آرمان : الاتفاق النووي.. مآلاته وإمكانية الحفاظ عليه

تحت هذا العنوان كتبت صحيفة (آرمان) مقالا جاء فيه:

مع الأخذ بنظر الاعتبار التطورات التي شهدتها الأزمة النووية بين طهران والعواصم الغربية بشكل عام وواشنطن بشكل خاص لاسيّما بعد انسحاب الأخيرة من الصفقة النووية قبل أكثر من عام برزت عدّة تساؤلات حول إمكانية الحفاظ على الصفقة في ظلّ الإصرار الذي أبدته بعض أطراف الاتفاق خصوصا روسيا والصين على ضرورة بذل جميع المساعي الدبلوماسية للحيلولة دون انهيار الاتفاق.

بالإضافة إلى المحاولات التي بذلتها الدول الأوروبية (ألمانيا وفرنسا وبريطانيا) لثني إيران عن مواصلة تقليص التزاماتها النووية وفي مقدمتها التي تتعلق بتخصيب اليورانيوم، الأمر الذي دفع الكثير من المراقبين إلى الاعتقاد بأن الاتفاق النووي دخل مرحلة حسّاسة وصعبة تتطلب المزيد من الجهود لحسم الموقف باتجاه إنقاذ الاتفاق من الانهيار أو الإذعان لإمكانية انهياره في أي لحظة باعتبار أن طهران أعلنت أكثر من مرّة أنها غير مستعدّة للالتزام بتعهداتها ما لم يتعهد الطرف الغربي بمقابلة ذلك بنفس الدرجة من الالتزام.

وأضافت الصحيفة: من المعلوم جيدا أن الاتفاق النووي الذي حاز على تأييد المجتمع الدولي عبر قرار مجلس الأمن 2231 لايزال يمثل الصيغة الأفضل لتسوية الخلاف النووي بين إيران والغرب في إطار القوانين الأممية لاسيّما قرارات الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومعاهدة حظر الانتشار النووي (أن بي تي) وقد أثبتت الوقائع أن مفتشي وكالة الطاقة الذرية وتقارير مديرها العام (يوكيو أمانو) قد أعلنوا ولمرّات عديدة سلمية الملف النووي الإيراني، وهذا - بحسب الصحيفة - كاف للاعتراف بحق إيران في الاستفادة من التقنية النووية للأغراض السلمية ورفع الحظر المفروض عليها دون تأخير، وهذا يتطلب موقفا حاسما من المجتمع الدولي ومنظماته المعنية فضلا عن الدول الموقعة على الاتفاق النووي والتي لازالت متمسكة به (روسيا والصين والترويكا الأوروبية).

وختمت الصحيفة مقالها بالقول إن التداعيات الكارثية المحتملة لانهيار الاتفاق النووي في حال لم يتم تنفيذ كافّة بنوده ستعود بالضرر على كافّة الأطراف الموقعة على الاتفاق وباقي المجتمع الدولي في المنطقة والعالم.