1260714
1260714
عمان اليوم

تقنية المعلومات: 35 جريمة إلكترونية تعرض لها أطفال وحمايتهم تبدأ بالحوار الودي مع أولياء الأمور

07 يوليو 2019
07 يوليو 2019

الابتزاز والاحتيال وحالات الانتقام أبرز الجرائم -

سجلت هيئة تقنية المعلومات ممثلة في المركز الوطني للسلامة المعلوماتية 35 جريمة إلكترونية تعرض لها الأطفال (أقل من 18 سنة) وذلك خلال الفترة من 1 يناير إلى 30 يونيو الماضي منها: 27 حالة ابتزاز إلكتروني و3 حالات احتيال و5 حالات انتقام وتصفية حسابات بين الضحايا ومرتكبي الجرائم. وإذ يحث المركز أولياء الأمور على ضرورة فرض الرقابة الأبوية وتوعية أبنائهم حول كيفية الاستفادة من تقنيات المعلومات والاتصالات عمومًا وتجنب الاستخدامات السلبية لتلك التقنيات وخاصة مع تزامن فترة الإجازة الصيفية وزيادة نسبة إقبال الأطفال على استخدام الهواتف الذكية والألعاب الإلكترونية في ظل غياب الرقابة المطلوبة من أولياء الأمور.

وفي هذا التقرير سنسلط الضوء على جريمتي الابتزاز والتنمر الإلكتروني على الأطفال وعلى بعض المحاذير والجوانب التي يجب أن يتعرف عليها أولياء الأمور للتعامل الصحيح مع أطفالهم عند استخدامهم لتقنيات المعلومات والاتصالات عمومًا؛ وذلك من خلال حديثنا مع عزيزة بنت سلطان الراشدية مديرة خدمات الأمن السيبراني الاحترافية بالمركز الوطني للسلامة المعلوماتية التابع للهيئة حيث بدأنا بالسؤال عن الطرق المثلى لحماية الأطفال من الابتزاز والتنمر الإلكتروني، حيث قالت: «الأمر يبدأ بالحوار الودي بين أولياء الأمور وأبنائهم حول فوائد وأضرار تقنيات المعلومات والاتصالات وتعريفهم بأبرز المخاطر التي يمكن أن يتعرض لها الأطفال والبالغين على حد سواء، وكذلك إقناع الأطفال بأن الرقابة الأبوية من مصلحتهم وبأن عليهم الابتعاد عن استخدام كاميرات الويب وعن مواقع التعارف، وتجنب مشاركة كلمات المرور مع الآخرين أو التحدث مع الغرباء».

وبسؤالها عن تعريف الابتزاز والتنمر الإلكتروني تقول الراشدية» إن الابتزاز هو تهديد شخص أو ابتزازه بما يمتلكه من صور أو مقاطع أو معلومات لا ترغب الضحية في نشرها أو وصولها للآخرين، بينما التنمر الإلكتروني فهو عبارة عن استخدام الإنترنت والتقنيات المتعلقة بها بهدف إيذاء أو إحراج أشخاص آخرين بطريقة متعمدة ومتكررة وعدائية، والأطفال عادة ما يستجيبون للابتزاز والتنمر الإلكتروني بسبب عدم معرفتهم بطريقة التصرف في مثل هذه المواقف أو الخوف من الفضيحة أو عقاب الأهل، ولهذا يلجأ الطفل إلى محاولة التستر على تسرب صور الأسرة عبر الإنترنت وبالتالي الاستجابة لتهديد المعتدين عليه، لدرجة قد تصل إلى الانتحار بسبب الضغط النفسي والاكتئاب الذي يتعرض له الطفل.

وحول أنواع الابتزاز والتنمر الإلكتروني تقول الراشدية: إن الابتزاز الإلكتروني ينقسم من حيث الغرض منه إلى 3 أقسام وهي: الرغبة في الحصول على مكاسب مادية، والحصول على علاقات جنسية والانتقام من الضحايا والإضرار بهم، وقد يكون مصدر الابتزاز من خارج الدولة وهذا عادة ما يستهدف الذكور للحصول على مكاسب مادية أما الابتزاز من داخل الدولة فغالبا ما يستهدف الإناث للوصول إلى علاقات محرمة. أما التنمر الإلكتروني فينقسم إلى نوعين وهما: تنمر مباشر على الضحية ويتمثل في إرسال رسائل تهديد للطفل وسرقة حساباته الإلكترونية والتشهير به عبر المدونات والمنتديات ومواقع التواصل الاجتماعي أو انتحال شخصيته بهدف الاستهزاء به ونشر الإشاعات والصور الخاصة به، أما النوع الثاني فهو: التنمر غير المباشر، حيث يقوم المتنمر بإرسال ما يؤذي الطفل في مواقع يتشارك فيها آخرون كمواقع التواصل الاجتماعي. ويعتبر التنمر الإلكتروني غير المباشر أكثر خطرًا وذلك لأن التنمر ينتشر ويأخذ مدى أوسع، وغالبًا ما تكون تبعات التنمر الإلكتروني غير المباشر غير قابلة للسيطرة ومن الصعب إيقافها حتى لو ندم المتنمر وحاول إيقاف الضرر.

وحول العلامات التي يمكن أن تشير إلى تعرض الطفل للابتزاز أو التنمر الإلكتروني قالت الراشدية: «من أبرز العلامات: الخوف الملحوظ لدى الطفل وتغير سلوكياته كضعف ثقته بنفسه وميله نحو الانطواء وعدم التفاعل مع الآخرين وشكه فيهم، إضافة إلى تدهور مستواه الدراسي، والتعرض المتكرر لأمراض نفسية وجسدية والاضطراب في النوم والأكل».

وعن مسببات قيام البعض بالتنمر الإلكتروني ترى البراشدية أن استقواء المتنمرون على الضحايا لتحقيق سببين: إما أن المتنمر يحاول أن يغطي ضعفه وعدم قدرته على إيجاد تغيير في شخصيته وحياته وبذلك يحاول أن يغير في حياة الآخرين والتأثير على حالهم كأن يجعل الطفل حزينًا أو غاضبًا أو مكتئبًا، أما السبب الثاني فهو سعي المتنمر لكي يشعر الآخرين بأن لديه قوة وشجاعة فإما أن ينجذبوا إليه أو يخافوه باعتقادهم أنه قادر على الإيذاء ولهذا فإنهم يسعون إلى الحصول على رضاه حتى لا يؤذيهم. وسؤالنا التالي كان حول مسببات عدم لجوء الطفل إلى عائلته للتبليغ عن حالات الابتزاز أو التنمر التي يتعرض لها حيث تقول الراشدية: «يأتي الخوف من إبلاغ الأهل في مقدمة تلك المسببات حيث يخشى الطفل من إبلاغ أهله خوفًا من حدوث مشاكل إضافية أو أن يكون موقف الآباء سلبيًا أو قاسيًا عند معرفتهم بالمشكلة إضافة إلى قلق الأطفال من حرمانهم من هواتفهم أو أجهزتهم الأخرى أو حرمانهم من استخدام الإنترنت. وحول طرق حماية الأطفال من الوقوع كضحايا للابتزاز والتنمر الإلكتروني تنصح مديرة خدمات الأمن السيبراني الاحترافية بضرورة تعزيز الثقة بينهم وبين أبنائهم حتى يلجأوا إليهم عند حدوث أي مشكلة، وتوعيتهم بضرورة حماية بياناتهم الشخصية وعدم التحدث إلى الغرباء عبر الإنترنت وتحذيرهم من مشاركة صورهم الخاصة أو صور أحد الأقارب مع الآخرين وكذلك نصحهم بعدم الرد على الرسائل غير المرغوب بها أو التي تحتوي على معلومات مخلة بالأدب وحظر الشخص المشكوك به. ومن الخطوات التي تنصح بها الراشدية عند تعرض الطفل أو المراهق للابتزاز أو التنمر بقولها: «أنصح ضحايا التنمر أو الابتزاز الإلكتروني بعدم الاستجابة لطلبات المبتزين والمتنمرين عليهم وكذلك بضرورة التحدث مع شخص كبير يمكن الثقة به كأحد الوالدين أو الأخوة وعدم التكتم على الموضوع مهما كانوا يعتقون بأنهم قادرون على التصرف بشكل جيد، فهناك الكثير من الأمور التي لا يستطيع الأطفال أو المراهقون القيام بها لمعالجة القضية بطريقة صحيحة. وعلى الضحايا ألا يشعروا بالحرج أو الخوف من التحدث عما يمرون به مهما كان الأمر محرجا وسيئا فمن الأفضل أن يتم معالجة الموضوع سريعا قبل أن يتطور بشكل أكبر». وتوجه مديرة خدمات الأمن السيبراني في ختام لقائنا بها رسالتين اثنتين: الأولى لأولياء الأمور حيث تقول: «الجميع يخطئ.. ولكن الأطفال والشباب أكثر عرضة لارتكاب الأخطاء بحكم حبهم لاكتشاف العالم، فيجب علينا أن نحتويهم وألا نهاجمهم خوفًا من نظرة المجتمع أو الفضيحة فلن يفيدنا كلام الناس حينما نخسر أبناءنا بالانتحار أو وقوعهم في المحظور بسبب خوفهم منا». وفي رسالتها الثانية للأطفال والمراهقين تقول: «عليك أن تكون حذرًا عند استخدامك لغرف المحادثة واسأل والديك عن إمكانيه الدخول إليها، ولا تزود أي شخص تقابله عبر الإنترنت بأي عناوين اتصال أو معلومات خاصة، وعليك أن تترك غرف المحادثة حالًا عندما يتحدث أحدهم بكلام غير مريح أو مربك وتأكد من إخبار والديك بالأمر، وتجنب إرسال صورتك أو معلومات البطاقة الائتمانية لأي شخص واحتفظ دائما بأرقامك السرية ولا تُفصح بها لأي شخص، كما أن عليك الابتعاد عن كل المواقع التي تحدد بأنها للبالغين (+18)، فهذا التحذير وضع لحمايتك، كما لا تفتح أي مرفق في البريد الإلكتروني، إلا إذا كان مرسلا من شخص معروف لديك.