1272221
1272221
العرب والعالم

الدبلوماسية البريطانية لم توفر كلينتون قبل ترامب

18 يوليو 2019
18 يوليو 2019

لندن، -(أ ف ب) - بعد نحو أسبوع على الحادث الدبلوماسي الذي أدى إلى توتر العلاقات بين لندن وواشنطن، تكشف وثائق سرية بريطانية رفعت السرية عنها الخميس أن تقييما لم يكن إيجابيا أطلق بحق إدارة الرئيس الأسبق بيل كلينتون، قبل سنوات طويلة من التقييم السلبي الذي استهدف أخيرا فريق دونالد ترامب.

واضطر سفير بريطانيا في الولايات المتحدة كيم داروش إلى الاستقالة من منصبه في العاشر من يوليو إثر تسريبات في الصحف لبرقيات دبلوماسية ينتقد فيها الرئيس الجمهوري، ما أثار غضب ترامب الذي وصف السفير بأنه «مدع وغبي». وغضب ترامب جدا إزاء تأكيد داروش أن «الفوضى والنزاع الشرس» داخل البيت الأبيض «حقيقيان في معظمهما».

لكن وثائق نشرت الخميس وتتعلق بسنوات 1994 و1995 تكشف أن لا جديد في الأمر وأن إدارة كلينتون لقيت تقييما مماثلا.

وكتب السفير حينذاك روبن رينويك بعد استقالة اثنين من أعضاء فريق بيل كلينتون أن «تنظيم البيت الأبيض يبقى فوضويا». وأضاف أن «سلسلة من الكوارث في مجال العلاقات العامة في البيت الأبيض تعطي صورة عن إدارة جديدة بلا هدف ولا تنظيم».

ويرى المدافعون عن داروش أن البرقيات التي تم تسريبها تندرج في إطار تقاليد ضرورية وطويلة للصراحة من قبل الدبلوماسيين البريطانيين الذين يعملون في الخارج. لكن معارضيه يعتبرون أنه بالغ عندما كتب أنه لا يعتقد «فعليا أن هذه الإدارة ستصبح أكثر طبيعية وأقل خللا وأقل انقساما وأقل تهورا وقادرة دبلوماسيا».

«هيلاري ذكية جدا»

مثل ترامب، كان كلينتون يواجه اتهامات بسلوك جنسي غير لائق «حتى قبل قضية مونيكا ليوينسكي»، ورأى السفير البريطاني حينذاك أن «ردود الفعل المتهورة للبيت الأبيض على الادعاءات بدأت تثير شكوكا إزاء وجود تستر».

وبينما وصف كيم داروش سياسة ترامب حيال إيران بـ«غير المتماسكة والفوضوية»، انتقد روبن رينويك بحدة السياسة الخارجية لكلينتون.

وقال إن «كلينتون يهتم بالقضايا الدبلوماسية لكن بطريقة ليست طبيعية جدا، فبدلا من أن يتحدث بهدوء ويمنح نفسه وسائل صارمة لفرض عقوبات، هو متهم بالتحدي واستخدام لغة متشددة جدا من دون أن يتحرك» فعليا، وخلافا للرئيس الحالي، يتهم كلينتون «باهتمامه المفرط» بوسائل الإعلام.

لكن روبن رينويك يبدي رأيا إيجابيا جدا بهيلاري كلينتون زوجة الرئيس الأسبق التي هزمت في الانتخابات الرئاسية التي جرت في 2016 أمام دونالد ترامب ، وكتب «إنها ذكية جدا وطموحة جدا»، وأضاف «إنها حاضرة دائما وودودة أكثر بكثير مما يقال».

وتكشف الوثائق الوطنية البريطانية رأي بيل كلينتون في رئيس الوزراء الإيطالي الأسبق سيلفيو برلوسكوني. وقال لرئيس الوزراء البريطاني حينذاك جون ميجور حسب تسجيل للمحادثة «علينا ألا نسيء تقدير أهميته»، مؤكدا أنه يلقى تقديرا كبيرا من الجمهور ولديه زوجة «رائعة».

وتكشف الوثائق التي نشرت أيضا اهتمام البريطانيين الدائم لما يعتبرونه «علاقة خاصة» مع الولايات المتحدة ، وكتب روبن رينويك «كتب الكثير من الأمور الغبية عن العلاقة مع الولايات المتحدة»، مشيرا إلى أنه «كانت هناك دائما خلافات حادة».

لكنه أضاف «لا شك أن لدينا علاقة وثيقة بشكل خاص. قيمة علاقتنا هذه في المجال الدفاعي لا تقدر بثمن».