العرب والعالم

بيدرسون يبحث آلية «اللجنة الدستورية» لتسوية الأزمة السورية

09 يوليو 2019
09 يوليو 2019

المعارضة تعلن سيطرتها على 15 نقطة بريف اللاذقية -

دمشق - عمان - بسام جميدة - وكالات:-

يصل المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا غير بيدرسون إلى دمشق، في زيارة سيشكل فيها ملف لجنة «مناقشة الدستور» محورها الأساسي على أن يلتقي اليوم الأربعاء كبار مسؤولي وزارة الخارجية والمغتربين.

بيدرسون الذي قام بزيارة إلى موسكو الخميس الماضي، والتقى وزير خارجيتها سيرجي لافروف، كان أعلن من هناك بأن «اللجنة الدستورية» ستكون باباً لتسوية الأزمة السورية، وعبر عن أمله بالتوصل خلال زيارته لدمشق إلى قرارات مهمة، مضيفاً: «اقتربنا جداً في المواقف مع روسيا حول سورية».

من جهته، قال وزير الخارجية الروسي عقب لقائه بيدرسون: «نقيم الحوار المبني على الثقة بيننا وبين الأمم المتحدة، وتعاوننا الفعال ضمن صيغة أستانا، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني السوري السوري في سوتشي».

وأشار «لافروف» إلى أن الدول الضامنة لعملية أستانا ستواصل جهودها لتحقيق الاستقرار والأمن في سورية، موضحاً أن العمل جارٍ لعقد قمة روسية تركية إيرانية جديدة ضمن صيغة أستانا قريباً.

مصادر دبلوماسية عربية فضلت عدم الكشف عن هويتها كشفت لصحيفة «الوطن» السورية في وقت سابق أن زيارة بيدرسون ليست مرتبطة فقط بالأسماء الستة، بل بمجموعة إجراءات وآلية عمل «اللجنة الدستورية» التي يجب أن يُقنع بيدرسون دمشق فيها.

ورجحت مصادر في فريق المبعوث الدولي أنه في حال موافقة دمشق على ما سيقدمه بيدرسون، فقد تنطلق أعمال اللجنة في مطلع سبتمبر القادم، على أن تضم ثلاث مجموعات: الدولة والمعارضة والمجتمع المدني، ويمثل كل مجموعة 50 شخصاً، بحيث تكون الاجتماعات مغلقة وبعيدة عن الإعلام، ويتم اختيار 15 شخصاً من كل مجموعة، لحضور جلسات النقاش، على أن يتشاور الأعضاء الـ15 مع زملائهم من الذين لن يحضروا الاجتماعات، لكنهم سيكونون موجودين في المكان ذاته.

من جهة ثانية، نشر الجيش التركي دفعة جديدة من التعزيزات العسكرية شملت وحدات من قوات «الكوماندوز» تعزيزا لحشوده على الحدود مع سوريا، على خلفية التوتر الحاصل إثر مناوشات متقطعة هناك.

وأفادت وكالة «الأناضول» التركية بأن قافلة مؤلفة من 50 مدرعة تحمل عناصر من قوات «الكوماندوز» وصلت إلى قضاء قرقخان بولاية هطاي، قادمة من قواعد مختلفة وسط تدابير أمنية مشددة.

وذكرت مصادر عسكرية للوكالة أن قوات «الكوماندوز» أرسلت بهدف تعزيز الوحدات العسكرية المتمركزة على الحدود مع سوريا دون الكشف عن أي تفاصيل أخرى.

في غضون ذلك، شنت الطائرات الحربية الروسية والسورية أكثر من 12 غارة جوية صباح امس، استهدفت خلالها مواقع المسلحين في خان شيخون وترعي ومحيط كفر بطيخ ومطار تفتناز العسكري بريفي إدلب الجنوبي والشرقي، ومحيط بلدة كفرحلب بريف حلب الغربي، وعلى مناطق في خان شيخون وكفرعين جنوب إدلب، والجبين والأربعين وكفرزيتا بريفي حماة الشمالي والشمالي الغربي، وطالت القذائف الصاروخية والمدفعية التي أطلقتها القوات الحكومية كلا من تل ملح والأربعين والجبين والجيسات وتل الصخر ومورك ومحيط كفرزيتا وحصرايا.

وقال قائد عسكري في الجبهة الوطنية للتحرير لـ ( د. ب. أ ) «شنت طائرات حربية روسية غارات على مدينة خان شيخون وبلدات التمانعة وسكيك وترعي بريف ادلب الجنوبي، سقط خلالها قتلى وجرحى من المدنيين.

وأضاف القائد الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن فصائل المعارضة استهدفت بصواريخ جراد مواقع القوات الروسية في باب الطاقة في ريف حماة الغربي ما أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوفهم.

فيما، أعلنت فصائل المعارضة أمس سيطرتها على 15 نقطة في ريف اللاذقية الشمالي.

وقال قائد عسكري في الجبهة الساحلية التابعة للجيش السوري الحر: «سيطرت فصائل غرفة عمليات (وحرض المؤمنين) على أكثر من 15 نقطة في جبل التركمان أبرزها تلة 428»، مشيرا إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى من عناصر القوات الحكومية والقوات الروسية وعناصر حزب الله اللبناني، بالإضافة إلى أسر أربعة عناصر من القوات الحكومية.

وأكد القائد العسكري، الذي طلب عدم ذكر اسمه ، لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ):«بدأت فصائل المعارضة معركة أطلقت عليها اسم ( فإذا دخلتموه فإنكم غالبون) وبعد التمهيد المدفعي كسرت خطوط الدفاع الأمامية للقوات الحكومية السورية والمجموعات الموالية لها، وتم تدمير دبابتين ومقتل طاقمهما في محوري تلة زاهية وجبل التركمان».

من جانبه، قال قائد ميداني يقاتل مع القوات الحكومية السورية لـ ( د. ب. أ): «تصدى الجيش السوري والقوات الموالية له لهجوم المجموعات المسلحة على محور بلدة الدرة والنقاط المحيطة بها في جبل التركمان بريف اللاذقية الشمالي أمس، وقتلت من المجموعات المهاجمة أكثر من 25 عنصراً ودمرت أكثر من أربع سيارات ومقتل من فيها».

وأضاف القائد الميداني، الذي طلب عدم ذكر اسمه،: «بعد صد المجموعات المسلحة بدأ سلاح المدفعية والطيران باستهداف خطوط دعم المجموعات المسلحة بالتزامن مع استمرار الاشتباكات وعمل الوحدات المقاتلة على التقدم باتجاه نقاط المسلحين».

وأشار إلى أن القوات الحكومية استهدفت سيارتين لمسلحي جبهة النصرة في قرية القصابية بصواريخ كورنيت وأخرى على أطراف بلدة الهبيط بريف ادلب الجنوبي وتم تدميرهما بمن فيهما.

إلى ذلك، اتهمت تقارير إعلامية معارضة ما سمتها «سلطات الأمر الواقع» من «قوات سوريا الديمقراطية- قسد» و«التحالف الدولي» بتعريض أكثر من 300 ألف مدني في الرقة لخطر الموت، نتيجة إهمال آلاف الألغام التي تركها خلفه تنظيم داعش.

وجاء في تقرير نشره موقع إلكتروني معارض: إنه «يعيش أكثر من 300 ألف مدني في الرقة السورية تحت خطر الموت، جراء انتشار آلاف الألغام التي تركها خلفه تنظيم داعش، وإهمال سلطات الأمر الواقع من «قسد» والتحالف الدولي، منذ إعلان سيطرتهم على المدينة في اكتوبر2017».

وبحسب التقرير «تعيش المدينة على وقع انفجارات يومية، يتبعها هرع فرق الاستجابة والأمن الداخلي التابعة لقوات «قسد»، وتوثيق منظمات التوعية العاملة في الرقة، ضحايا جُدداً بانفجار ألغام جديدة للتنظيم».

وأشار التقرير تحت عنوان «وعود فارغة»، إلى أن قوات «التحالف الدولي» وقوات «قسد» طمأنوا في مطلع كانون الثاني من عام 2018، أهالي مدينة الرقة بتمكن فرق الهندسة والمختصين بتأمين المناطق التي تم طرد تنظيم داعش منها، ووصفوها بـ«الآمنة»، وقال التقرير: «عاد عدد كبير من السكان الذين نزحوا إبان الحملة العسكرية عام 2017 ضد داعش، ليجدوا أن المدينة غارقة بالألغام التي زرعها تنظيم داعش».

وأشار التقرير، إلى أن ما يقرب من نصف أرقام الضحايا في مدينة الرقة نتيجة انفجار ألغام من مخلفات تنظيم داعش هم من الأطفال، يرجح كثيرون أن ذلك ناجم عن قله الوعي والجهل الذي ما يزال يسيطر على أذهان أهل المدينة، وعدم الاستجابة من الفرق العاملة في مجال نزع الألغام في الرقة.

من ناحية ثانية ، أعرب سياسي بارز بالحزب المسيحي الديمقراطي الذي تنتمي إليه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن رأيه في الطلب الأمريكي بإرسال قوات برية ألمانية إلى سوريا للاستعانة بها في مكافحة تنظيم (داعش) هناك، لم يتم استبعاده نهائيا من النقاش.

وقال باتريك زنسبورج لموقع «فوكس أونلاين» الإخباري الألماني في تصريحات تم نشرها أمس : «إنه التزامنا أيضا بالعمل لأجل السلام في المنطقة»، لافتا إلى أن مكافحة تنظيم داعش بعيدة تماما عن الولايات المتحدة، وقريبة من أوروبا، وأشار بقوله: «في هذا الشأن لا يمكننا دائما قول ‹يتعين على الأمريكيين فعل ذلك».