oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

نظرة متجددة لأهمية التدريب

07 يوليو 2019
07 يوليو 2019

خلال العقود الماضية ركزت سياسة السلطنة على الإنسان باعتباره مفردة البناء والنماء، وأتبع ذلك تأهيل وتدريب الكوادر الوطنية التي احتلت مواقعها في كافة المناصب في الحكومة والقطاع الخاص، بحيث وصلنا اليوم إلى تعمين كامل أو شبه كامل في كثير من القطاعات فيما تبقى بعضها تتطلب تخصصية أو مهارات معينة، وفي القطاع الخاص يبقى ثمة الكثير من الجهود المطلوب بذلها بهدف الإحلال لاسيما في المناصب الوسطى والقيادية، وحيث تركز سياسات القوى العاملة بالتعاون مع شركاء الإنتاج وغرفة التجارة والصناعة وغيرها من الجهات المختصة في سبيل أن تمضي برامج القطاع الخاص نحو تعزيز التعمين في الشركات بشكل أكبر في المرحلة المقبلة.

غير أنه وفي هذا الإطار لابد من الحديث عن التدريب والتأهيل العصري، لاسيما عندما يكون الكلام حول الوظائف النوعية بشكل أدق، ففي هذا العصر الذي نعيش فيه باتت التخصصية سمة من سمات الحياة الإنسانية، ولابد من الاستزادة المتواصلة من المعارف التي أصبحت تتجدد بشكل يومي، وما لم يكن ثمة تسارع في المواكبة والتقاطع مع المستجدات على المستوى العالمي، فإن الركب سوف يفوتنا، لهذا فإن مفاهيم التدريب والتأهيل اليوم أصبحت لا ترتبط بفترة زمنية محددة يقضيها الموظف في دورة تدريبية مثلاً، بل هي عملية مستمرة تدخل في صميم العمل اليومي ولابد للمؤسسات أن تعمل على نشر هذا المفهوم وكذا الشركات بغض النظر عن حجمها بحيث يكون اكتساب المهارات عملاً حيوياً من خلال التفاعل والعصف الذهني والحوار داخل المؤسسات، ومن خلال الاستزادة المستمرة سواء من قبل الفرد نفسه أو ما تقدمه له مؤسسته من خبرات عبر زملائه الأكثر خبرة أو عبر ما تقيمه الجهة المعينة من دورات على رأس العمل، وهو المفهوم الأكثر حداثة في التدريب في عالم اليوم.

كذلك يجب الانتباه إلى أن التدريب عمل تشاركي ليس على مستوى الشركة وحدها، بل مجمل الشركات والقطاعات في ضرورة وأهمية التعاون والتكامل في سبيل تبادل الخبرات، فجوهر عملية التدريب يقوم على نقل الخبرات من فرد لآخر أو من جهة لأخرى، وهكذا.. من هنا فالحاجة ملحة إلى وضع هذا الأمر في الاعتبار والاهتمام بكيفية إحداث دوائر تشاركية وفاعلة في قضايا التدريب وتفعيله على أرض الواقع، ويمكن لهذا أن يتم وبأبسط الشروط المالية والجهد وفي أقصر مدد زمنية، دون الحاجة لبذل المبالغ الطائلة أو الانتقال من جغرافية لثانية.

يبقى التدريب أيضاً مهماً في داخل المؤسسات الأكاديمية والتعليمية أثناء سنوات دراسة الطالب أو الطالبة، بحيث يمزج التعليم بين العملية التعليمية والتدريب في الوقت نفسه، فعندما يدخل الفرد الحياة العملية يكون قد أخذ الزاد والمهارات الأساسية ليبدأ فيما بعد باكتساب المهارات الأكثر دقة وتفصيلاً داخل الشركة أو المؤسسة.

أخيراً فإن التدريب في عالمنا المعاصر بات عملية معقدة وعلماً كبيراً يصعب حصره في مجرد قاعة أو مدرجات حيث يكون للأفراد الجلوس أمام محاضر وتدوين أفكاره وملاحظاته على الورق.