1272247
1272247
العرب والعالم

جامعة الدول العربية ترحب بالتوقيع على الاتفاق السياسي في السودان

18 يوليو 2019
18 يوليو 2019

مسيرات «لتأبين شهداء» الاحتجاجات في الخرطوم -

عواصم - عمان - نظيمة سعد الدين - (أ ف ب):-

رحبت جامعة الدول العربية، بالتوقيع الذي تم أمس الأول، بالأحرف الأولى بين المجلس العسكري الانتقالي وقوى إعلان الحرية والتغيير على الاتفاق السياسي للمرحلة الانتقالية في السودان، وأثنت على هذه الخطوة الإيجابية التي من شأنها أن تمهد الطريق أمام تشكيل هياكل السلطة الانتقالية، واستكمال مسيرة التوافق الوطني حول بقية الترتيبات والاستحقاقات التي يتطلع إليها الشعب السوداني.

وصرح مصدر مسؤول بالأمانة العامة لجامعة الدول العربية، أن الجامعة ستظل ملتزمة بمساندة الأطراف السودانية في هذه المسيرة، وفى كل ما يمكن السودان من عبور تحديات المرحلة الراهنة، ويحافظ على أمنه واستقراره ووحدته الوطنية، ويدعم من الاستكمال السلمي والمنضبط والتوافقي لعملية الانتقال الديمقراطي في السودان.

وفي الخرطوم، أطلقت قوات مكافحة الشغب السودانية الغاز المسيل للدموع أمس لتفريق متظاهرين توجهوا نحو ميدان رئيسي في العاصمة «لتأبين شهداء» الثورة التي أسفرت عن مقتل أكثر من 200 شخص منذ اندلاعها في ديسمبر الفائت ضد حكم الرئيس السابق عمر البشير، وفقا لعدد من الشهود.

وخرج المئات في مسيرات غداة توقيع قادة الجيش وحركة الاحتجاج بالأحرف الأولى اتفاق تشكيل مجلس عسكري مدني مشترك لتأسيس إدارة مدنية، ما يمثل أحد المطالب الرئيسية للمحتجين.

وقال شهود: «إنّ مئات الرجال والنساء رددوا هتافات ثورية ولوّحوا بأعلام السودان في طريقهم للساحة الخضراء»، وهو ميدان رئيسي في الخرطوم، تلبية لدعوة (تجمع المهنيين السودانيين) إحدى قوى الاحتجاج الرئيسية.

وأوضح شاهد أن المشاركين رفعوا صور بعض ضحايا الاحتجاجات، وقال الشهود: «إنّ المشاركين هتفوا (مدنية مدنية) و(حرية وسلام وعدالة) في طريقهم للساحة».

وأفاد شاهد في محطة جاكسون للحافلات في وسط الخرطوم وكالة فرانس برس أنّ قوات مكافحة الشغب أطلقت الغاز المسيل للدموع لمنع عشرات المتظاهرين من التوجه للساحة الخضراء.

ودعا تجمع المهنيين في بيان مساء أمس الأول أنصاره للخروج في مسيرات تهدف «لتأبين شهداء ثورة ديسمبر المجيدة الكرام».

وقاد التجمع التظاهرات الأولى التي اندلعت في ديسمبر الفائت ضد حكومة البشير احتجاجا على قرار الحكومة السودانية رفع أسعار الخبز ثلاثة أضعاف.

لكنّ التظاهرات سرعان ما تحولت إلى حركة احتجاج واسعة عمت أرجاء السودان ضد البشير الذي حكم السودان لثلاثين عاما قبل أن يطيحه الجيش في 11 أبريل.

واستمرت الاحتجاجات في الشارع لمطالبة المجلس العسكري الذي تولى الحكم بعد إطاحة البشير بتسليم السلطة للمدنيين.

وتصاعد التوتر بعد أن فرّق مسلحون في ملابس عسكرية اعتصاما لآلاف المحتجين أمام مقر قيادة الجيش في الخرطوم في 3 يونيو ما أدى إلى مقتل العشرات وإصابة المئات.

ويتهم المحتجون ومنظمات حقوقية قوات الدعم السريع، التي يقودها نائب رئيس المجلس العسكري محمد حمدان دقلو، بالهجوم على اعتصام المحتجين، لكن الجيش ينفي أنه أمر بفض الاعتصام.

ومن المقرر أن يستأنف الطرفان المباحثات مجددا اليوم حول بعض المسائل الخلافية التي لم يتم التوافق عليها بعد.

بدورها، رحبت دول الترويكا: النرويج والمملكة المتحدة والولايات المتحدة بتوصل «المجلس العسكري الانتقالي وقوى الحرية والتغيير لاتفاق بشأن إعلان سياسي يحدد الهيكل والمسؤوليات على نطاق واسع للحكومة الانتقالية». وقالت الترويكا التي سبق وتوسطت سابقا في نزاعات بالسودان: «نشجع الطرفين على إبرام الاتفاق الدستوري الموازي بسرعة، وتشكيل الحكومة الانتقالية التي يقودها المدنيون، ويطالب بها الشعب السوداني بشجاعة وسلمية منذ ديسمبر 2018».

وذكرت الترويكا أنّها «تتطلع إلى العمل مع حكومة انتقالية يقودها مدنيون تعمل على تحقيق تطلعات الشعب السوداني إلى الحكم المستجيب للشعب والسلام والعدالة والتنمية».