العرب والعالم

زعيم كوريا الشمالية يؤكد: إطلاق الصاروخين «تحذير» لسول

26 يوليو 2019
26 يوليو 2019

بسبب تخطيطها لتدريبات مشتركة مع الولايات المتحدة -

سول - (أ ف ب) - أكد الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون أن الصاروخين اللذين تم إطلاقهما بإشرافه هما أسلحة تكتيكية جديدة تهدف إلى توجيه «تحذير رسمي» إلى كوريا الجنوبية بسبب خططها لإجراء تدريبات مشتركة مع الولايات المتحدة.

وكان إطلاق الصاروخين أمس الأول، الأول منذ اللقاء بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وكيم جونج أون في المنطقة المنزوعة السلاح بين الكوريتين الشهر الماضي. واتفق ترامب وكيم خلال اللقاء على استئناف المفاوضات حول البرنامج النووي الكوري الشمالي.

لكن هذا الالتزام لم ينفذ بينما حذرت بيونج يانج مؤخرا من أن العملية يمكن أن تفشل إذا جرت المناورات في أغسطس كما هو مقرر.

ولم تذكر وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية أمس سوى تفاصيل تقنية قليلة عن الصاروخين، موضحة أنهما «نوع جديد من السلاح التكتيكي الموجه» و«منظومة أسلحة فائقة الحداثة».

وقالت الوكالة إن تجربة الصاروخين تشكل «تحذيرا رسميا إلى دعاة الحرب من العسكريين الكوريين الجنوبيين» الذين يصرون على القيام بتدريبات مشتركة «على الرغم من تحذيراتنا المتكررة».

وينتشر نحو ثلاثين ألف جندي أمريكي في كوريا الجنوبية حيث يجرون سنويا مناورات مشتركة مع عشرات الآلاف من الجنود الكوريين الجنوبيين، تثير استياء بيونج يانج التي تعتبرها تدريبا على غزو أراضيها. وتفيد تقديرات الجيش الكوري الجنوبي أن الصاروخين قصيرا المدى وقطعا 450 و700 كيلومتر على التوالي قبل أن يسقطا في البحر بين شبه الجزيرة الكورية واليابان. ويبدو أنهما قادران إلى الوصول إلى أي هدف في كوريا الجنوبية.

وأدان وزير الدفاع الياباني إطلاق الصاروخين «المؤسف إلى أبعد حد»، بينما أكد مكتب الأمن القومي الكوري الجنوبي أنه يشعر «بقلق عميق».

من جهتها، طالبت الولايات المتحدة بيونج يانج بوقف «الأعمال الاستفزازية». وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأمريكية مورغان أورتاغوس ردا على أسئلة عن التجرية الصاروخية الكورية الشمالية «نريد تبادل الحديث الدبلوماسي مع كوريا الشمالية».

وأضافت: «نواصل دعوة الكوريين الشماليين إلى تسوية كل القضايا التي طرحناها بالطرق الدبلوماسية». وتابعت «نحض على وقف الاستفزازات واحترام كل الأطراف التزاماتها في إطار قرار مجلس الأمن الدولي».

ونقلت وكالة الأنباء الكورية الشمالية عن كيم قوله إن الصواريخ الجديدة «المطَورة» يمكنها التحليق على ارتفاع منخفض مما يجعل من الصعب اعتراضها. وحذر سيول من محاولة «تجاهل التحذير» الضمني الذي تمثله.

وذكرت الوكالة نفسها أن كيم انتقد موقف سيول. وقال إن المسؤولين الكوريين الجنوبيين «لديهم سلوك غريب للغاية في اللعب المزدوج» إذ يتحدثون عن السلام لكن لديهم «أسلحة هجومية فائقة الحداثة وراء الكواليس» و«يجرون مناورات عسكرية مشتركة».

ويرى الشمال أن المناورات الأمريكية الكورية الجنوبية تشكل «انتهاكا واضحا» للإعلان الذي وقعه ترامب وكيم في أول قمة على انفراد بينهما في سنغافورة في يونيو 2018.

التقى كيم وترامب في 30 يونيو في المنطقة المنزوعة السلاح ووعدا باستئناف الحوار المتوقف منذ فشل قمتهما الثانية التي عقدت في هانوي في فبراير الماضي.

وكان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو صرح أن مناقشات العمل ستبدأ على الأرجح في منتصف يوليو. لكن بيونج يانج حذرت الأسبوع الماضي من أن المناورات المشتركة يمكن أن تنسف كل شيء.

وصرح بومبيو أمس أنه يتوقع أن تعقد اجتماعات العمل كما كان مقرراـ معتبرا أن التجربة الأخيرة تشكل تكتيكا للمفاوضات. وقال في مقابلة مع قناة بلومبرج التلفزيونية إن «الجميع يحاولون الاستعداد للمفاوضات وضمان التأثير فيها وجعل الطرف الآخر في مواجهة مخاطر».

وأضاف «ما زلنا مقتنعين بأن هناك وسيلة لتحقيق تقدم على طريق الدبلوماسية وحل تفاوضي لكل ذلك»، مؤكدا أنه لا يشعر بالقلق من التأخير في العودة إلى طاولة المفاوضات. وقال أن «الأمر يستغرق أسبوعين أو أربعة أسابيع، هكذا تجري الأمور». وكانت بيونج يانج أطلقت في مايو صواريخ مماثلة في أول اختبارات منذ نوفمبر 2017، لكن ترامب قلل من أهمية الحدث.