oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

اليوم الذي تحققت فيه الآمال السعيدة

22 يوليو 2019
22 يوليو 2019

تكمل النهضة العُمانية المباركة اليوم 49 عاما من مسيرة البناء والتنمية في كافة أوجه الحياة الإنسانية، وذلك منذ أن تولى حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - مقاليد الحكم في البلاد وبزغ فجر جديد في الـ23 من يوليو 1970، دخلت معه عُمان مرحلة مفصلية من تاريخها الحديث تكللت ببناء الدولة الحديثة، ليتحقق الوعد الذي قطعه جلالته بأن يجعل عمان دولة عصرية.

ما بين تلك اللحظة التاريخية واليوم ونحن على أعتاب خمسين عاما من مسيرة النماء، لم يكن الطريق سهلا أو مفروشا بالورد كما يقال، بل كانت هناك العديد من التحديات الكبيرة التي استطاعت القيادة السامية أن تجتازها بالتعاون والعمل المستمر والإيمان بقدرات هذا الشعب وأنه ليس من مستحيل، طالما كانت هناك العزائم والإخلاص لأجل تحقيق الأفضل وصياغة الحياة الإنسانية التي يتمناها كل فرد على وجه هذه الأرض.

لقد قامت النهضة العمانية الحديثة على العديد من القيم والمفاهيم الراسخة التي أسس لها جلالة السلطان -حفظه الله- تلك الرؤى السديدة ذات المناظير البعيدة، التي جمعت بين الوعي بمتطلبات اللحظة والعمق التاريخي لعُمان وأدوارها عبر الحقب المتتالية، وربط مجمل ذلك بالتوقعات والممكنات من خلال الرهان على عاملي الأرض والإنسان، حيث ظلت القيادة تؤمن بقدرات العمانيين وهممهم العالية وأخلاقهم الرفعية وحبهم للعمل والإنتاج، كذلك انفتاح هذه البلاد باتجاه العالم منذ القدم، عندما كان أهل عمان يجوبون البحار شرقا وغربا ومن خلال ذلك يكتسبون المعارف والخبرات، يأخذون من الآخرين ويقدمون لهم، في سياق حضاري طابعه التثاقف والحوار الإيجابي الفاعل.

لقد جاءت نهضة عمان الحديثة، وفق هذه المفاهيم التي مزجت بين قيم الماضي والحاضر، ما بين الزمن التراثي والمعاصر، وهو عمق رسالة النهضة التي أصبحت مشروعا ماثلا للعيان، عبر المنجزات التي تحققت في كافة القطاعات والمجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ما يمكن أن يسمى بمشروع البناء الشامل الذي يصب في رؤية المستقبل الأفضل واستشراف الحياة الإنسانية الراقية لكل العمانيين.

وإذا كانت مسيرة التنمية والتحديث قد قطعت أشواطا كبيرة وملموسة على كل الأصعدة، فإن الغايات لا تزال بعيدة والمأمول بعيد المدى، وهذا يمثل صلب مشروع النهضة التي هي إرادة مستمرة وعمل لا يتوقف من أجل رؤية ما هو أفضل دائما في الآفاق البعيدة، لهذا كلما انتهت مرحلة من مراحل التطوير يكون الاستعداد وتشمير السواعد لأجل مرحلة جديدة، ويكون الرهان على العقل والروح، العقل الذي يفكر ويطوّر ويبتكر والروح التي تمتلئ بالإرادة الوثابة لصياغة الأحلام ورسم الآمال.

اليوم فإن كل عماني يشعر بالفخر وهو ينظر إلى المتحقق عبر ما يقارب خمسة عقود من النهضة المباركة، ولا بد أن المكتسبات تحث الذات على بذل المزيد في عصر سمته التسارع والتغيرات المستمرة، ومن أجل المواكبة والريادة فليس أمامنا سوى المضي بذات الهمم والعزائم نحو تحقيق التطلعات والطموحات وكل الآمال السعيدة.