صحافة

دنيا الاقتصاد: مستقبل الاتفاق النووي

14 يوليو 2019
14 يوليو 2019

تحت هذا العنوان نشرت صحيفة (دنيا الاقتصاد) تحليلاً فقالت: بعد تصاعد حدّة التوتر في الشرق الأوسط نتيجة الأزمة القائمة بين طهران وواشنطن على خلفية الخلاف النووي من جانب، وإطلاق تهديدات بإمكانية اللجوء إلى القوة ضد الطرف الآخر، وما رافق ذلك من تحركات عسكرية وأمنية، وإسقاط طائرة الاستطلاع الأمريكية من قبل المضادّات الإيرانية قبل نحو ثلاثة أسابيع وغيرها من التطورات ومن بينها المحاولات السياسية التي بذلتها أطراف دولية وإقليمية لتخفيف التوتر لا تبدو في الأفق أي بوادر لحلحلة الأزمة بين إيران وأمريكا.

وقالت الصحيفة إن قيام طهران بتقليص بعض التزاماتها النووية بعد إخفاق المحاولات الأوروبية في تعويضها عن الأضرار التي لحقت بها نتيجة انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي قبل أكثر من عام، كثرت التوقعات بشأن احتمال خروج إيران من الاتفاق وهو ما صرّح به عدد من المسؤولين الإيرانيين من بينهم مساعد وزير الخارجية (عباس عراقجي). ولفتت الصحيفة إلى أن تصريحات المسؤولين الإيرانيين التي تضمنت أيضاً التأكيد على حق طهران في الاستفادة السلمية من التقنية النووية وفقاً لقرارات الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومقررات معاهدة حظر الانتشار النووي (أن بي تي) وقرار مجلس الأمن الدولي 2231 تشير إلى أن إيران عقدت العزم على استيفاء حقوقها حتى وإن تواصلت الضغوط المفروضة عليها، فضلاً عن مطالباتها المتكررة برفع الحظر المفروض عليها كشرط لأي مفاوضات قادمة لحسم الأزمة النووية مع الغرب.

واعتبرت الصحيفة تلويح بعض المسؤولين الإيرانيين إلى إمكانية التفاهم بشأن الآلية المالية الأوروبية للتعامل التجاري مع إيران (إينستكس) شريطة أن تترجم بنود هذه الآلية إلى واقع عملي ملموس يتيح المجال للشركات الأوروبية وغيرها بتنفيذ مشاريع اقتصادية وتقنية في إيران، ويفسح المجال أيضاً للتعاطي البنّاء بين البنوك الإيرانية ونظيراتها الأوروبية بعيداً عن أي تدخلات سياسية أو شروط أمريكية خارج نطاق التفاهم الأوروبي - الإيراني في هذا المضمار.

وأعربت الصحيفة عن اعتقادها بأن سياسة الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» وإدارته تجاه إيران لن تشهد أي تغيير جوهري سواء ما يتعلق بالأزمة النووية بين الجانبين أو القضايا الأخرى العالقة في المنطقة، مرجحة زيادة مستوى التوتر بين طهران وواشنطن في المرحلة القادمة لوجود قرائن تؤيد ذلك من بينها التحشدات العسكرية الغربية بقيادة أمريكا في عموم المنطقة واستعدادات إيران المتواصلة لمواجهة أي هجوم عسكري قد تتعرض له، ما يعني -والقول للصحيفة- أن الاتفاق النووي قد ينتهي ويتحول إلى حبر على ورق في حال اختارت العواصم الأوروبية الحليفة لواشنطن التضحية بالصفقة النووية لصالح علاقاتها الاستراتيجية مع أمريكا في مختلف المجالات.