1260264
1260264
المنوعات

مكتبة «الندوة» العامة ببهلا تزخر بأكثر من 40 ألف كتاب

06 يوليو 2019
06 يوليو 2019

مشروع ثقافي تطوعي يعنى بالعلم والمعرفة -

بهلا «العمانية»: مكتبة «الندوة» العامة هي إحدى المكتبات الأهلية بولاية بهلا بمحافظة الداخلية والتي أنشئت من قبل مجموعة من أفراد الولاية لتكون مشروعًا ثقافيًا تطوعيًا تعنى بالعلم والمعرفة، ولتكون امتدادًا واستدامة لما خلفه الأوائل من معارف وعلوم من خلال توفير الكتب والمواد العلمية المتنوعة، والاهتمام بإقامة الأنشطة والفعاليات الثقافية داخل الولاية.

يقول سالم بن عبدالله الهميمي الأمين العام للمكتبة: «جاءت فكرة إقامة هذا المشروع التطوعي بهدف تثقيف المجتمع، والاهتمام بإحياء التراث العلمي والفكري الذي خلفه علماء الولاية، على إثر ذلك تشكل مجلس للمؤسسين يقوم على المشروع حيث افتتح المشروع في نوفمبر 1996م في مجلس حارة «الندوة»، وهنا بدأت المسيرة العلمية والثقافية التطوعية للمشروع».

وأضاف لوكالة الأنباء العمانية أنه مع إقبال الناس على ارتياد المكتبة وكثرة الكتب والمواد العلمية التي تدخل إليها بشكل مستمر اتجه القائمون عليها إلى إيجاد مبنى آخر للمكتبة يستوعب عدد المرتادين وعدد الكتب والمواد العلمية، فتم نقلها إلى مبنًى وسط الولاية عام 1997م.

وفي عام 1998م قام المؤسّسون بتسجيل المكتبة لدى وزارة التراث والثقافة، وفي ظل التطور النوعي والكمي الذي يشهده المشروع باستمرار، وسعيًا من المؤسسين إلى تقديم أفضل الخدمات وأجودها لمرتادي المكتبة، وبعد تزايد عدد الكتب ومحتويات المشروع كان لابد أن يرافقه توسع في المكان، وبالفعل كانت التوسعة بالانتقال إلى مقر المحكمة الشرعية سابقًا بمنطقة «المستغفر» في الولاية في عام 2002م، وأصبحت وجهة مهمة يقصدها طلاب المدارس والمعاهد والجامعات، والباحثون والزوار من داخل الولاية وخارجها. وقد اعتادت مكتبة «الندوة» العامة ببهلا منذ افتتاحها رسميًا على إقامة العديد من الفعاليات والمسابقات التي تخدم المجتمع في الجانب الثقافي والمعرفي فحازت بذلك السبق على غيرها من المكتبات الأهلية في السلطنة لتفوز بالمركز الأول لجائزة السلطان قابوس للعمل التطوعي عام 2012م، ويصل عدد الكتب فيها إلى أكثر من 40 ألف كتاب، ويرتادها باحثو المعرفة من شتى أنحاء السلطنة.

من جانبه قال ناصر بن علي الخروصي أحد موظفي المكتبة: تهدف مكتبة «الندوة العامة» إلى توفير الكتب والمواد العلمية المختلفة، وترغيب الناس في ارتياد المكتبة للقراءة والمطالعة والاستفادة من موادها العلمية، وتوفير بيئة علمية وثقافية مناسبة للمرتادين، ورفع المستوى العلمي والفكري لدى أفراد المجتمع. كما تهدف إلى التبادل الثقافي مع المكتبات والمؤسسات الثقافية داخل السلطنة وخارجها، إضافة إلى إحياء التراث الثقافي والحضاري، وتنمية المهارات الإبداعية لدى الأطفال.

أما عن جوانب الإجادة والإبداع فيقول حمود بن عبدالله العدوي مشرف ثقافي في المكتبة: لم يقتصر دور مكتبة «الندوة» العامة على توفير الكتب فقط بل امتدت خدماتها لتشمل تنظيم المناشط والفعاليات الثقافية التي تعتبر وسيلة للارتقاء بالمستوى الثقافي أهمها «منهل الندوة» وهو عبارة عن ندوات ومحاضرات وأطروحات دورية تقام كل أسبوعين داخل المكتبة في التخصصات الفكرية والعلمية والتربوية والاقتصادية والاجتماعية والصحية وغيرها، يقوم بتنفيذها متخصصون باستخدام وسائل وتقنيات حديثة لتبسيط المادة المعروضة، وقد ابتدأ منهل الندوة فعالياته في 2007م، وبلغ عدد الندوات والمحاضرات التي قدمت في المنهل أكثر من (50) ندوة، وقد فازت المكتبة مؤخرا بجائزة الإنجاز الثقافي البارز في عمان في دورتها العاشرة 2019م، ويأتي هذا الفوز لعدة «عوامل فنية وعلمية منهج عمل مدني ينشد تنويرا عقليا ومعرفيا تنوعت بين الدينية والأدبية والتاريخية والعلمية والإنسانية ومراهنة على ترويض المستحيل والصعب في الأحلام وجعل كل هذا واقعا ملموسا ومشهدا واضحا وعلامة بارزة».

ومن الفعاليات الثقافية التي تقيمها المكتبة كذلك «الملتقيات الثقافية» وهي تظاهرة ثقافية تقام كل عام على مستوى الولاية، تطرح فيها بحوث علمية مختلفة، وقد أقامت المكتبة أكثر من عشرة ملتقيات ثقافية أبرزها ملتقى (الشيخ أبو زيد الريامي تأريخ مشرق) وملتقى (مكانة بهلا التاريخية)، وغيرها من الملتقيات الثقافية المثرية. وقد دشن للمكتبة موقع خاص على الشبكة العالمية تحت عنوان (www.al-ndwa.net)، ليضيف بذلك صفحة أخرى بارزة في سجل إنجازات المكتبة، وليكون بمثابة جسر معرفي يربط المكتبة بالمؤسسات العلمية والثقافية داخل السلطنة وخارجها، ومنهلًا يستقي منه طلاب المدارس والجامعات والباحثون للمعلومات القيمة التي تخدمهم في بحوثهم الدراسية والعلمية ورسائلهم الجامعية.

كما أولت مكتبة «الندوة» العامة عناية كبيرة بالطفل، فقامت بإنشاء «غرفة الطفل» بتعاون ودعم من شركة تنمية نفط عمان بهدف الاهتمام بالأطفال ورعايتهم وتنمية مواهبهم ومعارفهم العلمية بما يتناسب مع أعمارهم، وتشجيعهم على حب القراءة والاطلاع والتعلم من خلال توفير الكتب والمجلات والقصص الممتعة والمفيدة، بالإضافة إلى توفير الألعاب التي تنمّي الذكاء والتفكير لدى الأطفال.