صحافة

القدس: مرحلة المراوحة في المكان لن تستمر طويلا

26 يوليو 2019
26 يوليو 2019

في زاوية حديث القدس كتبت الصحيفة مقالا بعنوان: مرحلة المراوحة في المكان لن تستمر طويلا، جاء فيه:

تتباين تحليلات السياسيين والمراقبين والكتّاب والصحفيين حول ما يجري في منطقة الخليج العربي، واحتمالات نشوب حرب ضد إيران، واحتجاز إيران لناقلة النفط البريطانية وإطلاق الجيش الأمريكي لما أسماها عملية «الحارس» لحماية السفن في مضيق هرمز.

فبعض المحللين يرون أن جميع هذه التحضيرات من قبل الولايات المتحدة الأمريكية لا تؤثر لحرب مفتوحة ضد إيران، لأن الإدارة الأمريكية أعلنت اكثر من مرة خاصة الرئيس الأمريكي بأنها غير معنية بإعلان الحرب على إيران، وأن هدفها من وراء العقوبات هو وضع حد لتدخلاتها في المنطقة.

كما يروا أن الولايات المتحدة الأمريكية مقدمة خلال هذا العام على حملات دعاية من أجل انتخابات الرئاسة الأمريكية القادمة، وأن الرئيس ترامب يطمح في ولاية ثانية، ولذا فإنه غير معني بالحرب المفتوحة والتي يمكن من خلالها قتل جنود أمريكيين الأمر الذي سيؤثر على حملته الانتخابية وبالتالي قد لا ينجح في الانتخابات المقبلة لولاية ثانية.

ويعتقد هؤلاء بأنه إذا ما استمرت حالة التوتر في الخليج فإنه في أسوأ الحالات ستكون هناك حرب محدودة، أي فقط ضربة عسكرية أمريكية محدودة، لا تؤدي الى حرب مفتوحة وشاملة، لان اندلاع حرب شاملة لا يمكن التكهن بنتائجها ولا يمكن لأحد تحديد مدتها الزمنية.

كما يعتقدون بأن القوى المؤيدة لإيران في العراق وسوريا ولبنان وحتى في قطاع غزة، يمكنها أن تساهم في الحرب المفتوحة وتضرب ليس فقط القوات الأمريكية المتواجدة في اليمن وسوريا، بل وأيضا في مناطق أخرى عدا عن احتمال أن يطال الرد على الحرب ضد إيران دولة الاحتلال الإسرائيلي.

لذا لا يعتقدون بأن المنطقة باتت على أبواب حرب شاملة وأن كل ما يجري هو العض على الأصابع فقط، فإيران تحاول من خلال إجراءاتها وتهديداتها رفع الحصار الذي تفرضه أمريكا وحلفائها عليها خاصة الحصار المفروض على صادرات طهران النفطية.

أما بعض المحللين فيرون أن هناك احتمالات لحرب واسعة قد تشنها أمريكا وعدد من حلفائها على إيران، غير ان نتائج هذه الحرب لا أحد يتكهن بها، كما أنه لا أحد يمكنه وقفها، بدون أن يكون هناك منتصر ومهزوم، وهو ما لا يمكن حسمه.

وعلى كل الأحوال فإنه في حال نشوب حرب سواء محدودة أو مفتوحة وهو أمر مستبعد في هذه المرحلة، فإن المنطقة على أبواب مرحلة جديدة، لان الوضع الحالي لا يمكن أن يستمر على ما هو عليه من الجمود، خاصة على صعيد القضية الفلسطينية. فحالة الترقب والانتظار والمراوحة في المكان لن تستمر طويلا.