صحافة

خبر: الاتفاق النووي بين الأمس واليوم

14 يوليو 2019
14 يوليو 2019

تحت هذا العنوان كتبت صحيفة (خبر) مقالاً جاء فيه: مرّ الاتفاق النووي المبرم بين إيران والقوى العالمية بمراحل متعددة ومعقدة بدأت بمفاوضات ماراثونية تخللتها صعوبات جمّة وصلت إلى حدّ اندلاع حرب بين طهران والغرب، فضلاً عن الحظر الذي فرض على إيران والذي شمل مختلف الجوانب بينها النفطي والمصرفي.

وقالت الصحيفة: بعد انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي في مايو 2018 دخل الاتفاق مرحلة جديدة شهدت فرض المزيد من الضغوط على إيران، الأمر الذي دفع الأخيرة إلى التلويح بإمكانية الانسحاب من الاتفاق أيضاً، ما دعا الترويكا الأوروبية (ألمانيا وفرنسا وبريطانيا) إلى تقديم عدّة اقتراحات لثني طهران عن قرارها بالانسحاب من الصفقة، وفي مقدمة هذه الاقتراحات الآلية المالية للتعاون التجاري مع إيران المعروفة اختصاراً باسم (إينستكس).

وأشارت الصحيفة إلى أن إيران وبعد أن يئست من إمكانية الآلية المالية الأوروبية على تعويضها عن الأضرار التي لحقت بها جرّاء انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي لجأت إلى اتخاذ عدّة خطوات عملية لإرغام أوروبا على حسم أمرها بين الوقوف إلى جانب أمريكا أو السعي لإنقاذ الصفقة النووية من الانهيار.

وألمحت الصحيفة إلى قرار إيران بتقليص التزاماتها في إطار الاتفاق النووي خصوصاً فيما يرتبط برفع مستوى تخصيب اليورانيوم وإعادة العمل بمفاعل (أراك) لإنتاج الماء الثقيل وزيادة أعداد أجهزة الطرد المركزي في المنشآت النووية، الأمر الذي دعا أوروبا لطرح مبادرات جديدة لثني إيران عن مواصلة تنفيذ قراراتها الرامية إلى تقليص الالتزام بالتعهدات النووية، وتزامن ذلك مع قيام العديد من المسؤولين الأوروبيين بزيارات إلى طهران كان آخرها زيارة مستشار الرئيس الفرنسي «إيماويل بون»، التي اجتمع خلالها مع عدد من كبار المسؤولين الإيرانيين بينهم أمين المجلس الأعلى للأمن القومي «علي شمخاني» ووزير الخارجية «محمد جواد ظريف» ومساعده «عباس عراقجي».

وأعربت الصحيفة عن اعتقادها بأن المبادرات الأوروبية لا يمكن أن يكتب لها النجاح ما لم تقترن بإجراءات عملية تطمئن إيران بجدوى هذه المبادرات في التخفيف من وطأة الحظر المفروض عليها والذي أدى إلى خلق صعوبات للاقتصاد الإيراني تمثلت في ارتفاع أسعار العديد من البضائع وتراجع قيمة العملة الوطنية (التومان) مقابل العملات الأجنبية، فضلاً عن الصعوبات التي رافقت الإنتاج بسبب النقص الحاصل في المواد الأولية وامتناع العديد من الشركات الغربية عن تنفيذ مشاريع استثمارية في إيران خشية العقوبات الأمريكية.

وختمت الصحيفة مقالها بالقول بأن الاتفاق النووي بات بحاجة ماسّة لتكاتف جهود جميع الأطراف المعنية لاسيّما روسيا والصين لإقناع إيران بعدم مواصلة تقليص التزاماتها النووية لأنها تعتقد بضرورة التزام كافّة أطراف الاتفاق بتعهداتها كشرط أساسي لمنع انهيار الاتفاق.