1279239
1279239
العرب والعالم

السبسي إلى مثواه الأخير بحضور عدد من قادة دول العالم

27 يوليو 2019
27 يوليو 2019

آلاف التونسيين يودعون رئيسهم في لحظة وحدة وطنية مهيبة -

تونس- (أ ف ب): في وحدة وطنية مؤثرة واكب آلاف التونسيين السبت جنازة الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي، أوّل رئيس تونسي منتخب ديمقراطيّا الذي شيع إلى مثواه الأخير في جنازة وطنية بحضور العديد من قادة الدول.

ورغم درجات حرارة مرتفعة لوحت جموع غفيرة بالأعلام الوطنية مرددة النشيد الوطني، تحية للموكب الجنائزي على طول مساره لحوالي عشرين كيلومترا من قصر الرئاسة بقرطاج شمال العاصمة إلى مقبرة الجلاز عند مدخلها الجنوبي.ونقلت كافة مراحل الحدث مباشرة عبر التلفزيون التونسي.

وقالت المهندسة المعمارية الأربعينة فرح التي وقفت في انتظار الموكب قرب تمثال أول رئيس للجمهورية التونسية الحبيب بورقيبة في وسط العاصمة، «جئت تكريما لما فعله من أجل المرأة».

وانتشرت قوات الأمن بكثافة لتأمين الموكب الجنائزي الذي نظمه الجيش الوطني، وسط تحليق مروحيات في سماء العاصمة.

ووري الفقيد الذي توفي قبل أمس الأول عن 92 عاما قبل أشهر قليلة من انتهاء ولايته أواخر 2019، عصر أمس الثرى في تربة آل قايد السبسي في المقبرة الرمز بالعاصمة التي يرقد فيها العديد من أعلام البلاد.

ونظم موكب التأبين الرسمي في القصر الرئاسي بإشراف الرئيس التونسي المؤقت محمد الناصر وبحضور أفراد أسرة قايد السبسي وكبار مسؤولي الدولة.

كما حضر الجنازة العديد من القادة العرب والأجانب بينهم الرئيس الجزائري المؤقت عبد القادر بن صالح والرئيس الفلسطيني محمود عباس وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ورئيس حكومة الوفاق الليبية فائز السراج والأمير مولاي رشيد بن الحسن شقيق العاهل المغربي.وشارك أيضا رؤساء فرنسا والبرتغال ومالطا وملك اسبانيا.

وقال الناصر (85 عاما) في كلمته بالمناسبة: إن قايد السبسي «كان رجل دولة بامتياز متحمسا لمبادئ الديمقراطية، وكان حريصا على إنجاح الانتقال الديمقراطي». وتابع الناصر والتأثر باديا على وجهه «نجح في خلق التوازن السياسي في تونس، هو مهندس الوفاق الوطني».

من جانبه أكد الرئيس الفرنسي في كلمته أن قايد السبسي «كان في الأوقات الصعبة أوقات التهديد الظلامي من الذين وقفوا بشجاعة من أجل تونس مستنيرة ومنفتحة ومتسامحة ومتشبثة بالقيم العالمية».

ونقل جثمان الفقيد ملفوفا بالعلم التونسي على عربة عسكرية أحاط بها فرسان الجيش وتبعتها مئات السيارات.

وفي المقاهي العديدة بوسط العاصمة التونسية حيث مر الموكب الجنائزي، تابع الرواد النقل المباشر للحدث الذي أمنته القناة الوطنية.وحلقت طائرات عسكرية في سماء العاصمة راسمة فيها اللونين الأحمر والأبيض للعلم التونسي.

وقالت أميرة التي كانت في انتظار وصول الموكب في مقبرة الزلاج «انه يوم حزين».

وأضافت «أشعر بألم كبير لفقدان شخص غال جدا كان يوحدنا وسيذكره التاريخ».

وهي المرة الأولى في تاريخ الجمهورية التونسية منذ 1957 التي تقام فيها جنازة وطنية مهيبة لرئيس دولة تونسية توفي وهو على رأس السلطة.

وقال نجل الفقيد حافظ قايد السبسي في تدوينة أن والده «ملك الشعب» ومن حق كل تونسي أن يشارك في جنازته.

وقايد السبسي الذي تولى مناصب عدة في عهدي بورقيبة وبن علي، كان له دور فاعل في استقرار الديمقراطية التونسية بعد ثورة 2011.