1278899
1278899
المنوعات

جـبنـة «جيـجيـل».. مـذاق فريـد بـ«قـارص» التـركيــة

27 يوليو 2019
27 يوليو 2019

قارص «الأناضول»: تشتهر ولاية قارص الواقعة شرقي تركيا، بإنتاجها أنواعا مختلفة وعديدة من الأجبان الطبيعية، أبرزها جبنة «جيجيل» التي تعدّ مصدر دخل هام لسكان الولاية.

ومع حلول موسم الصيف من كل عام، تنتقل نساء «قارص» للعيش في الروابي، هربا من حر الصيف في المدن والأرياف، ولإجراء التحضيرات اللازمة فيما يخصّ الأطعمة الشتوية، من بينها جبنة «جيجيل» ذات المذاق المحلي الخاص بالمنطقة.

سكان قرية «كويوجوك» التابعة لقضاء «أرباتشاي» بولاية قارص، شرعوا هذه الأيام في القيام بالتحضيرات اللازمة لصنع جبنة «جيجيل»، وذلك ضمن أحضان الطبيعة في الروابي القريبة من القرية التي يبلغ ارتفاعها عن سطح البحر قرابة ألفي متر.

الجبنة المصنوعة من حليب الأبقار التي تتغذى على النباتات الطبيعية في الروابي، تبدأ مرحلة تصنيعها بنزع الزبدة عن الحليب، ثم تخمير الحليب لمدة ساعة من الزمن.

يلي ذلك غلي الحليب على نار من الحطب قرابة نصف ساعة، ثم عجنها من قبل النساء حتى تصل إلى المرحلة المطلوبة على شكل خيوط.

وبعد الانتهاء من مرحلة العجن، توضع جبنة «جيجيل» في أجواف جلود الغنم أو الماعز، ثم تخزينها حتى حلول موسم الشتاء حيث تتزيّن فيها موائد الفطور.

وفي حديثها لمراسل الأناضول، قالت لالا بالجي، إحدى نساء قرية «كويوجوك» العاملات في صنع جبنة «جيجيل»، إن يومهنّ يبدأ بالاستيقاظ في ساعات الصباح الباكرة بالتزامن مع شروق الشمس، وحلب الأبقار.

وأضافت أنهنّ وعقب حلب الأبقار، يبدأن مراحل تصنيع جبنة «جيجيل» والتي تصفها بأنها «عمل شاق يحتاج إلى الكثير من الجهد، لكنه ممتع في الوقت ذاته».

وأوضحت أن مراحل تصنيع جبنة «جيجيل»، تليها مرحلة التخزين بشكل تبقى طازجة فيه حتى مواسم الشتاء.

وشددت التركية على أن جبنة «جيجيل» تعد مصدر دخل رئيسيا لسكان المنطقة، وبشكل خاص لأهالي قرية «كويوجوك».

وحول فترة بقاء سكان القرية المذكورة في الروابي للانتهاء من أعمال صنع الجبنة وأغذية أخرى وتخزينها، قالت «بالجي» إنهم يمكثون قرابة شهرين، يقومون خلالها إلى جانب تحضير الأغذية الشتوية، برعي الحيوانات في أحضان الطبيعة.

تجدر الإشارة أن شهرة «قارص» بصناعة الأجبان، وصلت لدرجة افتتاح متحف للأجبان في الولاية.

ويستقبل المتحف في قرية «بوغا تبه» سُياحًا محليين وأجانب، حيث يُطلع الزائرين على تاريخ صناعة عشرات الأنواع من الأجبان في القرية منذ قرن ونصف القرن.

ويقول القائمون على المتحف إنهم قاموا بترميم المتحف الذي يعتبر الثاني من نوعه في العالم، لإطلاع الزوار على 32 نوعا من الأجبان التي تنتجها القرية.