1269098
1269098
عمان اليوم

«ديـم»: تسـجيل نتـائـج مـاليـة وتـشغيـليـة إيجـابيـة والانـتـهـاء مـن إعـادة هـيـكـلـة قـطـاع الـميـاه نهاية العام

15 يوليو 2019
15 يوليو 2019

انخفاض تكلفة شراء المياه 18 مليون ريال -

كتبت :عهود الجيلانية -

كشفت الهيئة العامة للمياه «ديم» عن تسجيل نتائج مالية وتشغيلية إيجابية خلال العام الماضي 2018 على الرغم من انخفاض الدعم المالي، حيث تجاوزت نســبة إنجاز المشاريع 99.8%، وتزايد عدد الحسابات النشطة المسجلة إلى524887 حسابا بارتفاع قدره 7.5%، وســجل مؤشــر قيــاس جــودة الميــاه، تحســنا ملحوظــا فــي مســتوى الالتــزام بالمواصفــات العمانيــة ليبلــغ 99.8%، كما أدخلت الهيئة تحسينات في نظام الفوترة وقراءة العداد ساهم كثيرا في تحليل البيانات، وخفضت نســبة الميــاه غيــر المحتســبة لتبلـغ 21.6% خــلال 2018م مقارنــة بـ 24.3% بالعام السابق له وارتفــع حجــم الميــاه المحتســبة بنســبة 14%.

وأكدت الهيئة أن تركيب صمامات تقليل الضغط وإعادة تأهيل شبكة المياه والكشف عن التسربات ساهم في توفير حوالي 3.3 مليون ريال عماني. وتتوقع الهيئة أن ينتهي العمل على مشروع إعادة هيكلة قطاع المياه نهاية العام الجاري والذي سيعمل على تقدم ملحوظ في كفاءة وإدارة العمل. وعلى الرغم من الإنجازات التي تحققت إلا أن الهيئة أكدت عجزها المالي في التوسع لإنشاء شبكات المياه، لارتفاع الالتزامات التجارية بسبب تأخر دفع الفواتير وارتفاع ديون المشتركين وعليه تعمل الهيئة على استكشاف آليات للتمويل المبتكر لتخفض من اعتمادها على الدعم الحكومي.

وقال سعادة الدكتور الشيخ عبد الملك بن عبدالله الهنائي رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للمياه في التقرير السنوي: إنه على الرغم من ارتفاع عدد الحسابات النشطة من 488377 حسابا عام 2017 إلى 524887 حسابا في عام 2018 بنسبة زيادة قدرها 7.5% والارتفاع المسجل في حجم المياه الموزعة، انخفض الدعم المالي النقدي بدون حساب الإهلاك والمخصصات بنسبة 16 ٪ منذ عام 2016م. ويعزى هذا الانخفاض بشكل رئيسي إلى انخفاض تكلفة شراء المياه بأكثر من 18 مليون ريال عماني، أي بحوالي 13٪، مقارنة بالعام2017م (144مليون ريال عماني)، كما انخفض صافي الدعم المالي لكل متر مكعب من المياه بنسبة 28.5% ليبلغ 432 بيسة/‏‏متر مكعب (مقارنة بـ 604 بيسات/‏‏م 3 في العام 2017 م.

وعن الجانب التشغيلي أوضح الهنائي قائلا: استمرت كفاءة التشغيل في التحسن بعد تسجيل تراجع هام في نسبة المياه غير المحتسبة من 24.3 % في عام 2017م إلى 21.6 % في عام 2018م، ونظرا لسعينا المتواصل في تحسين مستوى البيانات المقدمة عن المياه الموزعة لمشتركينا وتواصل جني ثمار برنامج الإجراءات العملية للحد من الفاقد المادي، كما ساهم تركيب صمامات تقليل الضغط وإعادة تأهيل شبكة المياه وأنشطة الكشف عن التسربات في المحافظة على توفير 8.029.976 م 3 من المياه في العام - أي توفير3.388.650 ريالا عمانيا.

وتحدث الهنائي حول أبرز التطورات التي شهدها العام الماضي، قائلا: يعتبر إصدار المراسيم السلطانية رقم 41 /‏‏ 2018 و42 /‏‏ 2018 و43 /‏‏ 2018 والتي أحدثت تغيرات رئيسية في مهام الهيئة، حيث تم تحويل جميع مسؤوليات الهيئة المتعلقة بقطاع الكهرباء إلى وزارة النفط والغاز وبتغيير مسماها ليصبح الهيئة العامة للمياه ليعكس مجال تركيزنا الجديد، حيث جاء هذا التحول نتيجة لمخرجات دراسة الاستراتيجية الوطنية للطاقة ونتائج مختبر الطاقة ضمن إطار البرنامج الحكومي «تنفيذ» بهدف تحقيق الاستفادة القصوى من تناسق السياسات الخاصة بالطاقة في السلطنة من خلال إحالة مسؤولية صياغة سياسة الطاقة وصياغة سياسة الوقود الخاصة بقطاع الكهرباء بصفة خاصة إلى جهة حكومية واحدة. وأعرب رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للمياه عن تطلعه لأن يكون عام 2019م حافلا بالإنجازات والتطورات داخل الهيئة، حيث أشار إلى أن مشروع إعادة هيكلة قطاع المياه يحرز تقدما ملحوظا، ويتوقع الانتهاء منه نهاية العام الجاري، كما أعرب عن أمله في أن تتحقق فوائد إعادة الهيكلة في السنوات القادمة.

تحسين نظام الفوترة

ومن جانبه أكد سعادة محمد بن عبد الله المحروقي رئيس الهيئة العامة للمياه على التحســينات المتعلقــة بنظــام الفوتــرة والتقــدم الــذي تم إحــرازه بعــد تغييــر اســتراتيجية إدارة الفوتــرة والتحصيــل، وفــي أعقــاب تدقيــق عمليــات الفوتــرة وقــراءات العــدادات الــذي أجــري فــي عــام 2018م وإجــراء التحســينات فــي نظــام الفوتــرة وقــراءة العــداد بالإضافــة إلــى الإجــراءات فــي تحســين القــراءة وتحليــل البيانــات.

وأضاف: قطعنــا أشــواطا كبيــرة فــي تحســين عمليــات الفوتــرة وخاصــة فــي الحــالات التــي لا تتوفــر فيهــا قــراءات العــداد وفــي تحديــد الحــالات التــي يتــم فيهــا توصيــل الميــاه دون فوتــرة، وبفضــل هــذه الجهــود، تمكنــا مــن تخفيــض نســبة الميــاه غيــر المحتســبة لتبلـغ 21.6% خــلال 2018م مقارنــة بـ 24.3% بالعام السابق له بمــا يعــادل 78 مليون متر مكعب مقارنة بـ98 مليون متر مكعب.

وارتفــع حجــم الميــاه المحتســبة خــلال عــام 2018م بنســبة 14% أي 36 مليــون متــر مكعــب مقارنــة بالعــام الماضــي. ويعــود الفضــل الأكبــر لهــذا الارتفــاع إلــى انخفــاض الخســائر الماديــة بعــد تحســن عمليــات رصــد التســربات والتحكــم فــي الضغــط وإعــادة تأهيــل الشــبكات ضعيفــة الأداء فضــلا عــن تحســن عمليــات تســجيل اســتهلاك الميــاه فــي محطــات تعبئــة الميــاه الأمــر الــذي أدى إلــى تحســن العديــد مــن مؤشــرات الأداء.

وبالرغــم مــن انخفــاض إجمالــي المبيعــات إلا أن إيــرادات الميــاه مــن قــراءة العــدادات زادت بنســبة 0.25% عــن العــام الماضــي وبســبب انخفــاض التكاليــف بنســبة تجــاوزت 6% من 294 مليون ريال عماني إلى 276 مليون ريال عماني، فقــد ســاهم ذلــك فــي انخفــاض الدعــم المالــي المطلــوب بحوالي 16 مليون ريال عماني أي بنسبة 5% ليبلغ 156 مليون ريال عماني مقارنة بـ172 مليون ريال عماني في 2017م، ويعود الســبب الرئيســي لهــذا الانخفــاض للعــام الثانــي علــى التوالــي إلــى الانخفــاض فــي تكلفــة شــراء الميــاه بنســبة 13% أي 18 مليــون ريــال عمانــي مقارنــة بعــام 2017م.

وحول مؤشرات الأداء، أوضح سعادته: ســجل مؤشــر قيــاس جــودة الميــاه، تحســنا ملحوظــا فــي مســتوى الالتــزام بالمواصفــات العمانيــة ليبلــغ 99.8%، وفــي بعــض المؤشــرات الخاصــة بالالتــزام بالمــواد الكيميائيــة والبكتيريــة فقــد حققــت الهيئــة نتائــج تقــارن بالــدول المتقدمــة مــن حيــث تحقيقهــا علــى نســبة التــزام100% وهــي نســبة تجــاوزت الهــدف المرســوم. أمــا مــن ناحيــة الالتــزام بمعيــار الكلــور الحــر. فبعــد التحســن الكبيــر الــذي تــم تســجيله خــلال عــام2017م، ســجلت نســبة الالتــزام بمعيــار الكلــور الحــر نتائــج أفضــل خــلال عــام 2018م لتبلــغ 98% وتتجــاوز بذلــك الهــدف المرســوم، وتعتبــر هــذه النســبة إنجــازا كبيــرا، حيــث لــم تتجــاوز 55% منذ 4 سنوات، ويعــد الالتــزام بمعيــار الكلــور عنصــرا أساســيا فــي توفيــر الميــاه الصالحــة للشــرب.

أمــا بالنســبة لمؤشــر قيــاس نســبة التغطيــة، فــإن الأداء يقــارن بعــدد توصيــلات شــبكة الميــاه بعــدد توصيــلات شــبكة الكهربــاء فــي المناطــق الواقعــة تحــت مســؤولية الهيئــة. وقــد قمنــا خــلال عــام 2018م بإضافــة 36.510 مشــتركين ممــا ســاهم فــي تحســين الأداء بنســبة 1%، لنصــل إلــى نســبة تغطيــة 62% مقارنــة بحســابات الكهربــاء.

التخطيط للمشاريع

وأفاد سعادته: يقيــس مؤشــر قيــاس أداء اســتمرارية التزويــد الفتــرة الزمنيــة التــي تتوفــر فيهــا الميــاه لــدى المشــتركين، وحقــق هــذا المؤشــر تحســنا هامـا لينتقــل مــن 91% فــي عــام 2017م إلــى 95% فــي عــام 2018م.

ويقيــس مؤشــر قيــاس أداء ضمــان الإمــدادات بتوفــر الســعات الإنتاجيــة اللازمــة لتلبيــة طلــب المشــتركين علــى الميــاه بالإضافــة إلــى الاحتياطــات اللازمــة للتعامــل مــع حــالات عــدم ثبــات العرض والطلب. وقد استمرت الهيئة في تحقيق نسبة 100% خلال عام 2018م ونعمل حاليا على مواصلة تحسين المؤشر اعتمادا على تخطيط المياه الذي يعكس القيود الفعلية في نظام التوزيع بما يوفر تمثيلا دقيقا للوضع الحقيقي. وفيمــا يتعلــق بإنجــاز المشــاريع، وضعــت الهيئــة نســبة 100% لإنجــاز المشــاريع المخطــط لهــا(وتقــاس بقيمــة العمــل المنجــز)، وحققــــت الهيئــــة نســبة تجــاوزت 99.8% فــي عــام 2018م.

وأكد المحروقي: أنه بالرغــم مــن التحســينات القائمــة فــي عمليــة قــراءة وفوتــرة العــدادات مــن أجــل تقليــل الميــاه غيــر المحتســبة إلا أننــا لا زلنــا لــم نصــل إلــى الهــدف المنشــود والعمــل قائــم مــن أجــل تحســين الإجــراءات والأداء والمتابعــة للوصـول إلــى تحســين عمليــات القــراءة والفوتــرة والتحصيــل بشــكل أفضــل فــي عــام 2019م. وما زالــت الهيئــة تواجــه عــدة تحديــات حيــث يســتمر عــدد مشــتركينا فــي الارتفــاع بنســبة 7.5% ســنويا فضــلا عــن الطلــب الــذي يشــهد ارتفاعــا مضطــردا بنفــس النســبة، وهــو مــا مــن شــأنه أن يزيــد الضغــط علــى أنظمتنــا ويســتوجب زيــادة ســعات الإنتــاج مــن خــلال إضافــة محطــات تحليــة جديــدة. وكان مــن المتوقــع تشــغيل محطــة قريــات الجديــدة تجاريــا فــي عــام2017م إلا أنــه وبســبب بعــض المشــاكل الفنيــة لــم تتمكــن الشــركة المالكــة للمحطــة مــن تشغيل المحطــة بكامــل طاقتهــا لإنتاجيــة إلا أنهــا مســتمرة فــي إنتــاج مــا يقــارب 80% مــن طاقتهــا حاليــا. وأمــا محطــة بــركاء (المرحلــة الرابعــة) فقــد تــم تشــغيلها تجاريــا فــي النصــف الأول مــن عــام 2018م ويتوقــع تشــغيل محطــة صحــار الجديــدة خــلال عــام 2019م. كمــا تقــوم الشــركة العمانيــة لشــراء الطاقــة والميــاه بإعــداد مشــاريع إضافية فــي كل مــن الباطنــة والشــرقية وســد وادي ضيقــة.

عجز مالي

وفيمــا يتعلــق بالمديونيــات التجاريــة فأوضح سعادته: ما زال وضــع «ديــم» لــم يرتــق للمســتوى المطلــوب، حيــث زادت بمــا يقــارب 15 مليــون ريــال عمانــي فــي عــام 2018م وبلغت نسبة المديونات غير الحكومية 58% والحكومية 41.5% ولذلــك تعانــي الهيئــة مــن عجــز مالــي قــد يعرقــل أداء مســؤولياتها المتصلــة بتوفيــر الميــاه الصالحــة للشــرب. وأدى تأخــر دفــع الفواتيــر وارتفــاع ديــون المشــتركين، وخاصــة فــي القطــاع الحكومــي والتأخيــر الحاصــل فــي اســتلام الدعــم المالــي إلــى ارتفــاع الالتزامــات التجاريــة للهيئــة، وخاصــة لفائــدة الشــركة العمانيــة لشــراء الطاقــة والميــاه وذلــك بقيمــة 101 مليــون ريــال عمانــي (تحســن طفيــف مقارنــة بالعــام الماضــي). وتبــذل الهيئــة قصــارى جهدهــا لزيــادة كفــاءة تحصيــل المبالــغ المســتحقة مــن المشــتركين وتوفيــر المــوارد اللازمــة فــي هــذا الســياق ومــن أجــل تحســين الأداء تــم إضافــة هــدف التحصيــل إلــى مؤشــرات الأداء الأساســية لديـها.

كمــا تواصــل الهيئــة استكشــاف خيــارات التمويــل المبتكــرة التــي مــن شــأنها أن تخفــض مــن اعتمادها علــى وزارة الماليــة لدعــم توســيع الشبكات، وخاصــة شــبكات التوزيــع. وفــي إطــار هــذه الجهــود، تــم الحصــول علــى قــرض قصيــر الأجــل مــن نافــذة الصيرفــة الإســلامية لبنــك عمــان العربــي «اليســر» لتمويــل مشــروع شــبكات الميــاه فــي ولايــة الســيب.

وتواصــل الهيئــة العمــل علــى مشــروع إعــادة هيكلــة قطــاع الميــاه والتحضيــر لعمليــة إعــادة الهيكلــة المقــرر إنهاؤهــا فــي أواخــر عــام 2019م. وتم تقديــم الدعــم المطلــوب لإنجــاز المهــام لهــذا المشــروع لضمــان اســتمرار التقــدم الــذي حققتــه ديــم فــي قطــاع الميــاه، كمــا اعتمدت اســتراتيجيات جديــدة فــي جميــع مجــالات عمــل الهيئــة مــن شــأنها أن تحســن مــن الأداء التشــغيلي وتعزيــز الكفــاءة.