أفكار وآراء

ضغوط متزايدة في العلاقات الاقتصادية بين برلين وواشنطن

06 يوليو 2019
06 يوليو 2019

برلين ـ واشنطن ـ د ب أ: اشتكت أوساط اقتصادية من تزايد الضغوط في العلاقات بين برلين وواشنطن، على خلفية النزاع التجاري المستمر بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

وقال رئيس غرفة التجارة والصناعة الألمانية، إريك شفايتسر، في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) أمس: «الأولوية القصوى للشركات هي إنهاء دوامة التصعيد في السياسة التجارية... على الاتحاد الأوروبي لذلك أن يعمل على نحو موحد وحاسم على إبرام اتفاقية جمركية مع الولايات المتحدة، والحفاظ على منظمة تجارة دولية قادرة على الأداء».

ومن جانبه، قال رئيس غرفة التجارة الأمريكية في ألمانيا، فرانك سبورتولاري: «العلاقات الألمانية-الأمريكية، خاصة العلاقات الاقتصادية، مبنية بصورة مبدئية على أساس قوي، إلا أن نموذج نجاح هذه العلاقات يتعرض لضغوط متزايدة من وجهة نظر الشركات الأعضاء في غرفة التجارة الأمريكية في ألمانيا».

ويبدأ وزير الاقتصاد الألماني بيتر ألتماير اعتبارا من غد الاثنين زيارة للولايات المتحدة تستمر حتى 12 من يوليو الجاري، يجري خلالها محادثات مع المسؤولين في وادي السيلكون بولاية كاليفورنيا وفي واشنطن أيضا.

ومن المقرر أن يتفقد الوزير، المنتمي للحزب المسيحي الديمقراطي، مصنع شركة «مرسيدس» الألمانية للسيارات في ولاية ألاباما.

وقال ألتماير يوم الثلاثاء الماضي في برلين: «هذه الرحلة تهدف إلى توضيح مدى أهمية الارتباط بعلاقات اقتصادية خالية من النزاع بالنسبة للطرفين... الشركات الألمانية تستثمر وتوفر فرص عمل وتزيد الصادرات من الولايات المتحدة».

ويعتبر النزاع التجاري القائم حتى الآن من أبرز نقاط النزاع بين الولايات المتحدة تحت حكم الرئيس دونالد ترامب وأوروبا. وهدد ترامب أكثر من مرة بزيادة الجمارك على واردات السيارات من الاتحاد الأوروبي، ما يعني الإضرار بقطاع السيارات في ألمانيا على وجه الخصوص.

وهددت واشنطن مساء الاثنين الماضي بفرض قيود جمركية على العديد من المنتجات مثل الزيتون والويسكي.

ومن الموضوعات الخلافية الأخرى، مشروع خط أنابيب غاز «نورد ستريم 2»، الذي ينقل الغاز الروسي إلى ألمانيا مباشرة عبر بحر البلطيق، وكذلك التعامل مع شركة «هواوي» الصينية العملاقة في مجال الاتصالات.

وقال ألتماير إن الهدف الأكبر من المحادثات المتعلقة بالسياسة التجارية مع الحكومة الأمريكية والكونجرس، هو مناقشة الاضطرابات الحالية الناتجة عن السياسة التجارية للولايات المتحدة، وتوضيح ضرورة توفير شروط مستقرة وقائمة على قواعد.

وكان وزير الخارجية الأمريكية بومبيو قد ناقش الشهر الماضي مع نظيره الألماني لائحة الخلافات بين الطرفين فيما يتعلق بشركة هواوي الصينية.

وترفض برلين فرض حظر على تشغيل المجموعة الصينية العملاقة لشبكة الجيل الخامس للانترنت، رغم حرب إدارة دونالد ترامب المفتوحة ضد هذه الشركة الرائدة عالمياً في مجال الاتصالات. وكثفت الولايات المتحدة الضغط على حلفائها الغربيين فيما يتصل بشبكات اتصالات الجيل القادم، حيث قالت إن الدول التي ستسمح لشركة هواوي بتشييد البنية التحتية للاتصالات لديها قد لا تتمكن من الحصول على معلومات مهمة من واشنطن.

وفي أحدث تصعيد للتوتر بين جانبي المحيط الأطلسي بشأن التجارة والأمن، قال بومبيو إنه على الرغم من أن البلدان ستتخذ «قرارا سياديا» بشأن المعدات التي ستستخدمها فإن هذا القرار ستكون له تبعاته. وقال خلال مؤتمر صحفي «(هناك) احتمال أننا قد نضطر لتغيير مسلكنا إذ من غير الممكن السماح لبيانات بشأن المواطنين أو الأمن القومي أن تمر عبر شبكات لا نثق بها».

والتقى بومبيو في وقت لاحق مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وأجرى معها محادثات موجزة قبل المغادرة إلى سويسرا حيث وصف ألمانيا بأنها «شريك عظيم ومهم وحليف للولايات المتحدة». وقالت ميركل للصحفيين قبل الاجتماع «الولايات المتحدة هي أهم شريك لنا خارج أوروبا وستظل كذلك». وأضافت «هناك العديد من القضايا المطروحة للنقاش نظرا للتوترات التي تجتاح العالم» وأشارت إلى التحدي المتمثل في منع إيران من حيازة أسلحة نووية وردع «أفعالها العدائية».

وتختلف ألمانيا والولايات المتحدة بشأن مجموعة من القضايا تشمل التجارة والإنفاق العسكري ومنع الانتشار النووي.