1262607
1262607
العرب والعالم

الخارجية الفلسطينية: تعميق الاستيطان يجعل مزاعم فريق ترامب بشأن المفاوضات سخرية

08 يوليو 2019
08 يوليو 2019

اعتقالات بالضفة والعيسوية والاحتلال يهدم منزلا بالخليل ويمهد لهدم 237 منزلا بحي وادي الحمص -

رام الله- (عمان) -نظير فالح -

قالت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينيين: إن تعميق الاستيطان في الأراضي الفلسطينية، يجعل تغريدات ومزاعم فريق إدارة ترامب بشأن المفاوضات سخرية.

وأضافت الوزارة في بيان صحفي وصل«عُمان» نسخة منه، أمس أنه في ظل التبني الأمريكي الكامل للمشروع الاستعماري الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة المغلف بمقولات تلمودية، تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي بأذرعها المختلفة وفي مقدمتها ميليشياتها المسلحة من المستوطنين ومنظماتهم الإرهابية تعميق الاستيطان والتهويد للمناطق المصنفة «ج» التي تشكل غالبية أرض الضفة الغربية المحتلة، وتصعيد حرب الاحتلال المفتوحة على الوجود الوطني والإنساني الفلسطيني في القدس المحتلة ومحيطها وفي تلك المناطق، في عملية استعمارية إحلالية واسعة النطاق ومتواصلة بشكل يومي.

وأشارت الوزارة إلى أن الجمعيات والمنظمات الاستيطانية تواصل تعدياتها على الممتلكات الفلسطينية في البلدة القديمة في مدينة الخليل كما هو حاصل ضد وقف تميم الداري، وكذلك اعتداءاتها الوحشية على مواطني البلدة القديمة بأطفالها ونسائها وشيوخها وطلبتها، وكذلك اعتداء عصابات المستوطنين الإرهابية أمس على بلدة عورتا وإقدامها على إعطاب إطارات سيارات عشرات المواطنين الفلسطينيين وخط شعارات عنصرية معادية للعرب وتدعو للانتقام. في وقت تتواصل فيه عمليات هدم المنازل بالجملة كما حدث صبيحة اليوم(أمس) من هدم لمنزل من طابقين في بلدة بيت أمر شمال الخليل، وتصاعد مجزرة هدم المنازل في كل من وادي ياصول ببلدة سلوان، ووادي الحمص التابع لبلدة صور باهر جنوب شرق القدس المحتلة، وكما هو الحال اليومي لمنازل المواطنين الفلسطينيين في المدينة المقدسة وأحيائها المختلفة، خاصة ما تتعرض له بلدة العيسوية منذ أشهر.

وأدانت الخارجية الفلسطينية في بيانها بأشد العبارات تغول الاستعمار الإسرائيلي على القدس والمناطق المصنفة «ج» والمدعوم بشكل كامل من إدارة الرئيس ترامب وفريقه المتصهين، واعتبرته استهتاراً واستخفافاً بالدول التي تدعي الحرص على القانون الدولي ومبادئ حقوق الإنسان والشرعية الدولية ومؤسسات ومجالس وهيئات الأمم المتحدة وقراراتها العديدة بشأن الحالة في فلسطين.

وأكدت الخارجية أن تخلي المجتمع الدولي عن مسؤولياته القانونية والأخلاقية تجاه شعبنا ومعاناته بات يمثل تواطؤاً مع الاستعمار الإسرائيلي وتغطيةً على انتهاكاته وجرائمه المختلفة، وتشجيعاً له للتمادي في الانقلاب على الاتفاقيات الموقعة وتدميرها بأثر رجعي، وتدفعه لاستكمال تنفيذ حلقات مشروعه الاستيطاني وإحلال ملايين المستوطنين في المناطق المصنفة «ج»، وهو ما يؤدي إلى تعميق نظام الفصل العنصري «الأبرتهايد» في فلسطين المحتلة، وتدمير أية فرصة لإقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة وذات سيادة، وأية فرصة لتحقيق السلام وفقاً لمبدأ حل الدولتين ومبدأ الأرض مقابل السلام، في هذا السياق اعتبرت الوزارة أن تغريدات وتصريحات فريق ترامب بشأن خطة أمريكية مزعومة ودعوات أمريكية للتفاوض بين الجانبين هي سخرية واستهتار بالمنطقة ومكوناتها وتاريخها وحضارتها، وهي أيضاً لعبة مكشوفة لمنح اليمين الحاكم في إسرائيل المزيد من الأوراق الانتخابية والمزيد من الوقت لتنفيذ كامل مشروعه الاستعماري التهويدي. من جهة أخرى شن جيش الاحتلال الإسرائيلي فجر أمس، حملة دهم وتفتيش في مناطق مختلفة بالضفة الغربية والقدس المحتلتين طالت قيادات وكوادر من حركة حماس، كما هدمت جرافات عسكرية للاحتلال منزلا قيد الإنشاء في الخليل.

في الضفة الغربية اعتقلت قوات الاحتلال 25 فلسطينيا جرى تحويلهم للتحقيق لدى الأجهزة الأمنية، بحجة المشاركة في أعمال مقاومة شعبية ضد المستوطنين وجنود الاحتلال. في محافظة رام الله، اعتقلت قوات الاحتلال المواطن لؤي منصور عواد، بعد أن داهمت منزل ذويه في قرية سلواد. بينما في محافظة قلقيلية اعتقلت القوات الشاب إبراهيم يونس، بعد أن داهمت منزل ذويه في المدينة وفتشته. بينما في محافظة الخليل، هدمت قوات الاحتلال منزلا قيد الإنشاء، في خربة القط، ببلدة بيت أمر شمال الخليل. وأفاد الناشط الإعلامي في بيت أمر، محمود عوض، بأن قوات الاحتلال ترافقها آليات ثقيلة داهمت أراضي وممتلكات المواطنين في خربة القط، وهدمت منزلا قيد الإنشاء مكونا من طابق مساحته 150 مترا مربعا تقريبا، وتعود ملكيته للمواطن محمد خليل عبد الفتاح صبارنة. وفي السياق ذاته، داهمت بلدة الظاهرية جنوب الخليل، واعتقلت المواطن أحمد وائل الطل بعد تفتيش منزله والعبث بمحتوياته، كما اقتحمت قوات الاحتلال بلدة حلحول وسلمت عددا من المواطنين استدعاءات لمقابلة مخابراتها.

وداهمت قوات الاحتلال عدة أحياء في مدينة الخليل، ونصبت حواجزها العسكرية على مداخل بلدتي سعير وحلحول شمالا، وفتشت مركبات المواطنين ودققت في بطاقاتهم الشخصية، ما تسبب في إعاقة تنقلهم.

أما في محافظة بيت لحم، اعتقلت قوات الاحتلال الشابين: أحمد خالد العمور، وحسين محمد العمور، وكلاهما من بلدة تقوع جنوب شرق المدينة، علاوة على محمد عاطف عبيات، من مدينة بيت لحم، وهو نجل شهيد، وذلك عقب دهم منازل ذويهم، وتفتيشها.

وفي محافظة القدس، شنت قوات الاحتلال حملة مداهمات واعتقالات في قرية العيسوية. وأفاد شهود عيان أن قوات الاحتلال اعتقلت عددا من الشبان عرف من بينهم: محمد زكريا عليان، ومجد حلايقة، وعلي محمد مصطفي، ومحمد رمزي محيسن، ووليد زياد عبيد، ويزن أيمن عبيد. كما اعتقلت قوات الاحتلال أيضا الفتاة براءة وائل محمود للضغط على شقيقها براء من أجل تسليم نفسه بسبب عدم وجوده في المنزل لحظة مداهمته. في سياق متصل قامت طواقم تابعة لبلدية الاحتلال بالقدس، بتصوير وأخذ قياسات المنازل المهددة بالهدم في حي وادي الحمص ببلدة صور باهر، وذلك بعد مداهمة الحي بقوات معززة من شرطة الاحتلال.

وقال رئيس لجنة خدمات بلدة صور باهر والبيوت المهددة بالهدم في حي واد الحمص، حمادة حمادة: إن قوات الاحتلال داهمت الحي للتخطيط لتنفيذ عملية الهدم التي تطال 237 شقة سكنية، وتأوي نحو 500 فرد.

وأضاف حمادة أن المهندسين والمقاولين الذين كانوا برفقة الجنود أخذوا قياسات المنازل وصوروها، وأجروا دراسة ميدانية لعملية الهدم لـ237 شقة سكنية، بعضها مأهول والبعض الآخر غير مأهولة.

وأكد أن قوات الاحتلال مارست التخويف والترهيب بين سكان المنازل، وطالبت السكان بهدم بيوتهم بأيديهم، وإما أن تجرفها بالكامل، ودفع مئات آلاف الشواكل تكلفة عملية الهدم. وبين حمادة أنه صدر قرار عن الحاكم العسكري للاحتلال بمنح السكان مهلة حتى تاريخ 18 يوليو الحالي، وبعدها من المقرر أن تهدم جرافاته المنازل في أيِّ لحظة. ويأتي اقتحام الحي، بعد أن أصدرت محكمة إسرائيلية قرارا يقضي بهدم المنازل في الحي، بحجة بنائها قرب جدار الفصل العنصري، ما يشكل خطرًا أمنيا على الجدار، حسب زعمهم.