1269950
1269950
المنوعات

بهلا ما زالت تحافظ على طابعها الحرفي المتميز

16 يوليو 2019
16 يوليو 2019

قلعتها أول موقع عماني مدرج بقائمة التراث العالمي -

مكتب نزوى - سيف بن زاهر العبري:-

كثيرة هي المدن التراثية، وهناك من المدن ما تتشابه في مكنوناتها الأثرية والتاريخية، ولكن أن تجد مدينة حرفية ما زالت صامدة في وجه الحداثة المعاصرة، فأجزم بأن ذلك لربما من الصعب أن تجده في دول عديدة، كذلك الحال هنا في السلطنة لدينا مدن وولايات عمانية عريقة استقت من ينبوع تاريخها الضارب في الجذور منذ القدم، بينما تتربع مدينة بهلا كأهم ولاية عريقة ما زالت تحافظ على طابعها الحرفي المتميز، لوجود مهن ما زالت قائمة، وهناك من يمتهنها حتى الآن، وأقرب دليل على ذلك ما نشاهده في سوق بهلا، حيث نجد الحرفيين في أوج نشاطهم الذي توارثوه عن آبائهم وأجدادهم، ولعل ما يميز ولاية بهلا كونها واحة أثرية مدرجة ضمن قائمة التراث العالمي، كأول محمية ثقافية في السلطنة، وعلى أرضها يوجد موقع سلوت الأثري، بالإضافة إلى وجود مصانع الفخار الأهلية، ومركز تدريب وإنتاج الفخار والخزف، واحتضانها مقر كلية الأجيال لعلوم الصناعات الحرفية والمهن التقليدية المتوقع إنشاؤها بالولاية.

وحين كان اختيار بهلا مدينة حرفية عالمية، لتنضم إلى المدن العمانية الأخرى التي تميزت بطابعها الخاص، فنزوى المجاورة لها مدينة العلم والعلماء، وصور العفية رائدة البحر على مر التاريخ، وصحار كما ذكرها ياقوت الحموي في كتابه معجم البلدان قصبة عمان، طيبة الهواء والخيرات والفواكه، وصلالة تتميز بمقومات سياحية طبيعية وتشتهر بالبخور واللبان، والرستاق تجمع لواحات النخيل وتعتمد على نظام الأفلاج التقليدي، وهكذا هي سائر المدن والحواضر العمانية العريقة في مختلف محافظات السلطنة.

ان بهلا تمتلك ما يؤهلها لتكون في قائمة المدن العالمية بكل ما تحمله هذه الكلمة من معانٍ، فبها واحة تراثية تضم حوالي 18 حارة، ومحصنة بسور دفاعي يعود إنشاء بعض أجزائه لفترات ما قبل الإسلام، يمتد لمسافة 7 أميال وله سبعة أبواب رئيسية منها باب البادي وباب السيلي وباب الصباح وباب البطحاء وباب الخرزبان، كما أنها حاضنة لأهم معلم تراثي قديم ضمن واحة بهلا مكتملة المعالم، فهناك قلعة بهلا أول موقع عماني مدرج بقائمة التراث العالمي في عام 1987م، وسوقها التقليدي الذي تم ترميمه قبل فترة، ويستقطب الزائرين من مختلف الولايات العمانية، بما يشهده من حركة تجارية لبيع مختلف المنتجات المحلية، وممارسة الصناعات الحرفية التقليدية، حيث يعد مشروع ترميم سوق بهلا ضمن الاهتمام بالإرث التاريخي العريق للولايات العمانية.

ويعود بناء السوق إلى الربع الثاني من القرن التاسع عشر الميلادي، ويمتد على مساحة مستطيلة الشكل تقدر بـ 4270 مترا مربع طولها 80 مترا وعرضها 65 مترا.

وقد بني السوق وفق العمارة العمانية التقليدية حيث بنيت جدرانه من قوالب الطابوق الطيني، واعتمد في تسقيف محلاته على جذوع النخيل والدعون وخشب الكندل، وجاءت أبواب دكاكينه الخشبية في زخارف أصيلة فريدة كونت إحدى أهم خصوصيات السوق.

وتختزل بهلا في ذاكرتها أبعادا اقتصادية واجتماعية وسياحية، يتناسق مع التوظيف التنموي للحياة المعاصرة، مع الحفاظ على هويتها التاريخية القديمة التي ما زالت ماثلة حتى اليوم.