1278106
1278106
عمان اليوم

مواطنون من نيابة طيوي يتذكرون السنوات الأولى من مسيرة النهضة المباركة

26 يوليو 2019
26 يوليو 2019

عام 1973أنشئت أول مدرسة -

طيوي : سعيد بن أحمد القلهاتي -

ذكرى لا تُنسى حينما انتشر خبر تولي مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- مقاليد الحكم في البلاد عام 1970م لتبدأ السلطنة بعدها مسيرة البناء والتنمية حيث وضع جلالته اللبنات الأولى لقيام الدولة العصرية الحديثة، والمواطنون الذين عايشوا بدايات تلك المسيرة الظافرة ومراحلها المختلفة وما بذل من غال ونفيس من أجل تقدمها واستمرارها يتذكرون جيدا تلك السنوات وكيف تحولت عمان إلى دولة تحظى بمكانة مرموقة على الصعيد الدولي وفي الوقت نفسه تبني وتحقق على الصعيد الداخلي تنمية مستدامة وضعت رفاهية ورخاء الإنسان العماني غايتها وأولى اهتماماتها.

(عمان) التقت ببعض المواطنين في نيابة طيوي التابعة لولاية صور ممن عايش انطلاق النهضة المباركة والذين استبشروا بأهم المنجزات التي وضعتها القيادة الحكيمة في مقدمة اهتماماتها وإنجازاتها كالتعليم والصحة وخدمات البلدية والطرق، حيث كان لقاؤنا أولا مع الشيخ أحمد بن عبدالله بن هلال الصلتي الذي تحدث عن ما يذكره في تلك الأوقات فقال: لقد أخذ خبر تولي مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- مقاليد الحكم في البلاد يُتداول هنا وهناك ويُتناقل بين الكبير والصغير وبين الرجل والمرأة، وقد وصلت لوالدي رحمه الله رسالة خطية من السيد حمد بن إبراهيم ناظر الشؤون الداخلية يبلغه بموجبها عن تولي مولانا -حفظه الله وأبقاه- مقاليد الحكم وبعد مرور فترة من الزمن تم توجيه دعوة له وذلك ضمن الدعوات التي تُوجه للمشايخ للحضور إلى مراكز الولايات لأجل حضور المبايعة لمن يبعثهم جلالته -حفظه الله- ممثلين له إلى حواضر المدن، ووسط هذا الحدث العظيم بدت القرى والولايات وكأنها تعيش أيام أعياد من أداء للأهازيج والفنون التقليدية ورفع الأعلام والرايات القديمة ذات اللون الأحمر ترفرف على كل فرقة من الفرق القادمة إلى مراكز الولايات إذ أنَّ المشايخ اصطحبوا معهم عددا كبيرا من أعيان البلدة وسائر المواطنين بخناجرهم وسيوفهم وأسلحتهم التقليدية مرتدين زيهم العماني التقليدي، وعندما عاد المدعوون ومن صاحبهم إلى بلدانهم عادوا بنفس ما كانوا عليه من الأفراح والابتهاج تعلوا محياهم البهجة والفرح والسرور.

وعن ما يذكره من عودة العمانيين ممن كانوا في الخارج إلى الوطن الغالي يقول الشيخ أحمد: لقد أخذ العمانيون في العودة إلى الوطن العزيز تباعا والذين ممن كانوا قد أجبرتهم الظروف المعيشية في الفترة الغابرة للسفر إلى مختلف دول الخليج العربية الشقيقة ليعودوا ويستقر بهم الحال في هذا الوطن المعطاء مجددا لينهلوا من خيراته الوفيرة ويساهموا في مسيرة البناء والتنمية، فبدأوا بأخذ أماكنهم للعمل في المؤسسات الحكومية والخاصة.

وعن التعليم في طيوي تحدث علي بن راشد بن خميس القلهاتي قائلا: بعد تولي جلالة السلطان المعظم ـ أعزه الله ـ مقاليد الحكم في البلاد تواصلت منجزات عهده المبارك تباعا والمواطنون يعيشون الفرحة تلو الأخرى وهم يرون ما يتحقق على أرض عمان الطيبة حيث عمت الخدمات كافة المجالات ووصلت إلى كل المدن والقرى، وكان التعليم أبرز ما تم الاهتمام به ليصبح في طليعة الأولويات .

وكانت غاية جلالته الأولى نشر التعليم في مختلف المناطق من الوطن الغالي قائلا مقولته المشهورة: «سنعلم أبناءنا ولو تحت ظل الشجر» ففُتحت المدارس ولم يمض من عمر النهضة المباركة سوى ثلاث سنوات حتى حظينا نحن كجيل الستينيات في طيوي بأول مدرسة وكانت مختلطة تم فتحها في منزل مستأجر وذلك مع بداية الربع الأخير من عام 1973م حيث انتظم بها نحو 75 طالبا وطالبة، وعشنا لحظتها غمرة فرح لا توصف عندما اقتربت إحدى السفن «اللنش» من الشاطئ قادمة من ولاية صور محملة بتلك الطاولات الخشبية المرتبطة بكراسيها وجاء مع السفينة معلمين من جمهورية مصر العربية الشقيقة الذين تولوا مهمة تعليمنا، لنبدأ معهم مرحلة التعليم الابتدائي في حينه.

المجال الصحي

وتحدث خميس بن نصيب بن خلفان الفارسي من جانبه عن السنوات الأولى من مسيرة النهضة المباركة قائلا: توالت الإنجازات على عمان الغالية بعد تولي جلالته حفظه الله ورعاه مقاليد الحكم ففي جانب المجال الصحي حظيت حواضر المدن بالمستشفيات والمستوصفات الصحية ووصلت الخدمات الصحية وفرق التطعيم والعلاج إلى القرى، وكانت هناك حملات مكثفة تقوم بها المؤسسات الصحية للقرى المختلفة وذلك من خلال تسيير طواقم طبية عبر السفن البحرية وتبقى هنا لفترة تصل لأسبوع أو أسبوعين في بعض الأحيان وفق الاحتياجات الصحية للمواطنين، ولم تكد تنقضي سنة 1975ميلادية حتى حظيت طيوي بمستوصف صحي آن ذاك بدأ في منزلٍ مستأجر وأخذ يقدم خدماته العلاجية للمواطنين قبل أن تتطور الخدمات الصحية وتصل لأفضل مستوياتها في عموم الولايات ونيابات السلطنة.

وقال سعيد بن راشد بن خميس القلهاتي: مضت مشاريع المسيرة المباركة تتوالى على مختلف ربوع السلطنة الغالية بتلك الفترة فتم شق الطرق وتعبيد الطرق الرئيسية التي تربط المناطق بالعاصمة مسقط، وحظيت نيابة طيوي بأول خدمة عبر تنفيذ طريق ترابي من محافظة مسقط في عام 1977م حيث استقر به الحال في موقع يسمى (مرميلة) على بعد خمسة كيلو مترات عن طيوي وذلك قبل أن تتدخل الجهة المعنية بالتنسيق والتعاون مع وزارة الدفاع الموقرة باستخدام المواد المتفجرة لأجل شق ما تبقى من أجزاء الطريق ليصل إلى طيوي ويستبدل المواطنون السفن البحرية كاللنش والهوري في ذلك الوقت الذي تستغرق فيه الرحلة إلى مسقط من خلال السفن قرابة ثمان أو تسع ساعات بالسيارة التي كانت تستغرق زهاء ثلاث أو أربع ساعات في حينه.

«الخدمات البلدية»

وعن خدمات البلدية تحدث سلطان بن أحمد بن قيس الصلتي عضو المجلس البلدي بولاية صور قائلا: لن أنس تلك الأكوام من النفايات التي كانت تتجمع في مختلف الحارات السكنية في طيوي فبدأت أول خدمة في مجال النظافة في عام 1974م من خلال عاملين نظافة ومراقب وسائق معدة (دمبر) لنقل النفايات لأماكنها المخصصة ليظهر لمعان الحلل بمجرد القضاء على تلك الأكوام ونقلها فتنظفت الطرقات والأزقة وأصبحت نظيفة تسر أعين الناظرين، كما أن خدمات مكافحة الحشرات كالبعوض والذباب كان عملا قائما بعد إعلان النهضة المباركة مباشرة، وكل هذه الأعمال ألحقت بانتظام على صعيد الخدمات البلدية وبات المواطن يلمسها بصورة رائعة وهي في تقدم وتطور مستمر تعكس واقع ما حققته النهضة العمانية من حرص نوعي في مجال تقديم الخدمات للمواطنين والحفاظ على نمط حياة صحي ومستقر.