المنوعات

أكبر فندق للحيوانات في العالم موجود في كيب تاون

11 يوليو 2019
11 يوليو 2019

كيب تاون - (د ب أ): صور بورتريهات كلاب في إطارات مذهبة، ثريات من الكريستال الفاخر تتدلى من السقف، وستائر من نسيج نادر حيكت يدويا، ومع ذلك فإن نزل صاحبة الكلبة (زيجي) به شيء مختلف، فبينما تستمتع سيدته بإجازتها حيث تتزلج على الجليد في فرنسا، يحظى كلبها من فصيلة داشهند، بمعاملة مدللة في واحد من أكبر فنادق الكلاب في العالم؛ حيث يوفر له جلسات النادي الصحي، وتزيين الشعر، وصالة الألعاب الرياضية، والرياضات المائية وغيرها من برنامج الترفيه الحافل.

ولا يستقبل فندق (أت فريتس) أو (AtFrits) زبائنه من ذوات الأربع في نيويورك أو طوكيو أو لندن، بل في كيب تاون بجنوب إفريقيا، حيث يتنشر الفقر المدقع على نطاق واسع، ويكفي المال الذي ينفق على كلب في الليلة في هذا الفندق لتوفير الطعام لعدة أسر والبقاء على قيد الحياة لأيام، ومع ذلك فإن الكثير من محبي الحيوانات يقبلون على العروض التي تقدمها تلك المدينة الغرائبية في جنوب القارة السمراء، وينتقد كثيرون البذخ والإسراف المفرط في الحين الذي يعاني فيه كثيرون شظف العيش.

في تعليق لها من أعلى جبال الألب حيث تمارس التزلج على الجليد، قالت شيري حسون، مالكة الكلب: «لكم أسعدني حقيقة أن أعرف أن أجنحة الغرف مزود بها مساحات للعب يشرف عليها متخصصون، ويمكننا إن أردنا في أي وقت متابعتها من هنا من خلال كاميرات متصلة بدوائر تلفزيونية للاطمئنان عليها».

ولدى الفندق تطبيق ينقل صورا مباشرة من جميع أنحائه لأصحاب الحيوانات عبر هواتفهم النقالة في حال ساورهم القلق بشأن حيواناتهم. بالنسبة لهذه السيدة ذات الـ54 عاما، فإن رفاهية كلابها هي أهم شيء في العالم، حيث تقول: «ليس لدي مشكلة على الإطلاق في إنفاق المزيد فقط لكي أطمئن أنهم يعيشون في أجواء من الحب».

يقع الفندق في وسط المدينة، بين المطاعم والحانات الأكثر شعبية في كيب تاون. قبل الدخول، يتضح من هم الأبطال الحقيقيون هنا؛ فبدلًا من السجاد الأحمر، يتم استقبال الضيوف بالعشب الأخضر، أما في البهو فتوجد أرفف وحوامل مرصوص عليها صنوف أنواع الحلوى وأحدث صرعات ملابس وألعاب وأطعمة الكلاب، وعلى أبواب الغرف، بدلا من الأرقام، هناك أساطير مثل (المرأة القطة) أو حديقة الديناصورات (جوراسيك بارك).

يتسع الفندق لـ 250 كلبا و33 قطا، وتتراوح تكلفة الغرفة بين 9.50 و34 يورو، وإذا كنت ترغب في إعطاء حيوانك الأليف جلسة في النادي الصحي أو وقت لعب خاص، فيجب عليك دفع مبلغ إضافي، يوفر (AtFrits) أيضًا خدمة نقل مريحة وسريعة للضيوف من ذوات الأربع.

من جانبها لا تعتبر مالكة المنشأة، يانيك كلو، أن الوضع مزرٍ، وتقول: «نحن عشاق الحيوانات ولا نريد أن يتحول الأمر إلى نوع من السخرية»، هذا يعني، على سبيل المثال، أن الموظف في النادي الصحي يجب أن يكون محترفا في قص الأظافر أو تنظيف الأسنان أو تصفيف شعر الحيوانات. وتضيف: «نحن نعمل على إرضاء الجميع ولا يغادرنا نزيل من دون تحقيق رغباته، هناك الكلب ماكسيميليان على سبيل المثال طلب صاحبه قصة شعر على طريقة هنود الموهيكان وهناك كلب آخر طلب قصة على هيئة لبدة أسد».

وكلو /‏‏35 عاما/‏‏ مشغولة دائما، فهي لا تتوقف عن التجوال في أرجاء الفندق، الذي حصل على اسمه من الكلب الراحل (فريتس)، ومع ذلك تحرص على تحية وملاطفة الجميع بكل ود، خصوصا القط الشيرازي كروك شانك الذي يستمتع بدفء أشعة الشمس في الساحة المخصصة للقطط.

في الطابق السفلي، تكشف المديرة عن سبب اعتبار الـ(AtFrits) أيضًا مركزًا لإعادة التأهيل، في حوض السباحة، تقوم معالجة الحيوانات تينيكا كريل بتمارين مع كلبة من سلالة Terrier Clara، موضحة أن هذا يساعد على الشفاء بعد الإصابات أو العمليات.

ويشهد الفندق إقبالا كبيرا بسبب عروضه الكبيرة للضيوف من ذوات الأربع، سواء على الصعيد العالمي أو المحلي آخذا في الاعتبار تزايد الطلب على القطاع الخدمي المرتبط بالحيوانات الأليفة على مستوى العالم، ويوجد في الولايات المتحدة الآن سلسلة فنادق فاخرة اسمها (ذي بيركلي)؛ حيث تقول كلو: «إنها درست إمكانياتها»، مؤكدة أن الـ(AtFrits) يتفوق عليها جميعا بخدماته ومساحته التي تقدر بـ2400 متر.

وبالفعل تقدمت بطلب إلى موسوعة الأرقام القياسية جينيس للحصول على اعتراف منها بأنه أكبر فندق للحيوانات في العالم، ولكن في جنوب إفريقيا، هناك جدل أكبر من جانب برلين أو نيويورك بشأن حقيقة أن الحيوانات تتلقى معاملة مدللة بهذه الطريقة أكثر من الآدميين، وفقًا للبنك الدولي، في عام 2015، كان ما يقرب من خُمس جنوب إفريقيا يعيشون تحت خط الفقر أي بدخل يومي يقل عن 1.90 دولار يوميا.

إذن هل من المشين تشغيل فندق خاص للحيوانات في هذه البيئة؟ يقول الباحث روكو زيزاميا من جامعة كيب تاون: «لا، لكنه يظهر صورة حقيقية لعدم المساواة في جنوب إفريقيا». خلص تقرير للبنك الدولي صدر في عام 2018 إلى أن عدم المساواة في جنوب إفريقيا ليس فقط واحدًا من أكبر المعدلات في العالم، بل إنه نما في الأعوام الخمسة والعشرين الماضية.

يقول لينديلي زويني، عامل بمحطة بنزين يعيش في أحد الأحياء الفقيرة بمدينة كيب تاون، التي يطلق عليها أحياء الصفيح: «أعمل ما يصل إلى اثنتي عشرة ساعة في اليوم، ومع ذلك لا يتبقى لأطفالي سوى 700 راند في الشهر»، وهو ما يعادل 43 يورو أو 49 دولارا، يبتسم بسخرية عند سماعه بفندق الكلاب: «لا يمكن أن أتصور أن بعض مواطني جنوب إفريقيا ينفقون على كلب في الليلة ما تنفقه أسرتي في شهر».

أما الكلب زيجي فينزل في جناح مطلية جدرانه باللون الأزرق السماوي، حيث يسترخي هو وثلاثة كلاب أخرى مملوكة لمدام شيري، مقابل 135 يورو (153 دولارا) في الليلة، وتقول: «ربما كان فندق الكلاب مبالغًا فيه، ولكن كلابي مثل أبنائي».