1269559
1269559
مرايا

من قبل السفـــر وحتــــــى أداء المنــــاســـــك - كل ما يجــب معرفتــه لمـــــريض السكري في الحج

24 يوليو 2019
24 يوليو 2019

إنه لمن المعروف أن داء السكري من الأمراض المزمنة ولكن مع القليل من التعديل للتعريف فإنه من الممكن أن نطلق عليه لفظ صديق وصاحب نتعامل ونتعايش معه، هذا الصديق يجب أن نتعامل معه بكل لباقة، والسكري كصاحب معنا في عملنا وفي حياتنا اليومية الاجتماعية والاقتصادية وفي عبادتنا اليومية والشهرية والسنوية من الممكن مصاحبته والتكيف معه؛ لذلك لا بد من التعايش معه في جميع أحواله وظروفه، ولأن حج بيت الله الحرام ركن من أركان الإسلام فلا بد للمريض من تأدية هذا الركن إكمالا لواجبه الديني ولا يؤثر السكري على أداء هذا النسك إذا أخذت الاحتياطات اللازمة لذلك. عندما يرغب صاحب السكري الذهاب إلى الحج فإن هناك نقاطا أساسية لا بد من فهمها ومعرفتها معرفة جيدة لتمكنه من أداء الحج بيسر وسهولة دون أن يعرض نفسه لأي مضاعفات يكون السكري سببا جوهريا فيها، كما أن عليه أن يصطحب معه أشياء لا بد منها للحج بأمان وهذا ما يوضحه لنا اختصاصي أول سكري وطب الأسرة وعضو الرابطة العمانية لطب الأسرة د. يوسف الفارسي، وذلك بترتيب الخطوات التي تصحب هذه الرحلة بدءا من التحضير لها وانتهاء بتأدية كل مناسكها.

الاستعدادات اللازمة قبل السفر:

عندما ينوي مريض السكري الاستعداد فإن هناك أمورا لا بد من ترتيبها قبل أن يذهب إلى الحج بفترة زمنية كافية ويمكن تلخيص هذه الأمور فيما يلي:

- زيارة الطبيب المعالج للحصول على العلاج الكافي خلال فترة الحج وكذلك التعليمات اللازمة والحصول على تقرير عن حالته المرضية للاستفادة منه إذا لزم الأمر. و الحصول أيضا على الإرشادات الضرورية خلال فترة الحج التي تتلاءم مع نوع النشاط والبيئة الخاصة بالحج ومعرفة الآثار المترتبة على ذلك وكيفية تعرف حالات ارتفاع أو انخفاض نسبة السكر في الدم وما إلى ذلك من أمور لا بد من تركيزها في ذهن المريض قبل أن يذهب إلى مكة المكرمة.

- من الضروري مراجعة طبيب العيون بعد استشارة الطبيب المعالج.

- زيارة قسم التغذية لمراجعة البرنامج الغذائي وخاصة ما يتلاءم وظروف الحج، وأخذ التعليمات اللازمة بذلك.

- تجهيز حقيبة السفر حيث يجب أن تحتوي ما يلي:

- بطاقة تفيد إصابتك بداء السكري وتستعمل في الطوارئ.

- التقرير الطبي المعد من قبل طبيبك المعالج.

- كمية كافية من العلاج (حبوب، أنسولين، إبر، مطهرات وغيرها).

- جهاز قياس نسبة السكر في بالدم مع ملاحظة ضرورة زيادة عدد مرات الفحص خلال فترة الحج عن المعدل الطبيعي.

- الأدوات الخاصة لفحص نسبة السكر والكيتون في البول إن وجدت.

- بعض الحلوى أو قوالب السكر التي تحتاجها عند انخفاض نسبة السكر.

- تجهيز كمية كافية من الملابس الواسعة والمريحة والخفيفة وخصوصا الجوارب القطنية والأحذية المريحة (يجب أن تكون الأحذية قد استخدمت قبل الحج لفترة زمنية مناسبة حتى يتأكد المريض أنها ليست ضيقة ولا تسبب له تقرحات).

- إحضار شمسية للوقاية من ضربات الشمس في حالة اضطرارك للمشي عبر مشاعر الحج.

نصائح للحاج في السفر:

-من الأفضل أن يكون معك رفيق أثناء السفر لديه معلومات كافية عن المرض حتى يستطيع أن يساعدك إذا لزم الأمر.

-لا تجلس فترة طويلة على المقعد في وضع معين بل يجب تنشيط الدورة الدموية بالحركة من وقت لآخر والاهتمام والعناية بالقدمين قدر المستطاع.

-لا تجلس القرفصاء فترة طويلة حتى لا تعوق جریان في أعضاء الجسم خاصة القدم

-إذا کنت تقود سيارتك بنفسك فلاحظ أعراض ارتفاع وانخفاض السكر.

-يجب عليك إتباع الإرشادات المرورية جيدا وفي حالة شعورك بالإعياء أو النعاس فلا تقد السيارة.

ما يجب مراعاته في مراحل الحج المختلفة:

ويضيف د. يوسف أنه ما إن يدخل المسلم في مناسك الحج فإنه بین مناسكها من منسك إلى آخر من الإحرام وإلى آخر نسك في حجه وهو طواف الوداع وبين الإحرام وفي الطواف يتنقل المريض من مكان إلى مكان يحتاج فيه إلى الإرشاد والتوعية في كل هذه المناسك؛ لذا فإننا وحسب مرحلة النسك التي يؤديها ننصح المريض بما يلي:

الإحرام:

الإحرام من الميقات يشتمل على الاغتسال وقص الشعر وتقليم الأظافر ومن ثم لبس الإحرام وغيرها من أركان وواجبات الإحرام، من هنا لا بد من التنبيه إلى أنه على مريض السكري الحاج أن يراعي هذه الأمور فعليه أن يقلم أظافره في بلده إن أمكن بكل حرص ودقة وألا يتسبب ذلك في جرح أصابع يديه أو قدميه. وبعد ارتداء الإحرام يلبس حذاءين واسعين لينين على أن يراعي أن نسبة الإحساس في القدمين قد تكون أقل من المعدل الطبيعي ولذا لا بد من أن يراعي المشي وأن يحرص على ألا تقع قدمه إلا على مكان نظيف كما يجب على المريض الحرص على أن يحمل في إحرامه بطاقة تعريفية تثبت أنه مصاب بالسكري وتوضح كمية العلاج الذي يأخذه؛ وذلك ليسهل معرفته في حالة الضرورة إذا حصل إغماء لا قدر الله.

الطواف والسعي:

إن الطواف والسعي يحتاجان إلي مجهود عضلي كبير وخصوصا في موسم الازدحام کالحج؛ ولكون مريض السكري لا بد له من ضبط الغذاء والدواء والجهد فلا بد من أخذ هذه الأمور جميعها بعين الاعتبار؛ وذلك باتباع الإرشادات التالية:

- قبل البدء بالطواف أو السعي ينصح بأخذ وجبة خفيفة مع كمية من السوائل أو الماء.

- حمل قطع من الحلوى أو مكعبات من السكر تؤخذ عند الشعور بأعراض انخفاض السكر مباشرة.

- الحرص إن امكن على أن يكون الطواف والسعي في وقت بارد نسبيا كالليل مثلا، و الابتعاد عن مناطق الازدحام الشديدة، ومن الأفضل أن يكون بمعية المريض شخص آخر لديه إطلاع ومعرفة بكيفية التصرف في الحالات الإسعافية للمصاب بالسكر.

- أن يرتاح بين الطواف والسعي وبين أشواطهما إذا شعر بحاجة لذلك، و يفضل قياس نسبة السكر قبل الطواف والسعي؛ وذلك تجنبا لحصول هبوط في مستوى السكر أثناء الطواف أو السعي خصوصا إذا كانت القياسات تؤكد أن نسبة السكر في الدم قرابة 70 مجم لكل ديسلتر.

-عند الشعور بهبوط السكر يجب عليك اتخاذ الإجراءات التالية:

-الراحة على الفور.

- قياس نسبة السكر في الدم.

-شرب كأس من العصير أو أخذ قطع من مكعبات السكر أو الحلوى إن أمكن.

-بعد 15 إلى 10 دقيقة من الراحة يعاد فحص السكر في الدم فإن كان مرتفعا فلا بأس من البدء في الطواف أو السعي.

الوقوف بعرفة:

يبدأ الوقوف بعرفة من صباح اليوم التاسع إلى غروب الشمس من ذلك اليوم، ويكون الحاج معرضًا لحرارة الشمس العالية ولكون مريض السكري أكثر عرضة لضربات الشمس؛ فإنه ينصح بما يلي:

-البقاء داخل الخيمة أو استخدام شمسية.

-الاهتمام بأخذ كمية كافية من السوائل خلال هذا اليوم بالكامل، وأخذ الوجبات في الأوقات المناسبة مع أخذ العلاج الخاص بالسكري (حبوب أو أنسولين) بدقة مع مراعاة أنه لا بد من حفظ الأنسولين في ثلاجة خاصة أو حافظات خاصة للأنسولين في هذا اليوم.

-على المريض أن يتجه إلى أقرب المراكز الصحية المنتشرة في عرفة عند شعوره بأعراض ارتفاع أو انخفاض أو أي أعراض يخشى أن تكون ذات علاقة بذلك.

النفرة إلى مزدلفة:

عند غروب شمس يوم عرفة ينفر الحجيج إلى مزدلفة للمبيت بها مشيا أو في السيارة وقد يطول المسير من عرفة إلى مزدلفة ليس لبعد المسافة بل لكثرة الزحام؛ إذ قد تصل إلى أكثر من أربع ساعات، فلا بد من مراعاة ما ذكر أثناء قيادة السيارة، أما إذا قرر الحاج المصاب بداء السكري المشي إلى مزدلفة فلا بد من احتمال انخفاض نسبة السكر في الدم؛ ولمنع ذلك فلا بد من أخذ وجبة قبل النفرة ثم التوقف في مراحل مختلفة من السير وأخذ وجبات من السوائل تضمن عدم نقص السوائل في الجسم ولا ينصح المريض أن يكون ماشيا بمفرده بل لا بد من اصطحاب رفيق أو قریب معه ذي علم واطلاع بطرائق علاج انخفاض أو ارتفاع نسبة السكر في الدم.

النفرة من مزدلفة إلى منى ويوم العيد:

ينفر الحجيج من مزدلفة في صباح يوم العيد، حيث يقومون برمي جمرة العقبة ثم البقاء في منى لمدة ثلاثة أيام وتكون هذه النفرة إما سيرا على الأقدام أو باستخدام السيارة ويراعى ما ذكر في النفرة إلى مزدلفة سابقا، إلا أنه لا بد من مراعاة أنه في حالة رغبة المريض أن يرمي جمرة العقبة بنفسه فلا بد له من الاستعداد لذلك، وأخذ وجبة خفيفة قبل أن يغادر مزدلفة مع حمل بعض السوائل والعصائر إن أمكن أو شرائها من الطريق وفي حالة شعوره بإرهاق أو عرق شدید کما لا بد من ملاحظة المداومة على الوجبات الرئيسية والعلاج المعطى للمريض من قبل طبيبه، وفي هذا اليوم كذلك ينحر الحاج الهدي فإن كان عليه ذلك فلا بد للمريض من مراعاة الجهد الذي سيقوم به في هذه الحالة كما لا بد من مراعاة أمر آخر وهو الحلق أو التقصير إن أراد الذي يجب أن یكون بكل حرص تلافيا لحدوث أي إصابات أو جروح؛ وإن هذا اليوم هو يوم عيد الأضحى المبارك ولهذا أصبح من عادة الحجيج بل الناس جميعا تتناول اللحوم والوجبات الدسمة فعلى مريض السكري مراعاة ذلك والاهتمام بالنظام الغذائي الخاص به.

أيام التشريق:

يبقى المريض في منى ثلاثة أيام، وإن أراد التعجل فيومين وفي خلال هذه الأيام على المريض أن يضبط مرة أخرى نظام الوجبات والعلاج والنشاط وأن يراعي في هذه الأيام رمي الجمار التي تكون بشكل يومي.

بعد العودة من الحج:

يراعي في سفر العودة ما ذكر سابقا إلا أنه لا بد من مراجعة الطبيب بعد الحج مباشرة وخصوصا إذا واجه المريض بعض المضاعفات والمشكلات أثناء الحج وعندما يصاب مريض السكري بأي مرض خلال الحج فلا بد من استشارة طبية في المشاعر وأخذ العلاج اللازم قبل سفره ومن ثم مباشرة إخبار طبيبه حينما يعود إلى بلده.

نقاط مهمة للحج بأمان:

أولا: ارتفاع نسبة السكر في الدم:

عند ارتفاع نسبة السكر في الدم، فإن المريض يعاني من عطش شديد وكثرة في التبول هذا بالإضافة إلى أنه قد يشعر بالجوع وجفاف، وكما أن المريض قد يعاني من ضعف عام وإحساس بالخمول والإجهاد وعدم الرؤية بوضوح، وفي هذه الحالة لا بد للمريض من قياس نسبة السكر في الدم إن كان لديه الجهاز وإن لم يكن لديه أي طريقة للقياس فعليه مراجعة أقرب مركز صحي ميداني وعلاج هذه الحالة؛ فإن المريض قد يحصل له ارتفاع شديد في نسبة السكر في الدم وجفاف في الجسم هذا بالإضافة إلى أنه قد يحصل الحماض الكيتوني الذي قد يحدث في حالات المرضى المعتمدين على الأنسولين.

ثانيا: انخفاض نسبة السكر في الدم:

إن انخفاض نسبة السكر في الدم يحدث أثناء الحج لأسباب كثيرة منها عدم أخذ الوجبات الغذائية بانتظام أو زيادة النشاط الذي يحصل أثناء الحج وأعراض الانخفاض كما هي معلومة عرق غزير خصوصا في الوجه واليدين مع حصول رعشة في اليدين والشفاه واللسان والشعور بالجوع الشديد وحصول الضعف العام والفتور، كما يحصل تغير ملحوظ في سلوك المريض والكلام كما أن حصول انخفاض نسبة السكر في الدم أثناء النوم قد يؤدي إلى إصابة المريض بأحلام كئيبة ومزعجة ويتصبب العرق من جسده بشكل غزير جدًّا ولعلاج مثل هذه الحالة اتبع ما يلي:

- خذ کوبًا به محلول سكري أو بعض على السكر في الحال مع الراحة التامة 10 إلى 15 دقيقة.

- إن كان لديك حقنة جلوكاجون فبادر بحقنها تحت الجلد التي ستؤدي إلى ارتفاع نسبة السكر في الدم في خلال ثوانٍ، وفي حالة حصول الغيبوبة المفاجئة أو عدم إمكانية تناول شيء بالفم ينقل المريض إلى أقرب مركز صحي ليتم حقنه بحلول الجلوكوز في الوريد على أن يراعي المريض المسببات وأن يحرص على ألا تتكرر مثل هذه الانخفاضات.

ثالثا: وجود الأحماض الكيتونية:

قد تظهر الأحماض الكيتونية في الدم والبول وتظهر على المريض رائحة الأسيتون بالفم، وهي مثل رائحة التفاح العفن أو مثل مزيل طلاء الأظافر، وذلك عند ارتفاع نسبة السكر في الدم أكثر من 250 ملجم لكل ديسلتر أو 14 ملليمول، وهذا يحصل في الغالب لمرضى السكري المعتمدين على الأنسولين، وفي هذه الحالة تظهر في فحص البول مادة الأسيتون التي يمكن اكتشافها عن طريق شريط فحص البول وتظهر عند المريض بالتدريج.

لا بد من ذهاب المريض عندما تظهر أعراض الحماض الكيتوني إلى أقرب مركز صحي ميداني؛ ليتم إدخاله وعلاجه بوساطة المغذيات الخاصة، هذا بالإضافة إلى علاج الحالة المسببة لهذا الحماض الكيتوني والتأكد من صلاحية الأنسولين الموجود لدى المريض، ويمكن تلخيص أعراض الحماض الكيتوني بـ:

- كثرة التبول والعطش.

- التعب و الانهاك.

- ألم في البطن وانتفاخ وقيء.

الأمراض المنتشرة في الحج:

تنتشر الأمراض المعدية في الحج؛ لذا ينصح المريض قبل قدومه إلى الحج بأخذ التعليمات اللازمة، وعند انتشار أي مرض في الحج فلا بد من المبادرة إلى أقرب مركز صحي ميداني؛ لأخذ الاحتياطات المطلوبة إن دعت الحاجة إلى ذلك، علما بأنه لا يوجد لدى مرضى السكري المناعة الكافية لتجنب الأمراض؛ لذا فمن السهل إصابتهم بالأمراض والتأثر بالمؤثرات الكثيرة ومن أهم أعراض الأمراض التي تنتشر في الحج: الإسهال- والغثيان- والقيء- وألم البطن- وارتفاع الحرارة (الحمى)- والصداع، وقد تكون هذه الأعراض دليلا على الإصابة بأحد الأمراض المعدية أو حصول التهاب اللوزتين أو الحلق أو الرئتين مما يجعل من الضروري مراجعة أقرب مركز صحي لإجراء التشخيص المطلوب والبدء بالعلاج المناسب.