oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

حول مفهوم الأسر المنتجة

09 يوليو 2019
09 يوليو 2019

من فترة لأخرى نقرأ أو نسمع خبرًا أو نشاهده متلفزًا حول معارض الأسر المنتجة، وآخرها معرض الأسر المنتجة الذي يقام ضمن فعاليات الأسبوع الاجتماعي السادس لصيف 2019 بولاية العامرات، وتنظمه دائرة التنمية الاجتماعية بمسقط، بالتنسيق مع لجنة التنمية الاجتماعية بالولاية، ممثلة في فريق العامرات الخيري وجمعية المرأة العمانية، ما يفتح السؤال الذي قد يدور ربما في بعض الأذهان: ما معنى الأسر المنتجة؟

وهل هذا المفهوم يحقق مقاصده البعيدة؟

أم يظل كلاسيكيا في التعاطي معه؟

في واقع الأمر، فالمفهوم يشير إلى مفردتين، أسر وإنتاج، في الكلمة الأولى نحن أمام فرد أو عدد من الأفراد الذين يجتمعون تحت مسمى أسرة.

وفي الكلمة الثانية، فنحن أمام فكرة الإنتاج ذات المقاصد المتعددة واللانهائية، والمقصود بالأسر المنتجة هي تلك التي تقوم بإضافة من خلال العمل الذاتي في إنتاج سلع أو خدمات... إلخ، وإن كان الغالب يقوم على السلع والمنتجات البسيطة والحرفية، وهذا ما يمكن الوقوف عنده بهدف تطويره والانتقال به إلى معنى أرقى وأعمق لمدلول الأسر المنتجة.

في عصر سمته الإبداع والابتكار، فمن المفترض أننا سوف نشهد نقلة في المفهومات من حيث التطبيقات، وليس مفهوم الأسر المنتجة إلا واحدًا منها، حيث إن إعادة التفكير في تشكيل المفهوم يقود إلى نتائج جديدة غير مسبوقة أو غير مكتشفة ومرئية من قبل، فالإبداع في خلاصته يأتي في بذوره أو فكرته الأساسية من خلال المفهومات والتخييل، قبل أن ينحو أو يسير باتجاه أرض التطبيق العملي.

لماذا سيكون علينا أن نفكر في ذلك؟ وما دلالته العملية على صعيد الإضافة النوعية للاقتصاد الوطني، وعامة مسيرة الحياة الاجتماعية والاقتصادية ومكتسبات المجتمع؟

باختصار، فإن الإجابة تكمن في تشكيل واقع اقتصادي جديد ضمن منظومة وسعي وطني عام في مرحلة جديدة من البناء الوطني، تسعى إلى تحرير الاقتصاد من القيم التقليدية له ونقله إلى مصاف اقتصاد حديث يواكب العصر والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي وغيرها من المعاني في هذا الإطار، وأمامنا تجارب في العالم يمكن الاستفادة منها في هذا الباب، مثل الصين وسنغافورة وغيرها من دول الشرق الآسيوي، التي استطاعت أن تعزز مفهوم الأسر المنتجة بشكل كبير ومتسع الدلالة، حيث يمكن لغرفة صغيرة من بيت أن تتحول إلى مصنع يصدر سلعته لكل العالم، كما أن الآلة والتقنية الحديثة تساعد إلى حد كبير في الوصول إلى الجودة والإنتاج الكمي والنوعي وفي أقصر زمن وبأقل التكاليف.

تبقى الإشارة إلى أن جهودًا مبذولة في هذا الإطار يجب الاحتفاء بها وتقديرها أن تنال التشجيع، غير أن المطلوب أكثر من ذلك يكمن في التضافر الجماعي من خلال إحداث التغيير النوعي عبر الأفكار الجديدة التشاركية وبناء مجتمعات من الأسر المنتجة التي قد تتحول بالتشارك والتعاون إلى شركات صغيرة ومتوسطة ذات قيمة عالية مضافة في الأداء والإنتاج والابتكار من خلال تعدد الأفكار وتعاظم رأس المال ودعم البنوك وتوفير الاستشارة من قبل الجهات الاختصاصية، وحتى الجمعيات التطوعية التي يمكن أن تخدم في هذا المجال.