجاد حلول للأزمات التي يعاني العالم من ويلاتها ما لم تعزز المساعي السياسية بأدوات تمكنها من بسط نفوذها وأخذ زمام المبادرة لوضع القوانين الدولية موضع التنفيذ بعيدا عن الهيمنة العسكرية أو الاقتصادية لأي طرف مهما كانت قوته، وعندها يمكن القول بأن الدبلوماسية ستكون هي صاحبة اليد الطولى في التوصل إلى اتفاقيات وتفاهمات تعزز الأمن والاستقرار في كافّة ربوع العالم.

وتطرقت الصحيفة إلى الاتفاق النووي بين إيران والقوى العالمية وتداعيات انسحاب أمريكا من هذا الاتفاق قبل أكثر من عام، معتبرة إخفاق الدبلوماسية في إيجاد حلول بديلة للأزمة التي نجمت عن خروج واشنطن من الصفقة النووية بأنه مؤشر واضح على ضعف التحركات السياسية التي ينبغي أن تكون معززة بالقوانين الدولية التي تضمن لها النجاح أو تحول دون بروز أزمات جديدة على أقل تقدير.

وأكدت الصحيفة بأن إخفاق التحركات الدبلوماسية في التوصل إلى توافقات سياسية لحلحلة الأزمات ومن بينها الأزمة النووية بين إيران والغرب لا يعني أبدا عدم جدوى الدبلوماسية، إلّا أن المطلوب هو رفع مستوى الاهتمام بهذا الجانب وتقويته بكافّة السبل الممكنة وترجيحه على الوسائل الأخرى لمنع تفاقم الأزمات من ناحية، وتعزيز مكانة المنظمات الأممية المعنية بتسوية الأزمات الدولية والإقليمية من ناحية أخرى لما فيه خدمة جميع الشعوب والبلدان دون محاباة لهذا الطرف أو ذاك.