أفكار وآراء

مطار مسقط الدولي ومعرض الحرف الوطنية

06 يوليو 2019
06 يوليو 2019

سالم بن سيف العبدلي -

كاتب ومحلل اقتصادي  -

المطارات والمنافذ الجوية والبحرية والبرية هي واجهة الدولة فالقادم إليها أول ما يقابله هو المنفذ الذي يدخل منه إليها، وتعتبر المطارات أو الموانئ الجوية أكثر الأماكن التي يرتادها القادم والمغادر من أي منطقة وأكثر الأماكن التي يقضي فيها المسافر مدة طويلة قد تصل إلى يوم كامل أو ساعات لا تقل أحيانا عن 10 في انتظار موعد إقلاع طائرتهم التي تنقلهم إلى وجهتهم النهائية خاصة مسافري العبور الذين يتنقلون عبر القارات أو ما يسمى الترانزيت فهناك ملايين البشر يتنقلون يوميا عبر مطارات العالم.

المطارات الكبيرة والتي يرتادها العشرات من المسافرين تستغل هذه الميزة من خلال إقامة الفعاليات والترويج للمنتجات الوطنية سواءعن طريق الأسواق الحرة أو من خلال إقامة فعاليات منفصلة وقد لاحظنا ذلك في العديد من المطارات العالمية والتي تعج بالحركة والنشاط .

ونحن نفتخر بوجود مطار مسقط الدولي الذي أصبح يضاهي أكبر مطارات العالم من حيث الحجم والتصميم وقد مضى على افتتاحه أكثر من سنة.. هذا الصرح العمراني الجميل الذي يعكس واجهة السلطنة وكل من يزور مسقط الآن ينبهر بما يراه من بناء معماري جميل يعطي صورة حقيقية لما تشهده السلطنة من تقدم ونماء في مختلف القطاعات هذا المطار ينبغي أن يتحول إلى نقطة وصل تعج بحركة المسافرين خاصة وأن موقعه يتوسط بين الشرق والغرب فهو يخدم القادمين والمغادرين من شبه القارة الهندية والمتجهين إلى الغرب أو إلى وجهات أخرى في شرق آسيا والشرق الأقصى.

وللوصول إلى هذا الهدف لابد من بذل الجهود في استقطاب شركات الطيران العالمية لكي تكون مسقط إحدى محطاتها الرئيسية إضافة إلى قيام الناقل الوطني باستقطاب الزوار والسياح القادمين إلى السلطنة أو أولئك العابرين من خلالها الذين يستخدمون الطيران العماني في التنقل بين القارات وذك من خلال تقديم حزمة من المزايا أهمها السعر المنافس.

المطار في حلته الجديدة ولكي تكتمل منظومته ينبغي أن يهتم بالمكونات العمانية التي من أهمها المنتجات والحرف التقليدية التي تزخر بها السلطنة وذلك من خلال تخصيص مساحة واسعة لإقامة معرض أو سوق دائم للحرفيين يتم فيه عرض وبيع السلع والمنتجات التقليدية العمانية والتي تنتج و تدار بأيد وطنية على أن يتم ذلك بالتنسيق مع الهيئة العامة للصناعات الحرفية التي تدعم هذه الصناعات وتقيم لها مسابقات سنوية وتهتم في البحث عن منافذ تسويقية لها.

هناك العديد من المنتجات التي يمكن أن تكون حاضرة في هذا الجناح أو المعرض الدائم كالصناعات الفخارية والصناعات الفضية والصناعات التي تعتمد على سعف النخيل وصناعة البخور والعطور والتمور العمانية والعسل، ويمكن أن يخصص جزء من المعرض للحرفيين أنفسهم وهم يمارسون نشاطهم وأعمالهم أمام الزوار.

إن إقامة مثل هذا المعرض في المطار يحقق العديد من الأهداف أهمها دعم الصناعات الحرفية وتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والحفاظ على الهوية العمانية وإبرازها للزوار الذين يرتادون المطار ليل نهار، إضافة إلى زيادة الإنتاجية الحرفية وتعزيز مساهمة القطاع الحرفي في تنويع مصادر الدخل، كذلك رفع الكفاءة والفاعلية الحرفية بما يضمن مواكبتها لتقنيات العصر وتحقيق القيمة المضافة للصناعات الحرفية العمانية ونأمل أن يتحقق هذا المطلب قريبا لما له من أهمية كبيرة.

[email protected]