1278228
1278228
المنوعات

«قلعة الشقيف» في لبنان شاهد عسكري من القرن الحادي عشر الميلادي

26 يوليو 2019
26 يوليو 2019

بيروت - (العمانية): تعد (قلعة الشقيف) في جنوب لبنان من المعالم التاريخية والاستراتيجية التي ظلت صامدة لعقود طويلة من السنين رغم المتغيرات الطبيعية والسياسية التي مر بها لبنان.

وتعتبر القلعة من أطول المواقع في العالم استخدامًا كموقع عسكري، منذ اكتمال بنائها في القرن الحادي عشر الميلادي وحتى عام 2000م، حيث قام الأوروبيون بتشييد أبنيتها وأبراجها، واستخدمها فيما بعد الأمير (فخر الدين المعني الثاني) كحصن عسكري، وتُعرف في المراجع التاريخية باسم قلعة (Beaufort) أي الحصن الجميل.

وتقع القلعة بالقرب من (بلدة أرنون الجنوبية) التي تبعد مسافة 62 كيلومترًا عن جنوب بيروت، حيث نصبت على مرتفع شاهق يجعل منها مبنى مطلًا يكشف المناطق المحيطة بها، ونقطة مراقبة على (نهر الليطاني) و(سهل مرجعيون) و(منطقة النبطية)، وتطلّ كذلك على مرتفعات جبل الشيخ في سوريا ومن الشمال تطل على فلسطين، وتتألف بنيتها من عدة طوابق، إضافة إلى بعض الأبراج المحيطة بها. و(قلعة الشقيف) من أروع القلاع التي بناها الأوروبيون في أعلى منحدر صخري شاهق يقع على ارتفاع 700 متر عن سطح البحر، وتشرف على مجرى (نهر الليطاني)، وهندستها فريدة تكاد تكون امتدادًا لقمة (الشقيف) العملاق الذي ينتصب كسد منيع مشرف على وادي (الليطاني) أحد المعابر الإلزامية للوصول إلى الحدود الجنوبية مع دولة فلسطين.

وتذكر المصادر والمراجع التاريخية أن بناءها تم في عام 1135م لتكون بمثابة حارس للممر الجنوبي الذي يربط شاطئ صيدا وصور بالبقاع والشام، وأطلق عليها أحد الرحّالة العرب اسم شقيف أرنون نسبة لـ (بلدة أرنون) التي تقع في أسفلها الشمالي الغربي. وتشكّل (قلعة الشقيف) موقعًا سياحيًا وجماليًا يقصده اللبنانيون والزوار العرب والأجانب للاستمتاع بالمناظر الطبيعية واللوحات الخضراء المحيطة بها من سهول وجبال وهضاب، وصولًا إلى بحيرة (طبريا) في سهل الحولة الفلسطيني، وغربًا باتجاه البحر المتوسط، والجولان السوري شرقًا.

وفي أواخر شهر أغسطس من عام 2010م قامت وزارة الثقافة ومجلس الإنماء والإعمار في لبنان مشروع ترميم وتأهيل القلعة الذي هدف إلى إعادة كشف معالم القلعة من جهة وترميمها من جهة أخرى.

وفي شهر يناير من عام 2015م تم الانتهاء من مشروع ترميم (قلعة الشقيف)، وأقيمت احتفالية بانتهاء مشروع ترميم القلعة وإضاءتها بالتعاون بين كل من الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، ومجلس الإنماء والإعمار، ووزارة الثقافة اللبنانية، واتحاد بلديات الشقيف وبلدية أرنون، وبذلك أصبحت (قلعة الشقيف) مكانًا سياحيًا تاريخيًا يقصده الزوار من داخل لبنان وخارجه.