1261986
1261986
الاقتصادية

شح المرعى والتوسع العمراني والمبيدات الزراعية تحديات تواجه النحالين

08 يوليو 2019
08 يوليو 2019

أشادوا بجهود «الزراعة» في دعم التسويق والترويج -

استطلاع- أحمد الريسي وحمدان الشرقي:

أجمع نحالون على أن تربية النحل هواية قبل أن تكون مهنةً أو مشروعًا يحقق عوائد اقتصادية جيدة ويشكل مصدر دخل لهم، مشيدين بدور وزارة الزراعة والثروة السمكية في دعم هذا النشاط في السلطنة، كإيجاد منصات تسويق للعسل العماني وتوفير دورات تدريبية، وتنمية وتطوير سلالة النحل المحلية.

وقالوا لـ( ): «إن قلة المرعى وشح الأمطار والحرارة العالية في موسم الصيف والمبيدات الزراعية، وطريقة نقل الخلايا والتوسع العمراني من أهم التحديات التي تواجه النحالين بالسلطنة»، مؤكدين أن هذه الصعوبات تختلف من موسم إلى آخر ومن محافظة إلى أخرى، ويمكن التغلب على كثير من هذه التحديات عن طريق تكاتف الجهود.

أكثر من 20 عامًا

وقال إبراهيم الحبسي، نحال من ولاية المضيبي: «إنه بدأ هوايته في تربية النحل منذ أكثر من 20 عامًا، عندما كان طالبًا في المرحلة الإعدادية»، مشيرًا إلى أنه تواجهه بعض التحديات، كالآفات والأمراض التي تصيب الخلايا من موسم إلى آخر ومن أبرزها الفاروه والعث، حيث يتوجب على النحال متابعة دورية للخلايا ووضع العلاج المناسب لها في حالة إصابتها بهذه الآفات، ومن بين الصعوبات أيضًا موسم الجفاف. وأوضح الحبسي أن بداياته كانت بمراقبة والده وهو يذهب إلى الجبال ليبحث عن العسل الجبلي، فاقترح عليه تقديم طلب دعم من وزارة الزراعة والثروة السمكية، واستطاع الحصول على خلية واحدة، بعدها التحق بدورة من قبل الوزارة، ثم استمر في هوايته بحكم دعم الأهل والأصدقاء.

وأشاد بدور الوزارة في دعم النحالين، التي تتمثل في تقديم الإرشادات وتوزيع العلاجات وافتتاح سوق العسل العماني الذي يعد نافذة للترويج والتسويق للعسل المحلي، مؤكد أن الإقبال على العسل جيد على رغم من كمية الإنتاج التي تبلغ أكثر من طن أحيانًا.

موسمان مهمان:

وقال خليل العبري: «إنه بدأ مهنة تربية النحل عندما كان عمره 12 عامًا، حيث كان يتعلم من والده كيفية البحث عن المنحل، وإضافة البراويز، وفرز العسل من الخلايا»، موضحًا أن من أنواع العسل المتوفرة لديه عسل التربية وعسل أبو طويق وهو ما يسمى (الجبلي)، وعسل العتم.

وأوضح العبري أن تربية النحل في السلطنة تمتاز بموسمين مهمين هما: موسم السمر وموسم السدر، ويبدأ الأول في الربع الأخير من شهر أبريل من كل عام، ويستمر حوالي 40 يومًا أو أقل، على حسب عوامل التعرية، أما الموسم الثاني يكون في شهر نوفمبر من كل عام، وفي بعض الأحيان على مدار العام وفي فصل الربيع تحديدا يحدث موسم الزهور.

وبيّن أن من أهم الصعوبات التي واجهها النحالون بالسلطنة طريقة نقل العسل من موسم إلى موسم آخر، وفرز العسل من الخلايا، مشيرًا إلى القرار الوزاري رقم ١٠٥ /‏‏‏ ٢٠١٧ بشأن لائحة تنظيم نقل خلايا النحل بين المحافظات والولايات أنه أسهم في تنظيم عملية نقل الخلايا وفق شروط وإجراءات واضحة.

وأعرب العبري عن شكره لجهود وزارة الزراعة والثروة السمكية في دعم قطاع النحل بالسلطنة الذي يتجسد في التسويق والترويج للمنتج العماني الذي يعتبر أجود أنواع العسل في العالم ويتحمل درجات الحرارة العالية.

مصدر دخل

وقال صالح الغماري: «بدأتُ بتربية العسل كهواية فقط، وبعد فترة من الاهتمام والعمل الجاد أصبحت لدي مجموعة كبيرة من خلايا النحل؛ قمت بعملية بيعه وتسويقه إلى أن بدأ يشكل هذا المشروع مصدر دخل آخر بعد العمل في القطاع الخاص».

ويطمح إلى تطوير مشروع تربية النحل وتوسعة دائرة التسويق إلى خارج السلطنة، موضحًا أن من أهم التحديات التي واجهته في البداية قلة عدد الخلايا، وعملية التسويق، والتوسع العمراني الذي يؤثر بشكل مباشر في كمية إنتاج العسل، ولكن في المقابل هناك حلول أخرى يقوم بها مربو خلايا النحل للتعامل مع هذه المعوقات، مثل: نقل العسل إلى مناطق أبعد، ومحاولة توفير مناطق ذات وفرة في الظلال لضمان حماية النحل من الحرارة، مشيدًا بدور الوزارة في دعم النحالين في عملية التسويق من خلال المشاركة في العديد من المعارض، حيثُ أصبح لديهم العديد من المستهلكين من السلطنة وخارجها.

جذوع النخيل

وقال سليّم العوفي: «إن إنتاج العسل جزء من موروث الأجداد والآباء؛ حيث إنه بدأ إنتاج العسل في عام ١٩٩٤، وتعتبر مهنة إنتاج العسل من المهن التي تشتهر بها قريتان في ولاية الرستاق، وبالتحديد وادي بني عوف، حيثُ أعمل على تربية النحل عن طريق جذوع النخيل، وهي طريقة معقدة جدًّا يتميز بها أهل الجبال، تعتمد هذه الطريقة على العلاقة بين النحل والنحّال بشكل مباشر».