1259892
1259892
الرياضية

التيارات البحرية تعرقل قوارب السلطنة في انطلاق طواف فرنسا للإبحار الشراعي

06 يوليو 2019
06 يوليو 2019

رسالة فرنسا - فهد الزهيمي -

أكدت قوارب السلطنة تواجدها الفعلي في اليوم الأول من انطلاق منافسات الطواف الفرنسي للإبحار الشراعي لفئة قوارب ديام 24 وبمشاركة 23 فريقا من أقوى الفرق العالمية ولمدة 16 يوما تطوف خلالها 7 مدن فرنسية، وعلى الرغم من النتائج المتواضعة التي حققتها القوارب في اليوم الأول إلا أن بحارة السلطنة أكدوا على أن الوقت ما زال مبكرا من أجل الحديث عن المراكز الأولى، حيث كانت الرياح خلال اليوم الأول من جولة مدينة دنكيرك الفرنسية خفيفة إلا أن التيارات البحرية كانت عالية وقد أضفت على انطلاقة الطواف أجواء تنافسية ممتعة محفوفة بالكثير من المفاجآت بين الفرق الـ23 المشاركة والتي منها أربعة فرق ممثلة للسلطنة وهي فريق «أي أف جي» وفريق «النهضة للخدمات» وفريق «الطواف العربي» وفريق «عمان للإبحار»، وقد بدأت سباقات اليوم الأول بتوزيع أسطول القوارب المشاركة إلى فئتين حسب نتائج سباقات تأهيلية لهذا السباق وبحيث يكون هنالك توازن جيد في موازين القوى بين الفرق، حيث تم اختيار صاحب النقاط الأكبر في الفئة وإضافته للفئة الزرقاء ومن ثم إضافة صاحب النقاط الأقل في المرتبة الثانية للفئة الصفراء والثالث في الفئة الزرقاء وهكذا، وقد أسفر اليوم الأول عن حصول الفريق العماني «أي أف جي» على المركز العاشر من الترتيب العام، وحل فريق «النهضة للخدمات» في المركز الثاني عشر، أما الفريق النسائي فقد حاز على المركز الخامس عشر، وفريق «عمان للإبحار» في المركز الثاني والعشرين.

تفاوت المستويات

وتتفاوت مستويات الفرق المشاركة بشكل كبير كونها تضمّ المحترفين والمبتدئين والهواة من البحارة ذوي درجات مختلفة من سنوات الخبرة، مما يجعل قراءة النتائج صعبة خاصة مع تواجد عناصر كثيرة للنجاح أو الإخفاق في حصد النقاط منها سرعة الرياح وجاهزية القارب وتركيز الفريق ومدى قدرتهم على التواصل الجيد الذي يمكنهم من اتخاذ قرارات صائبة أثناء السباق ترفع من احتمالات نجاحهم. وأما عن الفرق التي حظيت بتوافر هذه العوامل فهي الفريق البلجيكي «كاريبوس بروكسل» والفريق الفرنسي بيجافلور الذي حاز على لقب سباق «الطواف العربي للإبحار الشراعي أي أف جي» لعامين على التوالي، والفريق الفرنسي «تشيمينيه بوجولات»، والفريق السويسري «فيلي جينيف، وتشارك 4 فرق من عُمان للإبحار في منافسات الطواف الفرنسي للإبحار الشراعي وهي البطولة الأوروبية الأكبر والأبرز لفئة قوارب ديام 24، والمليئة بالكثير من التحديات والسباقات القوية ضد أقوى وأشهر الفرق العالمية، وتأتي مشاركة فرق عُمان للإبحار الأربعة في بطولة الطواف تتويجاً للجهد والعمل الذي بذلته المؤسسة خلال السنوات العشر من تأسيسها وتعكس قدرة الفرق على خوض المنافسات الكبرى ومواجهة أحد أقوى وأكثر سباقات الإبحار الشراعي تحدياً في العالم، وكان فريق عُمان للإبحار قد تمكن من التتويج بالمركز الخامس في بطولة الطواف الفرنسي للإبحار الشراعي خلال موسمي عام 2016 و2017م، ليتطور أداء الفريق خلال منافسات الموسم الفائت ويتمكن من حسم المنافسات في المركز الرابع، في حين ينصب تركيز طاقم الفريق في الوقت الحالي إلى تقديم مستويات أداء أقوى خلال منافسات البطولة القادمة وتربع منصة التتويج.

مشاركة أولى للجابري

عبر البحار حسين بن سعيد الجابري والذي يشارك في فريق بنك «أي أف جي» موناكو عن سعادته بالمشاركة في منافسات الطواف الفرنسي للإبحار الشراعي لفئة قوارب ديام 24 وبمشاركة 23 فريقا من أقوى الفرق العالمية ولمدة 16 يوما يطوف خلالها 7 مدن فرنسية، وقال الجابري: اليوم الأول من البطولة تأثرنا كثيرا بتغيير الرياح على الرغم من محاولاتنا الكبيرة نحو تقديم أفضل ما لدينا من جهود من أجل تحقيق نتيجة جيدة إلا أننا أنهينا منافسات اليوم الأول في المركز العاشر في الترتيب العام من أصل 23 فريقا مشاركا في الطواف. وأضاف: هذه بطولة كبيرة وقد قمنا بالاستعداد لها بشكل جيد قبل عدة أشهر كما قمنا بعدة تغييرات في القارب من أجل الوصول إلى الجاهزية الكبيرة وتقديم عرض جيد على الرغم من المنافسة الكبيرة التي من المتوقع أن نحصل عليها في هذه المنافسة بحكم مشاركة قوارب لها باع طويل تصل إلى 42 سنة تشارك في هذا الطواف وأصبح لها خبرة واسعة في كيفية التحكم بالرياح وغيرها من الجوانب التي تحدث فجأة في مثل هذه السباقات البحرية.

وقال الجابري أيضا: مشاركة 4 فرق عمانية في هذا الطواف شيء جيد ويساهم في تكثيف تواجد السلطنة بشكل كبير في المشاركات البحرية الدولية كما يعزز من تواجد السلطنة أيضا في منصات التتويج، كما أن هذا التواجد يشجعني نحو بذل الكثير من الجهد للمنافسة بين الفرق المشاركة، كما أن التنافس بين 23 فريقا على مدى 15 يوما سيكون شديدا وستكون هناك الكثير من المفاجآت المتوقعة في الطواف إلا أننا جاهزون لمثل هذه الأحداث وقد تعودنا عليها خلال البطولات التي خضناها قبل المشاركة في هذه البطولة، وعلى الرغم من أن هذه المشاركة الأولى لي في هذا الطواف الفرنسي إلا أن لدي الحماس الكبير لتقديم أفضل إمكانياتي من أجل إثبات جدارتي في رياضة الإبحار الشراعي وكذلك للوقوف على قدرة الفريق في الوصول إلى الهدف الذي رسمناه قبل انطلاق المنافسات. واختتم البحار حسين الجابري حديثه: مشاركتي في هذا الطواف ليست من أجل المنافسة فقط وإنما أيضا من أجل الترويج للسلطنة من مختلف الجوانب وهذا ما عملنا به خلال الأيام الماضية حيث قمنا بالحديث مع المشاركين وأيضا مع الزوار والجماهير التي تتوافد لمشاهدة الطواف، ونقوم بالتركيز على حث الناس هنا على زيارة السلطنة والتعرف على التضاريس والجوانب الحضارية للسلطنة وغيرها من الجوانب التي تهم السائح الأوروبي.

خبرة بحارة السلطنة

قال البحّار المتألق عبدالرحمن بن يونس المعشري والذي يشارك في فريق النهضة: لا يخفى على الجميع بأن المشاركة في الطواف الفرنسي يعتبر شرفا كبيرا لأي بحار وخاصة أن الطواف يستمر في المنافسات على مدى 42 سنة وهذا بحد ذاته يعتبر بطولة كبيرة ويطمح أي بحار للمشاركة فيه، وأنا قد شاركت للمرة الرابعة في هذا الطواف وفريق النهضة والحمد لله خضع للعديد من الاستعداد والتدريب قبل المشاركة في هذه البطولة الكبيرة، حيث بدأنا المشاركة باليوم الأول من البطولة وقد حصلنا على المركز الـ 12 وسط منافسة كبيرة جدا من قبل القوارب المشاركة والتي وصل عددها إلى 23 فريقا تتنافس بشكل كبير نحو حسم الصدارة منذ اليوم الأول، وبلا شك إن تواجد الفرق العمانية الأربع في هذا الطواف يعطي مزيدا من الإثارة وخاصة أن السلطنة معروفة في رياضة الإبحار منذ عدة سنوات. وأضاف المعشري: تعرضت لإصابة قبل انطلاق هذه البطولة إلا أنني قدمت أداء حسنا في اليوم الأول من المنافسات وسأعمل على مواصلة هذا العطاء وسأقدم أفضل الإمكانيات التي أمتلكها من أجل أن يكون فريقنا في المراكز المتقدمة، كما أن الفرق العمانية المشاركة في الطواف هي الأخرى تمتلك بحارة عمانيين لديهم رصيد من الخبرة ويسعون نحو تقديم الأفضل وأن يكون لديهم مركز متقدم في ختام منافسات البطولة. وحول دوره في الترويج للسلطنة في هذا الطواف قال البحار عبدالرحمن المعشري: يكفي أن شراع قارب النهضة يحمل اسم عمان وهذا بحد ذاته ترويج كبير للسلطنة كما أنني وبرفقة زملائي البحارة العمانيين نحونا جنبا إلى جنب من أجل أن يكون دورنا إيجابيا نحو الترويج الصحيح والفعّال للسلطنة وهذا ما فعلناه منذ وصولنا إلى هنا والحمد لله وجدنا تفاعلا كبيرا من الزوار والجماهير الذين أبدوا رغبتهم الجيدة في التعرف على السلطنة وزيارتها من أجل الاطلاع على الجوانب الحضارية المختلفة التي تتمتع بها السلطنة من مختلف الجوانب.

إشراف فني من المعشري

يتواجد المخضرم في رياضة الإبحار الشراعي البحار ناصر بن سالم المعشري مع الفرق العمانية المشاركة في منافسات الطواف الفرنسي للإبحار الشراعي لفئة قوارب ديام 24 وبمشاركة 23 فريقا من أقوى الفرق العالمية ولمدة 16 يوما، حيث يقوم المعشري بإشراف فني على البحارة المشاركين من أجل توجيههم فنيا وإعطائهم النصائح وغيرها من الجوانب التي تهم البحارة. المعشري والذي يشارك حاليا ضمن فريق الطيران العُماني في بطولة جي سي 32 الدولية للإبحار الشراعي والذي اختتم مشاركته في الجولة الثانية من البطولة الأسبوع الماضي والتي أقيمت على سواحل مدينة لاجوس بالبرتغال، قال: لا يخفى على الجميع بأن الطواف الفرنسي يعتبر من أفضل السباقات العالمية بحكم أن مشاركة أفضل الفرق وأيضا تواصل اقامته على مدى 42 سنة على التوالي وهذا أعطاه الصبغة القوية في المنافسة الشرسة والقوية والتي تتنافس الفرق على المشاركة فيه وأيضا تقوم بالاستعداد الجدي قبل أشهر من انطلاقه. وأضاف المعشري: الفرق العمانية المشاركة في هذا الطواف لديها القدرة على الوصول إلى المراكز الأولى ولا ينقصها شيء في تحقيق ذلك أسوة بالقوارب المشاركة الأخرى، وذلك بعد الاستعداد الجيد قبل أشهر من انطلاق البطولة وأيضا تواجد البحار عبدالرحمن المعشري الذي يشارك للمرة الرابعة في هذا الطواف وهذا أعطاه الخبرة الجيدة والتي تمكنه من تقديم أفضل الإمكانيات، على الرغم من أن الفرق المشاركة الأخرى في البطولة هي أيضا تشارك لعدة سنوات ماضية ولديهم الخبرة الكبيرة ولكن هذا لا يمنع من تقديم الجانب المهاري والجيد من قبل قوارب السلطنة.

وقال البحار المخضرم ناصر المعشري: السلطنة تشارك في هذا الطواف الفرنسي من أجل المنافسة وليس من أجل المشاركة لأن لدينا بحارة يعتمد عليهم وقادرون على تقديم الأفضل والسلطنة أيضا لديها البصمة المعروفة في عالم الإبحار في مختلف القوارب التي تشارك فيها، كما أن مشاركة 23 فريقا في هذه النسخة سيساهم بشكل كبير في زيادة الإثارة بين الفرق المشاركة. وأوضح المعشري أن مشاركة السلطنة في الطواف الفرنسي أيضا تهدف إلى الترويج للسلطنة في مختلف الجوانب وهي من الأهداف الرئيسية التي ترسم لها عمان للإبحار في المشاركات الخارجية وخاصة أن السلطنة هي الدولة العربية الوحيدة المشاركة في هذه البطولة العالمية، كما أن الجماهير والزوار أصبح حديثهم قبل وأثناء انطلاق المنافسات حول السلطنة وكيفية التعرف على المناظر والتصاريس التي تحفل بها محافظات السلطنة، كما أن البحارة العمانيين المشاركين يقومون بجهود كبيرة نحو إبراز اسم عمان في هذه البطولة ويعملون على الترويج السياحي والثقافي والرياضي وغيرها من الجوانب التي تهم الجماهير الأوروبية بشكل عام والفرنسية بشكل خاص

وحول كيفية تفوق فرق على أخرى، قال البحار ناصر المعشري: هناك العديد من العوامل التي تؤدي لأن يكون الفريق ذا كفاءة عالية، فإلى جانب ضرورة أن يكون الفريق على قدر عالٍ من الوعي الفنّي والتدريب البدني والانضباط والجاهزية التامة لما تتطلبه هذه السباقات الشاقة، ولدى كل فريق مدربون من بحارة مخضرمون سابقون لهم باع في الإبحار الشراعي لعقود طويلة من الزمن وبعضهم من لديه إنجازات أولمبية في رياضة الإبحار الشراعي، ما يجعل وجودهم كمدربين ذوي أهمية لا تقدّر بثمن فمنهم من يأتي بالنصح والإرشاد والتغذية الاسترجاعية بعد كل تدريب لإحاطة الفريق فجوانب الضعف التي قد تحتاج إلى تحسين ووسائل التغلب على كافة التحدّيات التي تعتري التسابق في البحر. ومن هؤلاء المدربين من لهم مشاركات سابقة في الطواف الفرنسي ولديهم غلّة من البطولات التي حازوا عليها إضافة إلى احتكاكهم بنظرائهم من الأبطال الآخرين ما يجعلهم في المكان المناسب لتدريب الفرق وتحفيزهم وإعطائهم الجرعات اللازمة لمجابهة التحديات.