ali
ali
أعمدة

أوراق: حديث من الماضي

24 يوليو 2019
24 يوليو 2019

علي بن خلفان الحبسي -

[email protected] -

العودة إلى الماضي وأحداثه والنبش فيه يعود بنا إلى ذكريات تاريخية بكل أو بعض تفاصيلها تسرد حياتنا اليومية بحلوها ومرها والبعض يأمل أن يعود هذا الماضي الجميل من شريط للذكريات الذي يعبق بالحياة الاجتماعية وكيف كانت والبعض الآخر رغم تقادم السنين بدأ يتناسى تلك الصور ويحاول أن يسردها في نفسه.

كم هي جميلة تلك الأيام رغم الحياة البسيطة التي كنا في حينها وبساطتها، حيث كنا نحلم بالمستقبل وكيف سيكون والبعض الآخر لا يتخيل كيف كانت تلك الحياة ؟ وكيف تأقلمنا بها ؟ حيث كنا نفتقد أبسط الخدمات من وسائل الراحة ووسائل الاتصال والتواصل والترفيه فكان اليوم كأنه أسبوعا والليل طويلا بظلامه الدامس يخيم على الحارة والبيت من بعد المغرب وغيرها من افتقده ذلك الجيل الذي عايش هذه اللحظات ورغم كل هذه الظروف والبيئات إلا أن ذلك الجيل لا زال يردد (عسى الأيام تعود) ولكنها للأسف لن تعود.

اليوم اختلف عن الأمس فالحياة تسير على وتيرة واحده جيل وجد كل سبل الراحة والترفيه فاليوم لا يعادل أسبوعا اليوم يمر سريعا لأن المشاغل فيه كثرت ووسائل الترفيه تنوعت فلم نجد الوقت حتى لنتحدث معا.

ليلنا كنهارنا مضيئا لا نعرف الظلام الدامس إلا إذا انقطعت الكهرباء وينامون النهار ويسهرون الليالي ذلك هو حاضرنا المتسارع بوتيرة تحديات الملهيات همنا كيف وكيف نقتل وقته ونردد عبارة ملل وذاكرة متخمة بالأحداث اليومية لم يبقى فيها جزء لأن يبقى للماضي مكان فنعصر ذاكرتنا لنخرج منها شيئا من ذلك التاريخ العريق يذكرنا كيف كانت الحياة والى أين وصلت؟

الله يكون في عون المعمرين في هذه الأرض يخيم عليهم السكون وكانهم يلمحون لنا (بدون تعليق) فيما يدور في خوالج ذكرياتهم وأوجه المقارنة بين اليوم والأمس أسريا واجتماعيا وتنمويا وغيرها من صور الحياة اليومية وإذا رغبت في المزيد فاجلس إلى كبار السن لكل يعيدوا إليك ذاكرتك المشوشة بحياة العصر وتفاصيلها فالعودة إلى الماضي ما زال مغروسا في تفاصيل وجوههم وفي حاراتنا القديمة وبيوتها وتفاصيلها فهي أكبر دليل كيف كانت الحياة.