1272014
1272014
عمان اليوم

علي المحروقي: عضو مجلس الشورى تحت قبة المجلس يمثل قيم الوطن قبل أن يمثل ولايته

18 يوليو 2019
18 يوليو 2019

جهاز التصويت الإلكتروني ملائم لكافة الناخبين بمن فيهم كبار السن وذوي الإعاقة -

النعيمي: المرشح لا يملك وعدًا يمكن أن يقدمه سوى أنه يعد نفسه بخدمة هذا الوطن -

(العمانية): قال برنامج (الشورى صوتك) الذي تبثُّه قنوات إذاعة وتلفزيون سلطنة عمان، ويواكب الحدث مع الناخب في سائر محافظات السلطنة، ويساير مراحل انتخابات الفترة التاسعة لمجلس الشورى: «إن إعلان القوائم الأولية للمرشحين التي كشفت عنها لجان الانتخابات بالولايات زاد من الزخم الانتخابي تجاه الاستعدادات الجارية لتلك الانتخابات، فيما بدت حركة المرشحين في الولايات مضاعفة لنيل الثقة وتحفيز الناخبين على التسجيل ومن ثم التصويت وهي مرحلة تضع المسؤولية على الناخب لاختيار الأكفاء».

ووضح البرنامج في حلقة جديدة تم تسجيلها في كلية البريمي الجامعية بمحافظة البريمي أن انتخابات أعضاء مجلس الشورى للفترة التاسعة دخلت مرحلة جديدة ومهمة بإعلان القوائم الأولية للمرشحين التي ضمنت في الموقع الإلكتروني للانتخابات التابع لوزارة الداخلية التي كشفت أيضا عن التصويت الإلكتروني في الانتخابات القادمة وتعميمه في كافة مراكز الانتخابات في مختلف محافظات السلطنة، وروعي في تصميم شكل الجهاز ملاءمته لمختلف فئات الناخبين بمن فيهم كبار السن وذوي الإعاقة، حيث يتكون جهاز التصويت الإلكتروني الذي أطلق عليه اسم (صوتك) من شاشة تعمل بنظام اللمس، محددة فيها إجراءات وخطوات الانتخاب؛ ليقوم الناخب باختيار مرشحه من خلالها بكل سهولة ويسر.

وارتفع عدد المرشحين في قوائم الفترة التاسعة إلى 767 مرشحا بزيادة 30% تقريبا عن الفترة الثامنة التي بلغ فيها عدد المرشحين 590 مرشحا، وبلغ عدد المرشحات 43 امرأة بزيادة تصل إلى أكثر من الضعف مقارنة بالفترة الماضية، وإن كان عددهن أقل عن 6% من العدد الإجمالي للمرشحين.

وفي ولايات محافظة البريمي الثلاث أعلن عن 24 مرشحا يتنافسون على أربعة مقاعد؛ إذ يمثل ولاية البريمي عضوان اثنان في مجلس الشورى بينما يمثل ولايتي محضة والسنينة عضو واحد لكل منهما، وقال المكرم الشيخ أحمد بن ناصر النعيمي عضو مجلس الدولة لبرنامج (الشورى صوتك) أن «محافظة البريمي مستعدة لهذا الحدث الوطني والمجتمع متفائل ومتعاون؛ حيث إن الانتخابات أمانة وطنية وعلى الكل المشاركة فيها»، مشيرا إلى أن المرشح المتقدم للانتخابات يعلم جيدا أنه متقدم لخدمة وطنية؛ حيث إننا خرجنا من تجربة مجلس الشورى ودخلنا في مسيرة المجلس التي أصبحت مسيرة ناضجة ومتقدمة وأصبح المواطن على وعي تام بأهمية اختياره للشخص الكفء الذي سيمثل ولايته»، وأضاف أن «الانتخابات القادمة مناسبة الكل ينتظرها، وما قدم خلال الفترة الماضية من أصحاب السعادة أعضاء المجلس جهد كبير مقدر»، وأشار إلى أن على الناخبين أن يبتعدوا عن أية تأثيرات في عملية الاختيار، وقال: «إن المرشح لا يملك وعدا يمكن أن يقدمه سوى أنه يعد نفسه بخدمة هذا الوطن؛ فهو يعمل من خلال عضويته وفق نظام ومنظومة متكاملة في إطار المجلس، وعلى المرشح أن لا يقدم وعودا لا يستطيع الإيفاء بها».

تأهيل وتدريب:

ومن جانبه قال سعادة الشيخ علي بن ناصر المحروقي أمين عام مجلس الشورى: «مجلس الشورى يعمل وفق منظومة نص عليها وفق النظام الأساسي للدولة في مواده 58 مكررا (8) وحتى 58 مكررا (44)، والتي تتضمن أيضا أدوار انعقاد واختصاصات مجلس عمان ومنها المادة 58 مكررا (26) التي تنص على أن (يكون لمجلس عمان دور انعقاد عادي لا يقل عن ثمانية أشهر في السنة، يعقد بدعوة من جلالة السلطان خلال شهر نوفمبر من كل عام، ولا يجوز فض دور الانعقاد العادي قبل اعتماد ميزانية الدولة)، وكذلك ما نصت عليه المادة 58 مكررا (29) بأن (تكون دعوة مجلس عمان للانعقاد في أدواره العادية أو غير العادية وفضها بأداة قانونية مناسبة)، وبموجب تلك المادة يعتبر مجلس عمان بجناحيه مجلس الدولة ومجلس الشورى من ناحية الاجتماعات في حالة توقف لدورتيهما الحاليتين اعتبارا من 14 يوليو الجاري تنفيذا للأمر السامي الذي صدر مؤخرا، أما من حيث الممارسة للأعضاء فهم يعتبرون في حالة عضوية إلى ظهور النتائج والمجلس يمارس أدواره في لجانه وفي مكتبه ويأتي هذا التوجيه السامي أو هذه الإجازة لمنح الأعضاء خاصة في نهاية فترته الفرصة للتفرغ للانتخابات القادمة».

وأشار سعادته إلى أن «من بين المترشحين للفترة التاسعة القادمة مرشحين وشخصيات معروفة من الرجال والنساء نأمل أن يصلوا إلى مجلس الشورى؛ ليعطوا دفعا أكثر للمجلس في العمل الوطني»، وقال: «إن مجلس الشورى يمارس اختصاصه التشريعي والرقابي ويقوم بأدواره المنصوص عليها في النظام الأساسي وأعضاؤه يعملون بكفاءة عالية، وربما المجتمع لا يلمس بعض أدوارهم؛ حيث إن أغلب أعمال المجلس هي في لجانه وليس في جلساته العامة المعلنة التي تبثها وسائل الإعلام»، مشيرا إلى أن «هناك 8 لجان متخصصة تشمل اللجنة التشريعية والقانونية ولجنة التربية والتعليم والبحث العلمي، ولجنة الأمن الغذائي والمائي، ولجنة الإعلام والثقافة، واللجنة الاقتصادية والمالية، ولجنة الخدمات والتنمية الاجتماعية، واللجنة الصحية والبيئية ولجنة الشباب والموارد البشرية، وعندما تصل إلى الأمانة العامة للمجلس قوائم الأعضاء المنتخبين يتم فرزها، وتوزيعها حسب التخصصات، حيث إن المجلس يستوعب كافة التخصصات وهو بحاجة إلى كفاءات وطنية عالية وهو ليس نزهة ولا وجاهة، كما تكون هناك خطة تدريب وتأهيل لأعضاء اللجان على واقع الممارسة من خلال برامج محددة مسبقا من الكفاءات الوطنية أو من ذوي الخبرات العالية من الوطن العربي ولا تقل هذه البرامج عن 14-20 برنامجا تدريبيا متخصصا»، ودعا سعادته الناخبين إلى «انتخاب من يجدون في مرشحيهم الكفاءة والمقدرة لتمثيل عمان؛ حيث إن العضو تحت قبة المجلس يمثل الوطن وقيمه قبل أن يمثل ولايته».

وحول وجود المرأة تحت قبة مجلس الشورى قال سعادة أمين عام مجلس الشورى: «أدعو المرأة إلى أن تتعاون في تشجيع زميلاتها المتقدمات للترشح؛ حيث إن المجلس بحاجة إلى وجود العنصر النسائي، وهناك فعلا عجز واضح بوجود عضوة واحدة في المجلس، وعلى المرشحات أن يبذلن جهدا كبيرا في التعريف بأنفسهن من خلال ما أتيح لها من دعاية انتخابية أو من خلال جمعيات المرأة أو المؤسسات التي لها علاقة بالمرأة»، وأضاف أنه «فيما يتعلق بممارسة المجلس في الشأن المحلي لا بد من وجود عناصر نسائية إلى أن يتم النظر في كيفية المشاركة إن عجزت المرأة في الوصول من خلال كفاءتها ومقدرتها، وجلالة السلطان المعظم -أعزه الله- أخذ بالمرأة ودفع بها وضمن حقوقها، وأصبحت المرأة العمانية شريكة للرجل وناجحة في كل المواقع»، ووضح المحروقي أن «هناك تصاعدا في الإقبال من الجنسين على المشاركة في الانتخابات، وهناك تنافس قوي وشرس للوصول إلى منصة مجلس الشورى»، مؤكدا أن «هناك حراكا وطنيا قويا في مراحل الانتخابات»، وتطرق سعادته إلى فئة الشباب في المجتمع، وقال: «نحن نتابع في المجلس تفاعلهم ونقدهم للمجلس، ولا يضيرنا النقد البناء، ولا نرد عليهم عندما يكون هذا النقد نابع من غيرة وطنية ومتابعة، ونشجعهم على إبداء آرائهم، وندعوهم إلى معرفة المزيد عن المجلس ودوره ومهامه».

كما أكد سعادته أن «عمان لا تأثير قبلي فيها ولا تدخل للتأثير على قناعات الناخبين، والتصويت سري وصندوق الاقتراع هو من يحكم على توجهات الناس وظهور النتائج».

وأكد سعادته أن «وزارة الداخلية تعمل على تسهيل الإجراءات، ومن ضمنها أنه يمكن للمرشح أن يتابع من لم يتمكن من التسجيل من خلال قارئ للبطاقة سهل اقتناؤه وبإمكانه أن يحث من له حق التصويت على التسجيل في القيد الانتخابي؛ لأن هناك أحيانا تهاونا لدى البعض».

تسهيل الإجراءات:

وتحدث لبرنامج (الشورى صوتك) الشيخ سلطان بن منصور الغفيلي نائب والي البريمي الذي تناول الإجراءات التي اتخذتها وزارة الداخلية في الفترة الحالية التاسعة لانتخابات أعضاء مجلس الشورى، وقال: «إنها تأتي تواصلا مع جهود سابقة ومستمرة تقوم بها الوزارة، والتي سهلت كثيرا على المواطنين في العديد من الإجراءات التي تسبق يوم الانتخابات، وهي إجراءات يتم تحديثها في كل فترة لما هو أفضل لسير الانتخابات وتذليل الإجراءات على المواطن»، وأضاف أن تلك الإجراءات -خاصة المتعلقة بالإجراءات الإلكترونية والتوظيف الرقمي المتطور- تساعد الناخبين والناخبات من جميع الفئات في المجتمع؛ للإدلاء بأصواتهم بكل أريحية ويسر كما أنها تساعد اللجان التي تعمل في الولايات وأيضا لجان فرز الأصوات في إجراءات عملها مما يسرع بإعلان النتائج، وأشار إلى أن هناك إقبالا متواصلا من قبل الناخبين للقيد في السجل الانتخابي ومن كل الفئات العمرية التي يحق لها التصويت. ومن جانبه قال الدكتور إبراهيم بن راشد الشامسي القائم بأعمال عميد كلية التجارة بجامعة البريمي: «إن هناك مسؤولية وطنية تحتم على الناخب الذهاب إلى صناديق الانتخاب للإدلاء بصوته وأن يبعد عن أية تأثيرات اجتماعية ويعطي الأولوية لاختيار الأنسب ذي الدور الفاعل في المجتمع وأن يعي الناخب تحديات المرحلتين الحالية والقادمة اللتين تتطلبان وجود كفاءات تعزز مسيرة العمل الوطني وتحقق الأهداف المرجوة.

كما تحدثت للبرنامج الدكتورة موزة بنت عبيد الجابرية الخبيرة بالمديرية العامة للتربية والتعليم لمحافظة البريمي التي قالت: «إن جميع محافظات السلطنة ومن بينها محافظة البريمي في هذه الفترة تستعد استعدادا مرموقا يليق بمسيرة الشورى في السلطنة؛ لأن هذه المسيرة مضت بخطوات متدرجة وفي الفترة التاسعة يراد لها أن تكون فترة تخصصية لأن الفترات السابقة صقلتها»، مؤكدة «بلوغ المجتمع درجة عالية من الوعي وأن الناخب لديه القدرة على اختيار الأفضل بمعرفته أن المرشح للعضوية هو سفير لمحافظته ويعمل من أجل عمان»، وقالت: «إن الشورى في السلطنة التي تحظى مسيرتها بمتابعة واهتمام حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم -أبقاه الله- وتترسخ في المجتمع يوما بعد يوم وأصبح النشء وجيل الشباب يمارسها بطرائق شتى خاصة في الكليات والجامعات والمدارس ويطلعون على مراحلها وأدوارها وكيفية معايشتها عملا في روح تتبلور وتنمو مع الطالب من خلال المجالس الاستشارية الطلابية في الكليات والجامعات، ومن خلال الإدارة الطلابية في المدارس ومن خلال العديد من الأوجه»، وأكدت أن هناك استعدادا مجتمعيا متناميا لانتخابات الفترة القادمة، وبعد ظهور القوائم الأولية من الواضح أن الناخب بدأ يعرف لمن سيدلي صوته.

وحول الجانب الثقافي والشورى قالت الأستاذة نصراء بنت علي المعمرية صاحبة مركز حدائق الفكر بولاية البريمي: «إن عضو مجلس الشورى إذا لم يعطِ الجانب الثقافي أهمية، فهو يفقد الكثير من الخبرات ومن الناس المثقفين الذين سيصطفون معه، حيث إن عضو المجلس مطلوب منه تقديم الكثير من الدراسات والاستشارات في اللجنة التي يحظى بعضويتها، وبالتالي هو بحاجة ماسة إلى الإعلاء من الشأن الثقافي في الولاية التي يمثلها»، وأشارت إلى أن أغلب الناخبين هم في عمر الشباب وهو العمر الذي يركز عليه المرشح لعضوية المجلس لكسب الأصوات الشبابية من خلال انضمامهم للفرق التطوعية.

الصوت النسائي:

وأعربت الدكتورة حصة بنت عبدالله البادية أكاديمية بالكلية التطبيقية بعبري عن تفاؤلها بما تسير إليه الأمور من وجود الصوت النسائي حاضرا في قوائم الترشح لعضوية مجلس الشورى للفترة التاسعة وقالت: «إنه بعد إعلان القوائم المبدئية للمرشحين، لو اعتمدنا على كفاءة المرأة وحدها التي أثبتتها عن طريق حضورها في كل المحافل وفي كل القطاعات وحتى بعد تمكينها بقرارات وبمراسيم سلطانية، أثبتت أنها ليست بأقل من الرجل وستصل ولكننا نستعجل وصولها وهذا من حقنا». وأشارت إلى أن «المجتمع العماني يوصف بأنه مجتمع شاب؛ لذلك يعول كثيرا على الطاقات الشبابية سواء كناخب أو مرشح، وضمن هذا التوصيف للمجتمع بالإضافة إلى وسائل التواصل الاجتماعي، لا بد أن ينتبه المرشح إلى كل هذه المعطيات وأن لا يغفل أبدا التواصل المباشر مع الناخبين بمختلف فئاتهم، وأن برنامجه الانتخابي لا يبدأ بعد صدور القوائم الأولية للمرشحين، وإنما قبل ذلك بسنوات وبجهد مجتمعي يتلاءم مع ذكاء الشباب ويتواكب وتطلعاتهم والاهتمام بمشاكلهم وموضوعاتهم».