1271962
1271962
مرايا

رحلة «عمان أرض السلام» تحتفل بيوم النهضة المباركة

24 يوليو 2019
24 يوليو 2019

خط السير شمل ١٣ دولة برا من مسقط إلى لندن -

تغطية - علي الذهلي:-

انطلقت أواخر الشهر الماضي الرحلة البرية من العاصمة مسقط إلى عاصمة المملكة المتحدة لندن، تحت مسمى (عمان أرض السلام) والتي جاءت بنسختها الثانية بعد رحلتهم الأولى في العام الماضي.

(مرايا) التقت بقائد فريق (عمان أرض السلام) مصطفى بن جاسم العجمي ليسرد لنا التفاصيل والأهداف المتعلقة بهذه الرحلة حيث قال: قمنا بالتجربة الأولى لهذه الرحلة والتي أطلقنا عليها (رحلة عمان أرض السلام ) في العام الماضي نهاية شهر يونيو وكانت بمشاركة ٢٦ مشاركاً من مختلف المحافظات بواقع ٧ سيارات والتي استغرقت شهراً، قطعنا فيها مسافة ما يقارب ١٠ آلاف كم من العاصمة مسقط إلى المملكة المتحدة وبالتحديد العاصمة لندن، وهذا العام أردنا أن نخوض التجربة مرة ثانية.

في هذه الرحلات التي تحمل في طياتها أهدافا نبيلة أهمها الترويج للسلطنة كونها أرضا للسلام والتاريخ والحضارة والتعريف كذلك بالمقومات السياحية والتاريخية والحضارية والجغرافية التي تزدهر بها السلطنة وإبراز الهوية العمانية، ومن هذا قمنا بالترويج لهذه الرحلة عبر مواقع التواصل الاجتماعي لنسجل خمسة أشخاص لها بواقع سيارة واحدة وهذه السيارة هي دودج دورانجو، فوضعنا خط السير لهذه الرحلة ليشمل ١٣ دولة لننطلق من العاصمة مسقط مروراً بدولة الإمارات ومنها نستقل عبارة إلى إيران لنواصل المسير إلى تركيا مروراً ببلغاريا وصربيا وكرواتيا وسلوفينيا والمجر والنمسا وألمانيا وسويسرا وفرنسا ونقطة النهاية في المملكة المتحدة في العاصمة لندن في الرابع والعشرين من يوليو وذلك للاحتفال بيوم النهضة المباركة.

وأضاف مصطفى العجمي: اصطحبنا في رحلتنا هذه الكثير من الكتيبات لإبراز السلطنة من جميع النواحي السياحية والحضارية والتاريخية وموقعها الجغرافي ودورها في إفشاء السلام الدولي.

وسرد لنا العجمي أيضا بعض التفاصيل المتعلقة بهذه الرحلة حيث قال: بدأ الفريق مسيرته متوجهاً لدولة الإمارات، حيث قضوا ليلة في دبي لأخذ قسط من الراحة وبعدها التوجه إلى الميناء لركوب العبارة الإيرانية التي تقلهم من الشارقة إلى محافظة بندر عباس بإيران، وبعد الانتهاء من الإجراءات، أخذ الحماس أعضاء الفريق للتوجه مباشرة إلى قلب إيران لقضاء يوم هناك والاستكشاف وبعدها الراحة لمواصلة الطريق، ومن ثم التوجه إلى العاصمة طهران، حيث قمنا بزيارة بعض المعالم المعروفة ودخول اكبر مجمع تجاري في العالم (إيران مول) الذي بني على مساحة تفوق الـ ٢٠ كيلومترا مربعا، ومن ثم التوجه إلى الفندق لأخذ قسط من الراحة، وفي صباح اليوم التالي قمنا بتكملة المشوار للوصول إلى الحدود التركية وإنهاء الإجراءات والتوقف لأخذ الراحة بعد تخطي الحدود بـ ١٠٠ كيلومتر.

قمنا من بعدها بالتوجه إلى إسطنبول للمكوث فيها ٥ ليالٍ للراحة والسياحة والتعريف بالسلطنة، وقمنا بالتجول في جميع أنحاء إسطنبول ومعالمها السياحية والتاريخية والمدن المجاورة ولا ننسى الأكل والحلويات التركية المعروفة التي لم نفارقها منذ لحظة وصولنا، لتبدأ بعدها رحلتنا إلى أوروبا بدءاً من بلغاريا، إلا أنه صادفتنا بعض المشاكل مع دخول دولة بلغاريا، حيث كانت إحدى التأشيرات تبدأ صلاحيتها بتاريخ ١٠ يوليو ومع العلم أن بلغاريا لا تحتاج إلى تأشيرات الشنجن إلا انهم أصروا بعدم السماح لنا بالدخول قبل الموعد فما كان علينا إلا حجز ليلة على الحدود التركية لانتظار دخول اليوم الثاني، وللأسف اضطررنا لتغيير الجدول لتفادي التأخير وتوجهنا مباشرةً إلى مدينة زيلامسي في النمسا، وكان مخططنا البقاء في النمسا لخمس ليال، وهناك لاحظنا اهتماما كبيرا من الناس في النمسا بوجود سيارة بلوحات عمانية وعليها أعلام الدول التي مررنا بها، فما كان منهم إلا التصوير المستمر والسؤال كيف ومتى وأين ولماذا ؟؟ فاغتنمنا الفرصة للتعريف برحلتنا وهدفها وتوزيع الكتيبات السياحة المقدمة لنا من وزارة السياحة.

وبعد مضي ٥ ليال والتي لم نأمل أن تنتهي، توجهنا إلى انترلاكن، مدينة تتوسط بين بحيرتين من أجمل بحيرات سويسرا ولهذا سمية بانترلاكن، مدينة يقصدها الجميع للاستمتاع بأجوائها الصيفية من العرب والغرب والآسيويين حيث رأينا الكثير من مختلف الجاليات ومن كل أرجاء العالم، فكانت مدينة انترلاكن إحدى اهم محطاتنا للترويج عن السلطنة، فقمنا بالوقوف في منتصف المدينة وفي أهم المواقع السياحية، ورأينا الكثير من الاهتمام والإقبال للسؤال؟ كيف وصلتم إلى هنا ؟ هل يعقل أنكم أتيتم براً وقطعتم آلاف الكيلومترات؟

فالجواب كان سهلا لدينا، ونقوم بإعطائهم نبذة عن عمان وتقديم بعض من الكتيبات التي لدينا ونقوم بدعوتهم للقدوم للسياحة واستكشاف عمان، ولا يخفى أن أقول أن الكتيبات شارفت على النفاد ولكننا سعينا للحصول على المزيد من المكاتب التابعة لوزارة السياحة في فرنسا.

ولكن هناك طعما آخر لانترلاكن، حتى ولم نكن قريبين من السيارة أو ذاهبين لتناول بعض الوجبات أو استكشاف المدينة فنلاحظ وجود الإضافات على حساب الرحلة والبعض يقوم بالتصوير ورفعها في حساباتهم الخاصة وذكرنا.

فكان ذلك جميل جداً وفاق توقعاتنا، حيث كانت الخارطة وشعار الفريق على السيارة يعكس هدف رحلتنا وتوجهنا ووجهتنا.

وفي باريس أملنا أن نحصل على اهتمام اكبر من شأنه رفع راية السلطنة مع وجود بعض المخاوف من صعوبة وجود مواقف للسيارات في أماكن حيوية إلا أننا بذلنا ما بوسعنا وقضينا بها بعض الوقت قبل الدخول لعاصمة الضباب لندن في المملكة المتحدة مع وجود الشوق الكبير للوصول والتجهيز للهدف الأسمى وهو الاحتفال بيوم النهضة المباركة في لندن.

هيثم العبري أحد المشاركين في الرحلة أبدى إعجابه بهذه المشاركة حيث قال: الرحلة ممتعة وهي فرصة للتعرف على جمال البلدان الأخرى وأضافت لنا الخبرة والمعرفة في التعامل مع الآخرين من دول العالم المختلفة وأيضا التعرف على الإجراءات القانونية التي يجب أخذها بعين الاعتبار في السفر والترحال، كانت لي تجربة سابقة بعمل رحلة مشابهة بسيارة في دول الخليج قبل هذه الرحلة أي أني معتاد على الترحال لمسافات طويلة بسياره ولم أعاني من تعب الطريق، بالعكس كان لدي الإحساس بالحماس لتعرف على الدولة القادمة.

المميز في هذه النوع من الرحلات هو أننا نتعرف على الكثير من الأشياء من جميع النواحي الاجتماعية والمادية والحضارية في كل دولة نزورها. بالإضافة إلى تعريف الناس بالسلطنة، وطبعا لا يوجد شيء بدون تحديات ولكن الفرق بين كل تحد وآخر هي انت كيف تتعامل مع هذا التحدي، ومستقبلا لدي النية في تكرار مثل هذه الرحلة ولكن بمسار مختلف للتعرف وزيارة دول اكثر.

وقال عبدالله البلوشي أحد المشاركين في هذه الرحلة: بالنسبة لي أول رحلة برية طويلة أقوم بها بالسيارة، فالرحلة ليست متعبة بل ممتعة جدا، وما يميزها تعطيك صورة واضحة للأماكن التي تمر عليها بالسيارة في الدول المدرجة للرحلة، منها تصادف مواطني هذه الدول، ويأخذك الحديث معهم وتعرفهم بالسلطنة وما بها من مقومات سياحية، فالرحلات البرية لها طابعها الخاص في التعرف على كثير من التفاصيل لهذه الدول، لا يمكن معرفتها عندما تسافر بالطائرة، فأنا أشجع أي شخص أن يخوض مثل هذه التجربة.

التنظيم والترتيب والشباب كلهم متعاونون والأمور سارت على حسب ما خطط لها، مما لاحظناه بأن الشعب العماني له مكانة خاصة ومحل تقدير واحترام في جميع الدول التي مررنا عليها ويعود هذا للسياسة الحكيمة التي تنتهجها السلطنةمع جميع الدول.